الصحة والغذاء

وحام الشوكولاته واللحوم

مع إشراقة كل يوم جديد، تعود بعضهم تناول كوب من القهوة أو أكثر، ويصبح من الصعوبة بمكان عليه الاستغناء عن هذه الكمية بعد أن تعودها لسنوات فيما يشبه الإدمان.. قد يصدق هذا بالنسبة للقهوة، أما أن يشتاق بعضهم إلى أطعمة مثل اللحم والجبن لنفس الأسباب، أي الإدمان فذلك أمر مستغرب.

مركبات النشوة

يحتوي بعض الأطعمة على مركبات كيماوية تعمل على إنتاج مركبات في المخ تسمى

 (شبيهات الأوبيات، OPIATE – LIKE SUBSTANCES) تجعل الشخص يشعر بالنشوة مثل مركب الدوبامين الذي يشعر الإنسان بالسعادة والنشوة فتجعله يدمن على الطعام. وهناك عدد لا يحصى من الأطعمة المكتظة بالسعرات التي تشجع على إنتاج الدوبامين وهو ما يجعل متناولها فريسة لإدمانها.

ويتعرض بعضهم لتأثير (الدوبامين،DOPAMINE ) في المخ بعد تناول أطعمة معينة. ولكن بخلاف الإدمان على الأدوية والمخدرات، فإن مشكلة إدمان الطعام لا يعترف بها كثير من الناس.

فقبل فترة قصيرة كان صانعو رقائق البطاطس (الشيبسي) يطلبون من المستهلك في إعلاناتهم (تتناول واحدة فقط)، وكانوا يقصدون ذلك بالفعل. فقد تعرفت شركات الطعام على (الوحام الذي يخالج النفوس من أجل الطعام ويسيطر عليها، فاستخدموا وسائل للجاذبية مثل التغليف البراق الذي لا يقاوم.

ومع ذلك، فعندما يثار موضوع الإدمان الغذائي يتشكك بعضهم. وإذا قيل لهم إن الشوكولاته والجبن من المواد المدمنة، مثلها في ذلك الكحول والكوكايين، لا يقبلون بذلك رغم ما يحدث أحيانًا من إصرار بعضهم على قيادة السيارة ليلاً وقطع كيلومترات عديدة من أجل العثور على حبة شوكولاته بعينها تباع في مكان بعينه ولا يقبل بتناول سواها. وهو يفعل ذلك رغم علمه أن الشوكولاته تسبب له السمنة، وقد يشعر بالذنب بعد إشباع رغبته الجامحة، ثم يفعل ذلك كل يوم.

ألا تسمي تلك الظاهرة إدمانًا أو أنها تشبه الإدمان على أقل تقدير؟ وفي تجربة أجريت على فئران التجارب تبين أن هذه الحيوانات عندما داومت على تناول السكر بشراهة، ثم حرمت منه، عانت من أعراض حرمان تقليدية تشبه مظاهر الحرمان عند المدمن التقليدي، مثل القلق والتوتر والرجفة وتغيرات في التركيبة الكيماوية للمخ.

يقول الدكتور دوغلاس ليزلي (DOUGLAS LISLE) ، أستاذ الفسيولوجيا العلاجية، إن مرضاه المصابين – لنقل بما يشبه الإدمان على أقل تقدير- نجحوا في التخلص من الإدمان من خلال الصيام العلاجي، أي إعادة برمجة المخ بالامتناع عن كل طعام وشراب ما عدا الماء، تحت رعاية طبية.

بعد ذلك تأتي فترة إعادة التأهيل بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة ومعها الحبوب الكاملة والفول والبندق والبذور. كما يمكن الامتناع التام عن تناول الطعام الذي يسبب الوحام لمدة 3 أسابيع للتخلص من الإدمان.

رأي مخالف

الرأي المخالف يمثله د. كيث أيوب، أستاذ طب الأطفال والاتحاد التغذوي الأمريكي، حيث يقول إنه إذا كان الرضع يميلون إلى الطعام الحلو، وان هناك 3 مذاقات عامة يشعر الإنسان برغبة في تلبيتها دائما وهي: الدسم والملح والسكر. فإنه من غير المقبول أن الطعام يسبب الإدمان أو أن الأمر خارج عن إرادة المستهلك. 

المصدر: كتاب (قاوم غواية الطعام، BREAKING، (THE FOOD SEDUCTION

تأليف: د. نيل بارنارد  (NEAL BARNARD)

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم