هل تشعر بأن نفسيتك ليست على ما يرام.. هل تعاني الأرق والإحباط على مدار اليوم؟ وهل أحسست يومًا، بعد انتهائك من تناول وجبة الغداء، برغبة جارفة في أن تتشاجر مع زوجتك؟ وهل انتابتك «سيدتي» حالة من تعكر المزاج قررت ـ على إثرها ـ أن تحزمي حقيبة ثيابك تاركة عش الزوجية الذي طالما تعبت في بنائه؟
إن كانت الصورة هكذا، فحتمًا هناك مشكلة، مشكلة تتعلق بنوعية الغذاء الذي تتناولينه وأسرتك.
فما العلاقة بين كل المشكلات السابقة ونوعية غذائك؟
أفضل حالة مزاجية
الحقيقة أن نظامك الغذائي حتمًا في حاجة إلى بعض التعديلات، فقد برهنت الدراسات الحديثة على أن ما تتناوله أو لا تتناوله يؤثر على حالتك المزاجية.. باعتبار أن الطعام يتكون من العديد من المواد الكيميائية التي يؤدي تناول بعضها إلى دعم وتقوية الحالة النفسية والذهنية، بينما يؤدي تناول الأخرى إلى الشعور بالإجهاد والقلق.
فإن كنت تعاني هذه الأعراض.. فعليك بزيارة مطبخ منزلك حيث ستجد دواء غذائيًا لكل الاضطرابات التي تنتابك بين الحين والآخر.
ولمن أضناهم البحث عن إجابات شافية لمتاعبهم النفسية واضطراباتهم المزاجية تقدم إليزابيث سوميرس خبيرة تغذية، ومؤلفة كتاب «الدليل الكامل لتناول الطعام الصحي والوصول إلى أفضل حالة مزاجية» الإجابة، فتشير إلى أن العلاقة ما بين الغذاء والحالة المزاجية تتعدى حدود العلاقة اللحظية، وتصف لمن يعانون الضيق والهم بعض الأغذية التي قد تؤدي إلى تحسين أحوالهم المزاجية ومساعدتهم على الارتخاء.
وفقًا للسيدة إليزابيث.. يفضل تناول «الكربوهيدرات» عالية القيمة الغذائية عن تناول نظيراتها منخفضة القيمة، وتعطي مثالاً على ذلك بأن تناول الفطائر التي تشتمل على جميع أنواع القمح والفشار والأرز البني والفاصوليا والعيش يعزز من وجود مادة «السيروتونين» في الدم، ما يؤدي بدوره إلى ثبات معدلات السكر.
الفواكه والخضراوات الملونة
وحتى لا يتوقع البعض علاجًا سحريًا لأزماتهم، وعلى الرغم من أن المختصين يربطون بين اعتدال المزاج وتناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية «أوميجا 3» كالسلمون والسردين والجوز وزيت بذرة الكتان والبيض الغني بالأحماض الدهنية، فإن سوميرس تشير إلى أن تأثير هذه الأغذية قد لا يكون فوريًا كما الحال مع الكربوهيدرات.
وتؤكد أن تناول الفواكه والخضراوات – لاسيما الغنية بالألوان – بشكل دائم، يمد الجسم بمصادر جيدة لمضادات الأكسدة، كما تحمي خلايا المخ من الأضرار المصاحبة لضعف الذاكرة وسوء الحالة المزاجية.
وتنصح سوميرس بتناول حبتين من الفاكهة أو الخضراوات على الأقل كل وجبة، وحبة واحدة على الأقل مع كل وجبة خفيفة.
كما يمكن تجربة إضافة ثمار التوت الأزرق إلى الحبوب، وتناول عصير البرتقال في فترة الراحة بمنتصف النهار، وسلطة سبانخ غير مطهوة مع الدجاج المشوي والعنب في الغذاء، وتناول البطاطا الحلوة والبروكولي والأسماك في العشاء.
وللحد من مخاطر ضعف الذاكرة والعيوب الخلقية وأمراض القلب توصي بتناول الأغذية التي تحتوي على حمض الفوليك «الفوليت» وهو فيتامينB ويوجد بكثرة في السبانخ وثمار شجرة الافوكاتو والتي تشبه الكمثرى والشمام والبرتقال واللفت والحبوب والبروكولي وأغلب الفيتامينات المتعددة.
سر اضطراب المزاج
ولمن يقومون بسكب كمية من الماء على وجوههم فور استيقاظهم، والدخول في ثيابهم قبل التوجه إلى أعمالهم دون تناول وجبة الإفطار، فإن الخبراء يطلقون تحذيرًا شديدًا في وجوههم، إذ إنهم سيفاجؤون بانخفاض طاقة الجسم واضطراب حالاتهم المزاجية قبل فترة الظهيرة في حالة عدم الإفطار.
وتقول السيدة سوميرس: قطعا لا يوجد ما يمكن أن تفعله في ذلك اليوم لتصحيح خطأ عدم تناول وجبة الإفطار، سوى بأن تحرص على الانتظام في تناول فطور متوازن في الأيام التالية.
وتنصح أيضًا بتناول وجبة خفيفة – كتناول الجزر – كل أربع ساعات، حيث تحافظ هذه الوجبات على تجديد النشاط البدني والذهني للجسم، ومع الأهمية الكبرى لمثل هذه الدعامات الغذائية لا ضير من اصطحاب بعض هذه الأطعمة معنا في أماكن العمل أو الدراسة.
وكما ينصح الخبراء بأهمية المحافظة على وجبة الفطور، فإنهم ينصحون بالحفاظ على تناول وجبة العشاء، شريطة أن تكون خفيفة، حيث يؤدي الإكثار من تناول الطعام فيها قبل الخلود إلى النوم إلى الشعور بالكسل، كما يتعارض مع التمتع بنوم هادئ. بل ويمتد أثره إلى الشعور بالاعتلال في النهار. وفي حالة الرغبة في تناول وجبة خفيفة قبل النوم ينصح بتناول كربوهيدرات مركبة مع شاي عشبي دافئ، على أن تسبق النوم بنحو 30 دقيقة أو ساعة.
مع الإقلال من تناول السكر والكافيين، إذ ربما يولد تناول هذه المركبات شعورًا مؤقتًا بالتحسن المزاجي، لكنها على المدى البعيد تتسبب في تفاقم الشعور بالاكتئاب.
واجهي الاكتئاب بالحديد
حدة الطبع والإرهاق والاكتئاب ومشاكل الذاكرة من أنماط اعتلال الحالة المزاجية للمرأة، وهي صفة تقترن كثيرًا بنقص معدلات الحديد في دمها، نتيجة الدورة الشهرية، لذلك توصي السيدة سوميرس بمتابعة ما يحصل عليه الجسم من الحديد لتقليص النقص في نسبته.
ويتم ذلك بتناول كميات متوازنة من اللحوم الحمراء خالية الدهن، والمطهوة في أوان من الحديد الزهر، مع تعاطي مكملات الحديد.
كما تنصح المرأة بإجراء اختبار لقياس نسبة الحديد في الدم، للتأكد من وجود اضطراب في معدله للحيلولة دون الوصول إلى مرحلة الأنيميا. وهذا الاختبار من شأنه تحديد أنواع الأغذية التي يجب أن تتناولها.