الصحة والغذاء

شجرة المستكة.. لماذا تبكي؟

هي شجرة دائمة الخضرة تتسم بالرقة والجمال, إذا قمنا بقطع جزء من أغصانها أو أحدثنا جرحًا في لحائها  فإنها لا تجد أمامها غير الاستسلام للبكاء وذرف الدموع عند موضع الجرح… ولكن هل هي  تبكي وتدمع مثلنا؟ بالطبع لا, إن دموعها تختلف تمامًا عن دموعنا من جميع النواحي، بل إن دموعها ذات قيمة طبية وغذائية عظيمة وتباع بأسعار غالية.

هيا بنا نقترب إلى  شجرتنا الرقيقة  ونعرف إلى أي فصيلة نباتية تنتمي؟  وكيف نتعرف عليها؟ وما موطنها الأصلي؟ وما الظروف البيئية الملائمة لزراعتها؟ وما سر دموعها وما طبيعة هذه الدموع؟  

هل عرفتم ما هي الشجرة الدامعة؟

 إنها: شجرة المستكة  (Mastic tree)، واسمها العلمي Pistacia lentiscus  وتنتمي إلى الفصيلة Anacardiaceae.

كيف نتعرف عليها؟

هي شجرة قصيرة في الطول دائمة الخضرة طول العام. الأوراق ذات ملمس ناعم، وأوراقها مركبة تتكون من 5:3 وريقات. الأزهار حمراء اللون تظهر في شهر مايو حتى يوليو، وهي أزهار فردية ذكور أو إناث، والإخصاب غير ذاتي. تنضج الثمار في  شهر أكتوبر، وهي ثمار حمراء ثم تنضج وتتحول إلى اللون الأسود، وهي تشبه ثمار التوت وذات طعم مر.

وموطنها الأصلي حوض البحر الأبيض المتوسط فهي تنتشر في اليونان وفرنسا وإيطاليا وسوريا.

وتحتاج شجرة المستكة إلى جو مشمس جاف وتفضل التربة الرملية واحتياجاتها من الماء قليلة, وتتحمل قلة الماء ولا تستطيع النمو في الظل بعيدًا عن الضوء. وتتحمل النمو في التربة شديدة القلوية.

سر الدموع

إننا عندما نشعر بالحزن أو الألم فإن الدموع تنهمر من عيوننا لتخفف عنا بعض آلامنا, لكن شجرتنا الرقيقة عند حدوث جرح لها في لحاء جذعها وهي الطبقة الخارجية من جذع الشجرة أو حدوث خدوش أو تشققات به أو قطع أحد غصونها الكبيرة فإن دموعها تنهمر !

إن دموع هذه الشجرة عبارة عن عصارة نباتية من مواد راتنجية سائلة  لونها أبيض أو أصفر أو رمادي تسقط من مكان الجرح أو الخدش أو القطع، وتجف بسرعة بمجرد تعرضها للهواء الجوي، وتصبح هشة متعلقة بالشجرة، وتأخذ أشكالًا مختلفة حسب كمية ومكان خروجها، فقد تكون مستديرة أو بيضاوية أو مستطيلة الشكل.

وتدخل دموع المستكة ( المواد الراتنجية :mastic) في صناعات عديدة مثل صناعة البخور لأن بها زيوتًا طيارة ذات رائحة جميلة, وفي صناعة مستحضرات التجميل مثل كريمات الشعر. كما تدخل في صناعة العطور والشامبوهات واللبان(العلك) وفي صناعة مواد حشو الأسنان.

د. مروة عزمي جنينة

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم