الشاي الأخضر هو أوراق نبات الشاي الطازجة التي يتم جمعها في البلاد التي تزرعه وتشتهر به، مثل الصين والهند وسريلانكا، وهو بحسب الدراسات العلمية والصحية يخفض مستوى الكولسترول في الدم لان تأثيراته المضادة للأكسدة تمنع تأكسد الكولسترول الضار في الشرايين. كما يساعد في تخفيض ضغط الدم، ويحمي من الإصابة بمرض السكري.
ويساعد الشاي الأخضر أيضًا على الوقاية من التسمم الغذائي نظرًا لأن الشاي الأخضر يقتل البكتيريا ويمنع نموها في الأمعاء. كما يمنع ظهور رائحة الفم الكريهة بقتله البكتيريا الموجودة في الفم والتي تسبب التسوس ونخر الأسنان، بالإضافة إلى دوره في إنقاص الوزن والتحكم فيه.
ما الفرق بينه وبين الشاي الأسود؟
يختلف الشاي الأخضر عن الشاي الأسود من حيث إن الشاي الأخضر ينتج من الأوراق الخضراء التي تذبل وتلف وتخمر وتجفف. وبسبب هذه العناية في معالجته فإن خواص الشاي الأخضر مشابهة جدًا للورقة الخضراء الطازجة وهذا هو مشروب الصين المفضل.
أما الشاي الأسود أو البني بمختلف أنواعه وهو المشروب المفضل في أوروبا والأمريكتين والشرق الأوسط فيجفف جزئيًا ويسحق كما يسمح له بالتخمر والتأكسد في الحرارة لعدة ساعات قليلة ثم بعد ذلك يجفف تمامًا.
أما الشاي الأخضر وهو المشروب المفضل في آسيا فلا يتعرض لعملية السحق أو الأكسدة، فبدلًا من ذلك يتم تبخيره ويلف ويجفف. والتبخير في الحقيقة يمنع الأكسدة بتنشيط الإنزيمات في الأوراق الخضراء، ولهذا هناك فرق كبير بين الشاي الخضر والشاي الأسود من حيث المركبات الكيميائية.
هل تتساوى جميع أنواع الشاي الأخضر؟
الواقع أن أفضل وأجود أوراق الشاي الأخضر هي الورقتان أو الثلاث ورقات الموجودة في قمة الساق، بالإضافة إلى البرعم الطرفي نفسه، أما الأنواع الرديئة من الشاي الأخضر فهي التي تؤخذ من أسفل الساق. ولا يزال حصاد الشاي الأخضر في آسيا باليد وذلك لفصل الأنواع الجيدة عن الأنواع الرديئة، ويحتوى الشاي الأخضر المحضر تجاريًا على 60% من البولي فينولات حسب طريقة التحضير، وقد يحتوى من 1% إلى 4% من الكافين.
هل الشاي الأخضر يمنع السرطان؟
ركزت معظم الأبحاث التي تناولت الشاي الأخضر على قوته في منع السرطان، مبينة أن البوليفينولات الموجودة في الشاي الأخضر ذات مركبات فعالة من حيث كونها مضادة للأكسدة وهى ذات حماية مضادة للأكسدة أكثر من فيتامين (ج و د).
وسجلت بعض الدراسات العلمية أن الشاي الأخضر وخلاصاته تقلل من الطاقة الانبثاثية (قابلية الانتشار من عضو لآخر) للخلايا السرطانية، لافتة إلى أن خلاصة الشاي الأخضر تقلل من فرصة شذوذ الكروموسومات التي تحدثها المسرطنات.
وأوضحت العديد من الدراسات السكانية والمسوحات الصحية أن استهلاك الشاي الأخضر قد يكون من أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض نسبة الإصابة بالسرطان في اليابان، مؤكدة أن شرب فنجان واحد من الشاي الأخضر أسبوعيا على الأقل يبدو له أثر فى تقليل مخاطر سرطان المعدة.
كما أثبتت بعض الدراسات والتجارب التي أجريت على الفئران أن تناول الفئران للشاي الأخضر بالفم من الممكن ألا يقلل من تكون الأورام فقط، ولكنه أيضًا يساعد على التقليل من حجم هذا الأورام. وفى تجارب أعمق من هذه ثبت أن الشاي الأخضر يمنع نمو الأمراض الجلدية المكونة صناعية بطريقة كيميائية أو بواسطة الأشعة فوق البنفسجية.
وتوحي الدراسات الحديثة أن الثيامين (وهو حمض أميني داخل في تركيب الأوراق الخضراء للشاي الأخضر) يقوم على تعزيز النشاط المضاد للالتهاب والتورم في جسم الفئران، وهذا التأثير للثيامين على كفاءة العوامل المضادة للتورم السرطاني من المتوقع تطبيقها بشكل واسع في العلاج الكيميائي للسرطان.
وفي الصين أثبتت دراسة علمية وجود علاقة بين شرب الشاي الأخضر لمدة طويلة وبين الحماية من سرطان الرئة، حيث ثبت أن استهلاك الشاي الأخضر يرتبط بتقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة بين غير المدخنين وليس بين المدخنين. كما وجد أيضًا أن الشاي الأخضر يحمى من التهاب المعدة المزمن الذي يعتبر مقدمة لحدوث السرطان، حيث يتطور مرض التهاب المعدة المزمن ببطء إلى أن يصبح سرطان المعدة. ولكن الشاي الأخضر يحتوى على مضادات للأكسدة تساعد في منع تطور التهاب المعدة المزمن وتمنع تطوره إلى سرطان المعدة.
الشاي الأخضر والكولسترول
يحتوى الشاي الأخضر أيضًا على مادة تسمى بوليفينولات تتداخل مع الجزئيات الحرة التي تسبب الكولسترول الضار والذي يؤدى تراكمه لتكون البلاك داخل الأوردة والشرايين. ولقد ثبت أن هذه البوليفينولات لها قوة وتأثيرات مضادة للتجلط مما يؤدى لاسترخاء الصفائح الدموية وبالتالي يحسن وظيفتها.
والشاهد أن مثل هذه النتائج تتضمن الفكرة القائلة بأن الشاي الأخضر من الممكن أن يقلل من مخاطر مرض القلب. كما أثبتت دراسات حديثة أن هناك الكثير من الدلائل على أن الشاي الأخضر يساعد على منع مرض تصلب الشرايين.
الشاي الأخضر يقتل البكتريا الموجودة بالفم
توصل باحثون أمريكان في نيويورك إلى أن خلاصات الشاي الأخضر تـقتل البكتيريا بما فيها البكتريا الموجودة بالفم والمسؤولة عن التسبب في تسوس الأسنان وسوء رائحة الفم. وفوق هذا وجد أن البوليفينولات الموجودة بالشاي الأخضر بالإضافة إلى فوائدها الصحية الهائلة التي تم اكتشافها من الممكن أيضًا إضافة خلاصة الشاي الأخضر إلى مستحضرات تعطير وتعقيم الفم مثل غسول الفم ومعجون الأسنان ما يساعد على قتل البكتريا والفيروسات متضمنة الميكروبات التي تسبب التهاب الزور. وأكدت هذه الدراسات أن الشاي الأخضر بخلاف أنواع الشاي الأخرى له المقدرة أيضًا على قتل الفيروسات.
الشاي الأخضر وتقوية المناعة
ثبت علميًا أن الشاي الأخضر يقوى الجهاز المناعي حيث يحفزه على محاربة الأمراض، والسبب بحسب أساتذة الميكروبيولوجى أن خلاصات الشاي الأخضر تستطيع تدمير الكائن الحي المتسبب في حدوث المرض، فإذا حفزنا النظام المناعي، وفى نفس الوقت دمرنا كائنات المرض، فإن هذا يدعونا لـشرب المزيد من الشاي.
ومن التجارب العلمية أيضًا أثبت العلماء أن الشاي الأخضر يوقف نشاط البكتيريا التي تسبب التسوس وهو الأمر الذي يفسر لماذا لا يحدث تسوس في أسنان من يشربون الشاي منذ الصغر حتى و إن كان الشاي من النوع الأسود، حيث يمنع البلاك من التكون ويدمر الأحماض المسببة لتسوس الأسنان.
الشاي الأخضر وإنقاص الوزن
إن الشاي الأخضر له أهمية كبرى في رفع معدلات التمثيل الغذائي مما يعجل بحرق الدهون، ويساعد على سرعة حرقها، حيث وجد أيضًا أنه يرفع من معدلات فقد الطاقة الحرارية يوميا بمقدار 4% في حالة تناوله 3 مرات في اليوم.
فقد رأى الباحثون أن تناول الشاي الأخضر بشكل مكثف لتحفيز الجسم حراريًا لكي يحرق الدهون لم يكن لها تأثير سلبي على القلب، ولذا يمكن استخدامه كبديل لعقاقير إنقاص الوزن القائمة على فكرة التحفيز الحراري والتي لها أعراض جانبية من حيث ضررها على القلب والجهاز الدوري عموما, وذلك بصفة خاصة للبدناء المصابين بمشكلات في الجهاز الدوري ويعانون من القلق والتوتر الزائد. لذا فالفائدة هنا هي تحقيق هذا التحفيز الحراري للجسم لحرق الدهون بواسطة الشاي الأخضر مع عدم حدوث الأعراض الجانبية لهذا الاحتراق وهذا أمر حسن جدًا.
إعداد: د. نهاد ربيع البحيري