يصاب بعض الرجال بتضخم البروستاتا بعد سن الخمسين، وتتزايد احتمالات الإصابة مع تقدم الإنسان في العمر.
الحالة تنشأ نتيجة نمو حميد في غدة البروستاتا التي تكون صغيرة جدًا حتى مرحلة المراهقة، ثم تبدأ في النمو مع بلوغ الحلم بفعل ارتفاع مستويات هرمون (التستوستيرون).
ورغم انخفاض مستويات التستوستيرون بنسبة 10% في كل عقد زمني بعد سن الأربعين، فإن البروستاتا تستمر في النمو حتى سن الشيخوخة. وعلى حسب درجة التضخم تختلف الأعراض، ففي الحالات البسيطة قد لا تظهر أية أعراض. وفي الحالات الشديدة يحدث تعطيل في القدرة على تفريغ المثانة بصورة كاملة, مسببا شعورًا متكررًا بالحاجة إلى التبول, وصعوبة في إخراج جميع كمية البول, والاستيقاظ المتكرر للتبول أثناء الليل.
ولعلاج هذه الحالة المرضية، هناك أعشاب وتوصيات غذائية تفيد في حالات تضخم البروستاتا، منها:
بذور القرع العسلي:
غنية بمعدن الزنك، وهو من أهم المغذيات اللازمة للحفاظ على سلامة البروستاتا ومقاومة تضخمها وتكوين المني. كما تقاوم تحول (التستوستيرون) إلى النوع المرتبط بتضخم البروستاتا. فضلاً عن فائدتها لمن يشكون ضعفًا في القدرة الجنسية
لذا ينصح الراغبون في المحافظة على صحة البروستاتا من الاضطرابات والتضخم بتناول بذور القرع العسلي بانتظام.
وقد أنتجت بعض شركات الدواء، أدوية من خلاصة هذه البذور. وهو يتيح 3 اختيارات: إما أن يتم تناول كمية من هذه البذور في حدود ثلاثين جرامًا يوميًا، أو تتناول العقاقير المحتوية على خلاصة هذه البذور، أو تتناول أحد مستحضرات الزنك بجرعات تتراوح بين 30 و60 ملليجرامًا يوميًا.
ويعد الزنك في صورة أملاح سلفات الزنك هو الأفضل للبروستاتا عنه في صورة أملاح جلوكونات الزنك؛ حيث تستطيع أنسجة البروستاتا الاستفادة منه بدرجة أعلى في الصورة الأولى.
المنشار النخيلي Saw Palmetto:
ينتمي هذا العشب لعائلة النخيل المروحي، وينمو بشكل أساسي في جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، والأجزاء المستخدمة منه هي الثمار التي تتميز بمذاق حلو ولاذع.
ويضاهي هذا العشب في أثره العقاقير الدوائية الشائعة مثل دواء فيناستيرايد الذي يعرف باسمه التجاري بروسكار.
وقد أجرى باحثون من بلجيكا دراسة شملت 305 مرضى بتضخم البروستاتا. وبعد تلقي العلاج بخلاصة عشب المنشار النخيلي، تبين انكماش حجم غدة البروستاتا لدى المرضى بنسبة 9% بعد مرور 45 يومًا من بدء الدراسة، و10% بعد مرور 90 يومًا، ولم تسجل أي أعراض جانبية خطيرة.
وبينت الدراسة أن تقديم (المنشار النخيلي) بجرعة يومية بلغت 320 ملجم مقسمة على مرتين يوميا ولمدة 6 شهور، أدى إلى خفض كمية التبول المحتجزة في المثانة بسبب التضخم، وإلى زيادة معدل تدفق البول.
ويقاوم هذا العشب تضخم البروستاتا من عدة نواح؛ حيث يحتوي على مواد تثبط مفعول إنزيم يحفز على تضخم البروستاتا. كما يقاوم تضخم البروستاتا مما يساعد على انكماش البروستاتا المتضخمة، ومن ثم تخفيف الأعراض المرتبطة بالتضخم.
ويحتوي العشب على مركبات مضادة للالتهاب تمنع تكون المركبات الالتهابية التي تزيد من حجم الغدة وتؤدي لالتهابها. كما يقلل حرقان البول واحتقان الحوض، والتهاب المثانة المصحوب بتقلصات.
ويفيد هذا العشب في حالات ضعف أو فقد الشهية، ونقص المناعة، كما يقلل من التهاب الحنجرة والسعال المزمن وآلام المبيض والرحم، ويفيد في حالات تكيس المبيض، وزيادة شعر الجسم عند النساء.
ويمكن استخدام العشب على صورتين الأولى في شكل منقوع مثل الشاي. أو يستخدم في صورة كبسولات محددة الجرعة، ما يتيح استخدامه في مناطق مختلفة من العالم لا يوجد بها العشب في صورته الطبيعية.
حبوب اللقاح:
يفيد تناولها في علاج متاعب البروستاتا، فضلاً عن أنها تقوي الناحية الجنسية.
لذا ينصح مرضى البروستاتا بتناول بضع حبات يوميًا من حبوب اللقاح، وفي حالة عدم حدوث أعراض حساسية يتم زيادة هذه الجرعة تدريجيًا حتى تصل إلى مقدار ملعقة كبيرة يوميًا، ويمكن إضافة الحبوب إلى الأغذية والمشروبات.
نصائح غذائية
من النصائح الغذائية الهامة لتخفيف أعراض تضخم البروستاتا، تناول أقل كمية ممكنة من السوائل ليلاً بعد الساعة السادسة أو السابعة مساءً. وتجنب السوائل المحتوية على الكافيين بصفة خاصة مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
كما ننصح بتجنب تناول الدهون قدر الإمكان في الوجبات؛ حيث وُجدت علاقة بين الإفراط في تناول الدهون وحدوث تضخم البروستاتا خاصة الدهون المشبعة مثل الدهون الحيوانية والسمن الصناعي.
لذا يجب الحد من هذه النوعية من الدهون أو استبدالها بأنواع أخرى من الدهون المفيدة مثل الدهون أحادية اللا تشبع كزيت الزيتون أو الدهون متعددة اللا تشبع مثل زيت الذرة وزيت دوار الشمس.
د. حسن فكري منصور
استشاري التغذية العلاجية