تعتبر حصوات المسالك البولية من الأمراض الشائعة عالميا، اذ تبلغ نسبة الاصابة العالمية بها أحد عشرة بالمئة لدى الرجال، و سبعة بالمئة لدى النساء. و لقد زادت نسبة الاصابة بأكثر من أربعين في المئة منذ بداية القرن الحالي، لا سيما في الدول المتقدمة.
تزداد نسبة الاصابة بالحصوات مع تقدم الانسان بالعمر، كما ان الشخص الذي يتعرض للاصابة مرة واحدة، معرض للاصابة مرة أخرى خلال العشر سنوات التالية بنسبة خمسين بالمئة.
تعتبر حصوات الحالب من أهم اسباب زيارة الطوارئ، فمن أشهر أعراضها ألم حاد في الخاصرة، يمتد الى أسفل البطن، قد يصاحبه عوارض أخرى كدخول حمام متكرر، شعور بالحصر، دم في البول، غثيان، قيء، و غيره من العوارض.
تظهر هذه العوارض عادة عند انسداد الحالب بالحصى، التي تتكون في الكلية، وتكون صامتة، إلى أن تمر الى الحالب، فتسبب انسدادًا يمنع مرور البول من الكلية إلى المثانة، فتتضخم الكلية المسدودة، مما يسبب ألما حادًا في الخاصرة، بالاضافة للعوارض التي تم ذكرها سابقا.
تختلف عوارض حصوات المسالك البولية باختلاف موقع الحصوة، حجمها، كثافتها، مدة وجودها، و غيرها من العوامل.
قد تكون حصى الكلية صامتة إلى حين مرورها إلى الحالب، فتسبب العوارض التي تم ذكرها سابقا، هناك أيضًا حصى الإحليل التي قد تؤدي الى حصر كلي في البول، وحصى المثانة، التي تسبب عادة إنسداد عنق المثانة، بالاضافة الى دم في البول، والتهابات بولية متكررة.
تتكون الحصوات من ترسب أملاح معينة، أشهرها الكالسيوم أوكسلات وحامض اليوريك. هناك بعض الأمراض التي قد تؤدي الى حصوات متكررة، الى أنه معظم المصابين بحصوات المسالك البولية الذين يزورون الطوارئ يصابون بالحصوات لأسباب عرضية، مرتبطة بشكل أساسي بعوامل عامة، كقلة شرب الماء، والتعرض للحر لفترات طويلة، كثرة استهلاك اللحوم، البقوليات، المشروبات المنبهة كالقهوة، الشاي، والمشروبات الغازية، قلة الحركة والرياضة، الوزن الزائد, الخ …
تشخيص حصوات المسالك البولية:
يتم تشخيص حصوات المسالك البولية من خلال التاريخ المرضي، الكشف الطبي، بإجراء فحوص مخبرية و أشعة.
تعتبر الأشعه المقطعيه الطريقة الأمثل و الأدق للتشخيص النهائي و الخطه العلاجيه, اذ تساعد هذه الأشعه على تحديد موقع الحصوه, حجمها و كثافتها بدقة عاليه.
كما تساعد التحاليل المخبرية بتحديد تأثيرات الحصوه و مؤشرات أخرى ضروريه لوضع الخطه العلاجيه, كتأثير الحصوة على نشاط الكلى, و وجود التهابات جرثوميه مصاحبه.
طرق العلاج:
تختلف طرق العلاج باختلاف الحالة المرضيه, و تأثيرات الحصى على المريض, حجم الحصوة, موقعها, كثافتها, و غيرها من العوامل. تحتاج بعض الحالات الى تدخل طارئ, لا سيما في حال تسببها بقصور كلوي, أو تسمم في الدم نتيجة التهابات مصاحبه للانسداد الحاصل بالحصوة.
تعالج بعض الحصوات البسيطة و الصغيرة بالأدوية و شرب الماء, أما الحصوات الأخرى تلتزم التدخل بطرق مختلفة, أشهرها تفتيت الحصوات بالموجات التصادميه, التفتيت بالليزر أو بالموجات الصوتيه و الاستخراج بالمنظار.
يعتبر التفتيت بالموجات التصادميه من الإنجازات الطبيه العظيمه التي تساعد في التخلص من الجزء الأكبر من حصوات الكلى و الحالب, حيث يتم تحديد موقع الحصوة باستخدام الأشعة السينيه, لتوجيه موجات صوتيه تصادميه الى الحصى بهدف تحويلها الى قطع صغيرة يسهل مرورها في البول لاحقا.
كما أن تطور جراحة المناظير من خلال فتحة البول أو الجلد قد ساهم مع تقنية التفتيت الخارجي بشكل كبير في شبه زوال الجراحة التقليديه التي كانت تستخدم في الماضي القريب, حيث يتم ادخال منظار دقيق من فتحة البول الخارجيه, ليصل الى الحصوة أينما كانت, ليتم تفتيتها و استخراجها بالليزر و بتقنيات أخرى, و قد يتم ادخال المنظار من خلال فتحة صغيرة بالجلد لتفتيت و استخراج حصوات الكلى الكبيرة و المعقده.
الوقاية من حصوات المسالك البوليه:
ان شرب الماء و السوائل الصحيه بكميات جيده الطريقة الأمثل للوقاية من حصوات المسالك البوليه, يعتبر لون البول المعيار الأفضل لتحديد كمية الماء المستحب شربها, اذ كلما قل اصفرار لون البول (زادت شفافيته) كلما كان أفضل. و العكس صحيح كلما كان لون البول داكنا أكثر, فهذا يعني أن كمية الماء التي تم شربها قليله.
يضاف الى شرب الماء بعض التغييرات بنمط الحياة, التي قد تساعد على التخفيف من الاصابة بحصوات المسالك البوليه, كالاكثار من تناول المأكولات الغنية بالسوائل من خضار و فواكه, التقليل من تناول اللحوم و الدهون لا سيما اللحم الأحمر, و التقليل من تناول البقوليات, الاعتدال بشرب المشروبات المنبهه كالقهوة و الشاي, الابتعاد عن المشروبات الغازيه و السكريات, و ممارسة الرياضه.
الدكتور أحمد خروبي
استشاري مسالك بولية