تصيب قرحة المعدة الرجال أكثر من النساء، حيث تقدر نسبة الإصابة بهذا المرض بنحو 6 % في الرجال و2 % في النساء.. وربما يرجع ذلك إلى تفكير بعض الزوجات من أن الطريق إلى قلب الرجل يمر بمعدته. ويجمع الطب الشعبي والحديث على أن النبات وتنظيم الغذاء هو الطريق للخلاص من آلم قرحة المعدة.
تُعرف قرحة المعدة على أنها جرح مفتوح في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، حيث يتهتك جزء من ذلك الغشاء نتيجة العصارة الهضمية (حمض الهيدروكلوريك) وإنزيم الببسين. وحتى الآن لم يتم معرفة أسباب قرحة المعدة تحديدًا، لكن هناك عوامل تساعد على حدوثها منها الانفعال العصبي والتدخين والإكثار من تناول التوابل الحارة ومن شرب الشاي والقهوة وتناول الأسبرين بكثرة. ومن المحتمل أن تنشأ قرحة المعدة عن ضعف مناعة المعدة ضد العصارتين الهاضمتين.
وفي أغلب الأحيان يكون حجم قرحة المعدة بحجم نصف سنتمتر إلا أنها قد تسبب أعراضًا مزعجة وآلامًا مبرحة عند مرور الحمض عليها. وتتلخص أعراض قرحة المعدة في الشعور بألم في الجزء الأعلى من المعدة، ويحدث الألم عادة عندما تكون المعدة خاوية.
الغذاء هو الدواء
دائمًا أكرر أن النبات هو أجمل الأطباء وأرخصهم، وما من مريض لجأ إلى النبات إلا وجد فيه الراحة والشفاء بإذن الله. وتزخر كتب الطب القديم والحديث بالكثير عن مرض قرحة المعدة وكيفية التعامل معه، لكني أبدأ بخبرة المجربين، وهم ينصحون المرضى بأن تكون الوجبات الغذائية بكميات قليلة ومتكررة طوال اليوم، وأفضل الأطعمة التي تعطى في البداية هي السوائل والأطعمة السهلة الهضم مثل اللبن والقشدة؛ لأنها تعادل الحمض في المعدة.
كما ينصحون بالامتناع عن التدخين والتوتر والقلق لأنه يزيد من إفراز العصارة المعدية، وبالتالي تكوين القرحة ومنع التئامها، وعن الأطعمة التي تحدث غازات وانتفاخًا للمعدة كالبصل والثوم والخيار والقرنبيط والطماطم والبقول، والإقلال من الأطعمة والمشروبات التي تزيد من إفراز العصارة المعدية كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
أما الدراسات الحديثة فتؤكد أيضًا أن النبات وتنظيم الغذاء هو الطريق للخلاص من آلم قرحة المعدة، فمن الولايات المتحدة خرجت دراسة حديثة تؤكد أن نبات البروكولي يساعد في علاج قرحة المعدة.
فقد أظهرت تجارب علمية أجراها فريق بحث أمريكي فرنسي مشترك, أن مادة «سلفورافين» الكيميائية الموجودة في نبات البروكولي، نجحت في قتل جراثيم «هيليكوباكتر بايلوري» المسؤولة عن غالبية حالات الإصابة بقرحة المعدة, وأنواع أخرى من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الشائعة.
وقال الباحثون في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ومركز البحث العلمي الوطني الفرنسي, إن النباتات الغنية بمادة «سلفورافين» تقدم حجر الأساس لتطوير علاجات مضادة لإصابات بكتيريا الهيليكوباكتر التي تسبب قرحة المعدة وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان أيضًا. وأوضح العلماء أن الخلايا المبطنة للمعدة تعمل كمخازن حافظة لبكتيريا القرحة، مما يجعل من الصعب التخلص منها، أما مع نبات البروكولي، فقد أصبح بالإمكان قتلها سواء داخل خلايا المعدة أو خارجها.
أ.د.عبد المنعم الهادي
أستاذ علوم النبات
