الصحة والغذاء

كيف يقضي مريض النوبة القلبية حياته اليومية؟

على الرغم من التقدم الهائل في علاجات أمراض القلب، فما زالت أمراض القلب وخاصة أمراض شرايين القلب من أكثر أسباب الوفاة على مستوى العالم ككل.

ومن المعروف أن هناك عوامل كثيرة قد تسارع في ظهور أمراض القلب وخاصة أمراض شرايين القلب منها: عوامل وراثية وتقدم العمر والجنس حيث يصاب الذكور بنوبات قلبية بمعدل أعلى من النساء. ويضاف إلى تلك العوامل عوامل أخرى يمكن التحكم فيها مثل: التدخين، مرضى السكري، ارتفاع ضغط الدم الشرياني ارتفاع نسبة الدهنيات بالدم وزيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة.

الملاحظ أنه في العقود الأخيرة ارتفعت نسبة الإصابة بتلك العوامل قي عالمنا العربي، وذلك يرجع إلى عوامل متعددة منها تغيير نمط الحياة من حياة مليئة بالحركة والرضى والسكنية إلى حياة استهلاكية مصحوبة بارتفاع نسبة الاكتئاب والكسل بصورة كبيرة.

وقد يؤثر حدوث نوبة قلبية إلى تأثير سلبي على المريض وأسرته في كل مناحي الحياة اليومية فكثيرًا ما نرى الأشخاص الذين أصيبوا بنوبات قلبية يعانون من نوبات أخرى من الاكتئاب والخوف من ممارسة حياته الطبيعية خوفًا من حدوث نوبات قلبية أخرى وهذا اعتقاد خاطئ بالمرة.

وعلى العكس من ذلك تمامًا، فإن كل الدراسات تنصح مرضى النوبات القلبية على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي فور الانتهاء من فترة النقاهة (وهي تقريبًا ما بين 4 – 6 أسابيع من حدوث النوبات القلبية.

وللقارئ العزيز بعض المعلومات البسيطة عن النوبات القلبية، حيث إن معظم النوبات القلبية تحدث نتيجة للإصابة بمرض الشريان التاجي، ومرض الشريان التاجي هو تراكم مادة دهنية (بلاك) على الجدران الداخلية لشرايين القلب التاجية خلال فترة زمنية طويلة نسبيًا، ويمكن أن يحدث تفتت جزء من البلاك نتيجة عوامل كثيرة وعلى سبيل المثال! إجهاد ذهني مفاجئ ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وتسارع دقات القلب أو التدخين بمعدلات عالية أو بذل مجهود كبير.

تفتيت جزء من البلاك يكون مصحوبًا بتكوين جلطة دموية في نفس المكان وتحدث الأزمة القلبية إذا اتسع حجم الجلطة الدموية لدرجة تمنع وصول الدم (معظمه أو كله) إلى جزء من عضلة القلب وللعلم فإن انسداد مجرى الدم يمنع وصول الدم المشبع بالأكسجين لعضلة القلب التي تغذيها الشرايين – علمًا بأن نقص الأكسجين لفترة قد يتلف عضلة القلب وظيفيًا إذا لم يتم علاج الانسداد سريعًا.

وللرجوع إلى الدراسات التي توصي مرضى نوبات القلب بممارسة حياتهم بشكل طبيعي، فهناك بعض النصائح التي قد تساعد في خطة العلاج بعد الإصابة منها.

1– الإقلاع عن التدخين (إيجابيًا أو سلبيًا)

فإذا كنت مدخنًا عليك أن تتوقف فورًا، وإذا كان هناك من يدخن بالمنزل أو العمل فقم بتشجيعه على الإقلاع عن التدخين أو الابتعاد عن أماكن التدخين حيث يزول حوالي 50٪ من أخطار التدخين خلال السنة الأولى من الإقلاع، وأثبتت الدراسات أن المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين يقل لديهم خطر التعرض للوفاة بدرجة كبيرة.

2– ممارسة الرياضة بشكل منتظم

ويوصي بممارسة الرياضة (أو السير) لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا لمدة خمسة أيام أسبوعيًا ويفضل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق عن داخل المنزل، وأفادت الأبحاث بأن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة يمكن أن يخفض ضغط الدم والسكري والدهنيات ويقلل من زيادة الوزن ويزيد من الشرايين الفرعية لشرايين القلب.

3– تقليل الضغط النفسي

أثبتت الأبحاث العلاقة بين خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي والسكتة القلبية والضغط النفسي في حياة الفرد حيث إن الضغط النفسي يكون مصوبًا بزيادة الأدرينالين بالدم ومن ثم ارتفاع نسبة السكر والضغط وتسارع دقات القلب وكلها عوامل قد تؤدي إلى تفتيت البلاك دخل شرايين القلب مما يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية.

4– اختيار الأغذية الجيدة

وعمومًا ينصح بالنظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات ويشمل الحبوب الكاملة – الأطعمة المليئة بالألياف – والأسماك مع التقليل من المشروبات التي تحتوي على سكر مضاف وكذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة سكر عالية.

وإليك عزيزي القارئ جدولاً يوضح نوع الأغذية التي يمكن تناولها والتي يجب الابتعاد عنها:

5- المعاشرة الزوجية:

إن المجهود المبذول في أثناء المعاشرة الزوجية قد يقارب المجهود المبذول أثناء صعود مبنى مكون من دورين ولذا ليس هناك أي خطورة من المعاشرة الزوجة ولكن يجب استشارة الطبيب المعالج أثناء فترة النقاهة من النوبات القلبية لمعرفة الاحتياجات المطلوبة أثناء ممارسة الرياضة وممارسة المعاشرة الزوجية.

د. عبد السلام شريف – استشاري أمراض القلب

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم