الصحة والغذاء

“فيتامين” يذهل العلماء ويحلق في السماء

بين آونة وأخرى، يسطع نجم فيتامين ج بشكل كبير على الساحة العلمية، ويصبح محط أنظار العلماء والباحثين بسبب تعدد فوائده الصحية وعدم اقتصارها على الوقاية من حالات البرد والإنفلونزا، كما كان معروفًا سابقًا.

فوائد وفوائد

من ذلك ما أشار إليه الباحث «مارك مايود»، من جامعة ميتشجن الأمريكية، من أن مستوى فيتامين ج في بلازما الدم، أصبح حديثًا المؤشر الحيوي المثالي للصحة الجيدة.

ومن ذلك أيضًا دراسات أكدت أهمية هذا الفيتامين كعامل مضاد للأكسدة؛ حيث يقاوم الجذور الحرة التي تتسبب في العديد من أمراض العصر مثل: أمراض القلب والسرطان، والرماتويد، وأمراض الجهاز المناعي، والجلطة الدماغية.

فقد وجدت دراسة نشرت في «المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية» أن الجلطة الدماغية تقل بنسبة 42 % عند الأشخاص الذين وجد أن مستويات فيتامين ج مرتفعة في بلازما دمائهم.

ولفيتامين ج فوائد هامة كذلك لصحة البشرة؛ حيث أجريت دراسة على 4 آلاف امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عامًا. وتبين أن المتناول العالي من فيتامين ج من مصادر غذائية، ارتبط مع قلة تجاعيد البشرة وجفافها والمظاهر الأخرى التي تصيب البشرة مع التقدم في العمر.

كما اكتشف العلماء الدور الحيوي والهام لفيتامين ج في محاربة الإجهاد والضغط العصبي؛ خاصة عند الأشخاص الذين أضعف إدمان التدخين من مناعتهم.

ووجدت دراسات أخرى أن فيتامين ج، قد يساعد في تحسين التنكس البقعي (macular degeneration)، وهي حالة مرضية تصيب العين مع التقدم في العمر، وينتج عنها فقد تدريجي لتفاصيل الرؤية ولمجال الرؤية المركزية. كما يساهم فيتامين ج في التخفيف من الالتهابات، ويلعب دورًا بارزًا في منع حدوث الإصابة بمرض الإسقربوط.

ولفيتامين ج وظائف هامة في جسم الإنسان؛ فهو يلعب دورًا هامًا في تصنيع الكولاجين، وهو عبارة عن مادة بروتينية غروية توجد في الأنسجة الضامة التي تربط الخلايا ببعضها. كما أنه ضروري لالتئام الجروح والأوعية الدموية الشعرية.

ويزيد من قدرة الجسم على امتصاص الحديد من خلال جدار الأمعاء. كما يحسن من أيض بعض الأحماض الأمينية مثل التيروسين والتربتوفان والفنيل ألانين.

ويدخل فيتامين ج في عملية اختزال حمض الفوليك إلى حمض الفولينيك النشيط فسيولوجيا. كما يساعد الجسم على تخزين كمية أكبر من حمض الفوليك؛ لذا يعد هذا الفيتامين مضادًا للأنيميا ذات كرات الدم المتضخمة في الرضع والأطفال.

وتوجد وظائف أخرى لفيتامين ج، تشمل تصنيع السكريات المخاطية المتعددة، والإستيرولات المضادة للالتهابات بواسطة الغدة الكظرية. كما يسهل الفيتامين، خروج الكوليسترول من الجسم وخفض مستواه في الدم، وذلك عن طريق إفرازه في البول، وكذلك تحويله إلى أحماض الصفراء التي تطرد خارج الجسم. كما يضعف فيتامين ج من نشاط أنزيم الليبيز الذي يعمل على أكسدة الدهون الزائدة المخزنة في أنسجة الجسم. ويحمي من خطر الأوزون الجوي ويمنع تكوين النيتريت من النيترات، ويساعد على تكوين الغضاريف وميناء الأسنان.

مصادره الغذائية

تعد الفواكه والخضروات المصدر الأساسي الذي يمد الجسم بمعظم احتياجاته من هذا الفيتامين. ويسمى فيتامين ج أحيانًا بفيتامين الأغذية الطازجة لأنه يوجد بكميات كبيرة في الفواكه والخضراوات الطازجة، مقارنة بالأغذية غير الطازجة. ويشمل الجدول التالي المصادر الجيدة والغنية بفيتامين ج:

مصادر فيتامين ج
المصادر الغنيةالحمضيات، الفلفل الأخضر، الفراولة، الطماطم، البروكلي، البطاطس، البطاطا
المصادر الجيدةالورقيات، الشمام، المانجو، البابايا، البطيخ (الحبحب)، البقدونس، القرنبيط، الأناناس

لكن ما هي الجرعة المناسبة، حتى يستفيد الجسم من الفوائد الصحية العديدة لفيتامين ج؟

هذا السؤال أجابت عنه دراسة مرجعية أجراها الباحث مارك مايود وزملاؤه، ونشرت في مجلة الطب الوقائي والطب البديل. في الدراسة، راجع الباحثون 100 دراسة أجريت خلال 10 سنوات، حول الفوائد الصحية لفيتامين ج، والجرعات المستخدمة لتحقيق هذه الفوائد. وتبين أن الجرعة التي استخدمت في معظم هذه الدراسات بلغت نحو 500 ملجم في اليوم. وتزيد هذه الجرعة بكثير عن الجرعة الموصى بها للبالغين، والتي تتراوح بين 75 إلى 90 ملجم في اليوم.

وهذه الكمية كما ذكر الباحث يمكن الحصول عليها بسهولة في صورة مستحضر، والأهم من ذلك أن تلك الجرعة ليس لها أي آثار جانبية، خاصة لو كان المستحضر من النوع المتعادل. وذكر أن هناك أدلة قوية تؤكد أن الحد الأعلى الآمن للفيتامين هو 2000 ملجم في اليوم.

لكن الباحثة هدى ساندي كويست المتحدثة باسم اختصاصيي التغذية الأمريكيين، تنادي بتناول المزيد من الخضراوات والفواكه قبل اللجوء للمدعم، وقالت إن تناول 9 حصص يوميًا من الخضراوات والفواكه يحقق الجرعة المستهدفة وهي 500 ملجم يوميًا، إلى جانب الحصول على كميات وفيرة من الفيتامينات الأخرى والمعادن والألياف والفلافنويدات المفيدة للصحة كذلك.

وذكرت أن تناول كوب من عصير البرتقال أو نصف كوب من الفلفل الأحمر يعدان كافيين لإمداد الجسم بالجرعة اليومية، الجرعة الموصى بها للبالغين من فيتامين ج.

فيما يلي قائمة بكميات وأنواع الخضراوات والفواكه التي يمكن أن تمد بهذه الجرعة500 ملجم في اليوم:

المادة الغذائيةالكمية ج (ملجم)
عصير برتقال طبيعينصف كوب97
بروكلى مطبوخنصف كوب74
فلفل أخضرنصف كوب60
فلفل أحمرنصف كوب 95
كيوىحبة متوسطة70
طماطمكوب واحد45
الشمامكوب واحد59
الإجمالي500 ملجم

زيادة المتناول من فيتامين ج

هذه بعض النصائح لزيادة متناول الخضراوات والفواكه وبالتالي فيتامين ج:

– اجعل ما تتناوله بين الوجبات فاكهة أو خضارًا.

– تناول كوبًا من عصير الخضراوات يوميًا.

– ضمن الفاكهة الجافة في مكونات المعجنات.

– أضف الخس والطماطم والبروكلي لجميع السندوتشات.

– أضف الخضراوات كمكون لجميع أنواع الحساء.

– يمكن تناول شرائح الفواكه المجمدة للتخفيف من أجواء الصيف الحارة.

– احتفظ بفواكه وخضراوات مغسولة وطازجة في متناول اليد؛ بحيث يمكن تناولها بدلًا من المسليات.

أ.د. زبيدة بخيت – أستاذ علوم أغذية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم