وقوله تعالى: }وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار{ سورة إبراهيم: آية 33، وكلمة «دائب» اسم فاعل لفعل معناه العمل بهمة بلا انقطاع أي الاجتهاد في عمل شيء ما بعناية وبشكل دائم لا يتغير. وكلمة «سخر» لغويًا أي ذلل لكم الشمس والقمر كفائدة لكم ومصلحة من مصالحكم. أما «وسخر الليل والنهار» أي ذلل لكم الليل لتستريحوا فيه من التعب للنوم وسخر النهار للعمل وكسب الرزق. إذًا فظلام الليل وضوء النهار فائدتان خلقهما الله للناس لكي يستفيدوا منهما وأن من يجهل ذلك يجهل فائدتهما فينام نهارًا ويعمل ويسهر ليلًا.
وإذا كان ظلام الليل وضوء النهار فائدتين للإنسان، فلابد أن الله سبحانه وتعالى رتب من الميكانيكيات في جسده ما يجعله يستفيد من هاتين الفائدتين بما يعود عليه بالنشاط والحيوية نهارًا والراحة التامة والاستجمام ليلًا.
وقال تعالى: }قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله من يأتيكم بضياء أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون{ سورة القصص: آية 71 – 73.
وقوله تعالى: }يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم. ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض. كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم. وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما أستأذن الذين من قبلهم. كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم{ سورة النور: آية 58 – 59.
أ.د.أحمد محمد محمود حاني
أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي