يرى د. محمد المهدي أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر أن المعلومات المؤكدة لديه ومصدرها الدراسات الحديثة، تقول إن مجموعة الفيتامينات المختلفة «أ. ب. ج» لو اكتملت في وجبة غذائية واحدة سوف تؤدي إلى حالة مزاجية جيدة.
ويلفت أن الأغذية التي تعالج الاضطرابات تحتوي على أحماض يؤدي نقصها إلى إصابة الإنسان بالكآبة. من بين هذه الأغذية السبانخ والشوكولاته الغامقة «أغذية غنية بالماغنسيوم»، والأغذية الغنية بحامض النيكوتينيك «سمك التونة والبيض والدجاج».
على الصعيد ذاته، يوصي أستاذ علم النفس بتناول البقوليات والمواد النشوية والمكسرات، باعتبارها تحتوي على فيتامينات تحسن من نشاط الجسم، وتعمل على زيادة مستوى الناقلات العصبية وتحسين الحالة المزاجية.
وحول الأغذية حارة الطعم، يقول بأنها تعطي إحساسًا بالارتياح، لأنها تساعد على إفراز مادة «الاندورفين» بخلاف اللحوم التي قد تصيب الإنسان بالتوتر نتيجة احتوائها على بعض المخلفات الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي التي كانت تحدث داخل جسم الحيوان.ومن يشكون من الكآبة والقلق والمشكلات العاطفية، فيوصيهم بضرورة إجراء التحاليل اللازمة لهم، كتحليل البول والسكر قبل البدء في العلاج بالغذاء.. على اعتبار أن هناك بعض الأدوية المستخدمة في علاج الكآبة – على سبيل المثال – تتفاعل مع بعض المواد الموجودة في بعض الأغذية مثل الجبن والفول لتسبب ارتفاعًا في ضغط الدم.
ماذا عن المخ؟
العلماء يربطون أيضًا بين نشاط المخ والحصول على حالة مزاجية مرتفعة. د. فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، يقول بأن المخ يحتاج إلى بعض المركبات التي تساعده على إفراز الهرمونات التي تنظم عمله ومن ثم الشعور بالهدوء والراحة النفسية، ومن هذه المركبات «الفوسفور» الذي يوجد بكثرة في الأسماك والبيض واللبن كذلك «الأحماض الدهنية» التي توجد في بعض الزيوت النباتية وزيت فول الصويا وأيضًا في مصادر حيوانية كزيوت الأسماك لاسيما التونة.
أما الكالسيوم – الذي ينقل الإشارات العصبية من المخ إلى الأعصاب المنتشرة في كل الأعضاء – فيوجد في اللبن والبيض والخضراوات، كما أن هناك بعض الأغذية التي تؤثر بشكل غير مباشر في الحالة العصبية بشكل عام مثل بعض أنواع الكاكاو وبعض المشروبات كالشاي واليانسون وبعضها مهدئ للجهاز العصبي.
وعن التفسير العلمي لتأثير الغذاء على الحالة المزاجية، تقول ردا ميس: الأحماض الأمينية أو الـ«تريبتوفان» المختلفة والموجودة في البروتين الحيواني والنباتي مهمة جدًا لتحقيق حالة مزاجية سعيدة، لأنها توصل إلى المخ وبالتالي يؤدى تناولها إلى رفع مستوى الـ«سيروتونين» وهي المادة الكيماوية في المخ التي تلطف وترفع الحالة المزاجية.
هذه الأحماض موجودة بكثرة في الخبز الأسمر ولكن توصي بتناوله قبل أي مواد بروتينية أخرى مثل اللحوم أو الجبن مما يسمح للـ«تريبتوفان» أن يصل للمخ قبل أن تزاحمه الأحماض الأخرى، وتذكر أن أحد الأحماض الأمينية المسمى «تريوسين» الذي يعمل على تحسين ردود أفعال الجسم وجعله يتكيف مع الضغوط موجود بكثرة في البروتين قليل الدهون مثل الدجاج والديوك الرومي والتونة.