أعلنت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC)، وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن الأسبارتام، وهو مُحلي صناعي شائع يستخدم في المشروبات الغازية الخالية من السكر والحلويات، قد تم تصنيفه على أنه “مسبب للسرطان المحتمل”.
تأتي هذه النتيجة بعد مراجعة شاملة للبيانات العلمية المتاحة. إذ وجدت المراجعة أن هناك بعض الأدلة المحدودة التي تربط تناول الأسبارتام بزيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى البشر.
علاقة ضعيفة
ولا تعني هذه النتيجة أن الأسبارتام يسبب بالتأكيد السرطان، ولكنها إشارة إلى أنه قد يكون هناك صلة بين تناوله وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
يضع تصنيف الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC للأسبارتام في نفس فئة مستخلص الصبار وأنواع معينة من الخضار المخللة. هذه الأطعمة جميعها تحتوي على بعض الأدلة المحدودة التي تربطها بالسرطان، ولكن لم يتم إثبات وجود صلة سببية.
في حين أن هذه النتائج قد تثير القلق لدى بعض الناس، فمن المهم ملاحظة أن الأسبارتام قد تم استهلاكه بأمان من قبل ملايين الأشخاص لسنوات عديدة.
وتقول ميغان ويندهام، أخصائية التغذية المسجلة لدى جامعة تكساس إيه آند إم للخدمات الصحية، إن هناك العديد من الأسباب الأخرى للنظر في تقليل تناول الأسبارتام والمحليات الصناعية الأخرى.
ليست هناك مشكلة كبيرة!
وتشير ويندهام: “إذا كان شخص ما يحب تناول الصودا الدايت من حين لآخر، فليست هناك مشكلة كبيرة”. “ولكن إذا كنا نشرب 12 منها يوميًا، فربما لا يكون هذا هو الخيار الأفضل، بغض النظر عما إذا كانت مسببة للسرطان أم لا.”
وتضيف: “هناك العديد من الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات الطبيعية التي يمكننا تناولها بدلاً من هذه المواد المضافة”. “هذه الأطعمة غنية أيضًا بالعناصر الغذائية الأخرى التي يحتاجها جسمنا.”
وتختتم الطبيبة المتخصصة في التغذية أنه ليس من الضروري قطع الأشربة المحلاة اصطناعيًا بشكل كامل. فمثلما أن منظمة الصحة العالمية تصنف لحوم الأسماك المعالجة التي تحتوي على مركبات النترات والنتريت في الفئة “من المحتمل أن تسبب السرطان”، فإن تناول هذه المنتجات من حين لآخر لا يعد مشكلة.
من المهم ملاحظة أنه لا يوجد إجماع واضح على سلامة الأسبارتام. لم تجد بعض الدراسات أي صلة بين تناول الأسبارتام والسرطان، بينما وجد البعض الآخر زيادة طفيفة في المخاطر. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المخاطر الحقيقية للأسبارتام.