تتمثل استخداماتها الغذائية في أنها تضاف إلى الدقيق لتحسين طعمه في عمل المخبوزان والفطائر وكذلك تضاف إلى الآيس كريم. أما المرأة العربية فلا يخلو بيتها من فصوص المستكة وهي تضيفها إلى شوربة اللحوم والأسماك والطيور لتعطيها مذاقًا خاص ونكهة رائعة و طعمًا جميلًا.
أما استخداماتها الطبية والعلاجية فمنذ آلاف السنين ويعرفها العرب والأوروبيون ويستخدمونها لعلاج أمراض كثيرة مثل التهابات الفم واللثة، وكذلك كمسكن لألم الأسنان، وأيضًا في علاج اضطرابات المعدة. واليوم علماء الطب يحاولون إثبات صحة هذه النصائح الطبية القديمة وتفسيرها وتحليلها علميًا بالتجارب العلمية الدقيقة.
كما توصلت دراسات علمية طبية حديثة لاستخدام المستكة في مجال العلاج والوقاية من بعض الأمراض، حيث أجرى باحثون من فلوريدا ومن اليونان دراسات لمعرفة هل بمقدور المستكة أن تقضي على خلايا سرطان القولون أم لا؟ وذلك في البحث الذي نشر مؤخرًا عن طريق استخدامهم مستخلصًا من راتنج المستكة وغمر خلايا سرطان القولون في تركيزات متدرجة في التركيز من مستخلص المستكة، تبين لهم بفحص المجهر الإلكتروني للخلايا السرطانية أن مواد المستكة قامت بقتل الخلايا السرطانية وفق ضوابط كمية التركيز ومدة التعرض، بمعنى أن طول مدة تعرض الخلايا السرطانية للمستكة وزيادة تركيز المستكة عمل على زيادة قتل الخلايا السرطانية, وبمزيد من التعمق في البحث تبين أن المستكة عملت على الإخلال بتتابع انقسام الخلايا السرطانية وأوقفت بالتالي سلسلة التكاثر والانتشار للخلايا السرطانية. ولكن عجز الباحثون في دراستهم عن تحديد أنواع المواد الراتنجية الكيمائية الموجودة في المستكة.
كما قام باحثون من بريطانيا في دراسة أخرى من اليونان عام 1998 بدراسة تأثير المواد الراتنجية للمستكة في تنشيط نمو الخلايا الطبيعية لبطانة المعدة وفي التخلص من البكتيريا الحلزونية، ليس من المعدة فقط بل من الفم أيضًا. والبكتيريا الحلزونية من أهم أسباب قروح المعدة والاثني عشر وترجيع محتويات المعدة إلى المريء. والقضاء عليها إحدى الوسائل غير المباشرة في منع الإصابة بأنواع سرطان المعدة.
كما قامت عدة دراسات في اليونان سنة 2005 لدراسة تأثير راتنجات المستكة في التقليل من تسوس الأسنان حيث إنها تقلل من نمو البكتيريا الموجودة في الفم. وهذا ما أكدته دراسة أخرى قديمة سنة 1985 أثبتت أن المستكة قللت من نسبة وجود البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان بنسبة 41 %.
لكن يرى الباحثون أن الدراسات مازالت تحتاج إلى المزيد من التعمق في الدراسة بالرغم من أنها إيجابية بشكل قوي، والأهم هو توسيع نطاق البحث وكذلك عمل فصل كيمائي لمكونات راتنجات المستكة لمعرفة أنواع الراتنجات الموجودة بها ونسبة كل مكون بها حتى يتم استخدامها على نطاق واسع في صناعة الأدوية لعلاج أمراض الجهاز الهضمي والفم.
د. مروة عزمي جنينة