الصحة والغذاء

ارتجاع المريء لدى الأطفال.. الأسباب والعلاج

يعتبر ارتجاع المعدة من أهم اضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال، وينتج بسبب عدم اكتمال نمو العضلة العاصرة في أسفل المريء، والتي ينبغي أن تمنع رجوع محتويات المعدة إلى المريء والفم، ولا تقتصر هذه المشكلة على الأطفال الرضع، بل تصيب كافة الأعمار بما فيهم كبار السن.

يقسم المرض إلى نوعين: النوع الأول وهو الفسيولوجي أو الوظيفي، ويحدث عند الأطفال الذين ليس لديهم عوامل استعدادية للمرض، ولا يعانون من مشاكل بسبب الارتجاع، ويكون معدل نموهم طبيعيًا، وهم في العادة لا يحتاجون إلى علاج. أما النوع الثاني فهو الارتجاع المرضي، ويختلف المرضى الذين يعانون منه بوجود عوامل استعدادية للمرض مع وجود أعراض شديدة وأمراض أخرى مصاحبة مع تأثير النمو لديهم، وهذه الفئة هي التي تكون بحاجة للعلاج.

الأعراض

إن من أهم الأعراض المرضية التقيؤ والبكاء واضطراب المزاج العام. يصاحبه قلة الرضاعة وقلة النوم، مع تقوس العنق والظهر أثناء أو بعد الرضاعة، وصراخ مفاجئ عند النوم. ومن الأعراض الأخرى التي تدل على شدة الارتجاع وتهدد حياة الطفل هي حصول اختناقات وتوقف التنفس أثناء الرضاعة أو بعدها مع ازرقاق في الوجه. 

ومع مرور الوقت فإن الطفل قد يعاني انعدام زيادة الوزن أو فقدان الوزن، التهابات صدرية متكررة مع سعال مزمن، تحسس في المسالك التنفسية، وبحة في الصوت، والتهاب في الحنجرة وآلام في الحلق.

الأسباب

  ومن الأسباب المؤدية للمرض التشوهات الخلقية البسيطة في المعدة والمريء، أو أسباب وظيفية لها علاقة بتناسق حركة المعدة وتفريغ الطعام من الأمعاء، وكذلك ممارسات الرضاعة الخاطئة، وأيضًا زيادة الوزن لدى الأطفال بمعدل غير طبيعي، بالإضافة إلى وجود التدخين في المنزل، فجميع هذه العوامل تؤثر بشكل كبير في تعرض الأطفال للمرض.

العلاج

هناك ثلاثة أشكال أو سبل للعلاج، ففي البداية يتم استخدام طريقة العلاج غير الدوائي، ونخص بهذا العلاج الأطفال الذين ليس لديهم مضاعفات من المرض، وهنا ننصح الأم بوضع الرضيع بوضع منتصب بعد الرضاعة مباشرة ولفترة بين 10-15 دقيقة، وإعطاء رضعات متكررة بكميات قليلة مع رفع جهة الرأس من السرير، واستعمال الحليب الخاص الذي يحتوي على مثخنات تقلل من احتمال رجوع الحليب من المعدة إلى المريء.

أما الأسلوب الآخر من العلاج فيكون عن طريق العلاج الدوائي حيث يمكن استخدام الأدوية المضادة للحموضة ومثبطات مضخة البروتون ومضادات القيء كالدومبيريدون في حالة فشل الوسائل غير العلاجية أو في حالة وجود مشاكل صحية أخرى.

أما الطريقة الأخيرة، فتكون عن طريق العلاج الجراحي، وهو أخر ما يلجأ إليه الطبيب عندما لا يستجيب الطفل للعلاج الدوائي في تحسن حالته الصحية أو حصول مضاعفات شديدة، وتتم إما بالمنظار أو فتح البطن جراحيًا، ويتم فيها ربط جزء في المعدة حول عضلة أسفل المريء العاصر لتقوية وظيفة العضلة ومنع محتويات المعدة من الصعود.

د. مناف شاكر قدوري – استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة (مستشفى رعاية الرياض)

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم