الصحة والغذاء

ماهو علاج التسمم بالزئبق ؟

التسمم بالمعادن ومركباتها من الأمور الشائعة في حياتنا المعاصرة، خاصة في ظل التطور الصناعي الذي صاحبه زيادة ملحوظة في حجم التلوث البيئي.

 ويعد التلوث بمعدن الزئبق من الصور الشائعة للتسمم بالمعادن التي قد تشكل خطورة كبيرة على صحة بعضهم.

استخدامات واسعة

يوجد الزئبق في ثلاثة أشكال: زئبق عنصري وزئبق عضوي وأملاح الزئبق اللاعضوية. ولهذا المعدن استخدامات واسعة في مجال الصناعات الكيميائية والتعدينية؛ حيث يستعمل لاستخلاص الذهب من خاماته, ويدخل في إنتاج الكلور والصودا الكاوية وبعض أنواع المبيدات الحشرية والمعقمات والمطهرات والأصبغة والبطاريات الجافة والمتفجرات والسبائك وحشوات الأسنان.

كما يستخدم في بعض الأجهزة الكهربائية وأجهزة قياس الضغط الجوي ومقاييس الحرارة وضغط الدم وفي مكونات بعض الوصفات الشعبية التي تعالج آلام المعدة المزمنة.

ويصل الزئبق إلى جسم الإنسان عن طريق تنفس أبخرته المتصاعدة أو عن طريق الطعام الملوث به سواء كان خضراوات أو فواكه رشت بالمبيدات الحشرية التي تحتوي على الزئبق. وتعتبر الكائنات البحرية التي اصطيدت من مناطق ملوثة بالزئبق أحد أهم مصادر وصول الزئبق إلى جسم الإنسان؛ حيث يتحول الزئبق الموجود في البيئة إلى ميثيل الزئبق بفعل العضويات الموجودة في الماء والتراب. ويتراكم ميثيل الزئبق الموجود في الماء بسرعة في الأسماك والكائنات البحرية الأخرى التي يستهلكها الإنسان.

وتحتوي جميع الأسماك تقريبًا على كمية ما من ميثيل الزئبق لكن معدلاته تتباين بشكل كبير من نوع لآخر، وتعتمد بدرجة كبيرة على نوع السمكة وحجمها وعمرها.

وبصفة عامة كلما زاد حجم السمكة وعمرها زاد مقدار ما تحتويه من ميثيل الزئبق؛ ويرجع ذلك إلى حقيقة تراكم ميثيل الزئبق بمرور الوقت إما عبر قيام الأسماك بامتصاصه من المياه أو عند تناولها للطحالب وغيرها من فصائل الأسماك الأصغر حجمًا الملوثة بذلك العنصر.

وتشير هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن معدلات ميثيل الزئبق في أغلب أنواع السمك تتراوح عمومًا بين أقل من 0.01 و0.5 جزء في المليون. ويصل متوسط تركيز معدلات ميثيل الزئبق في الأسماك المهمة من الناحية التجارية إلى 0.3. ويمكن أن تصل معدلات ميثيل الزئبق في عدد قليل من أنواع الأسماك إلى جزء في المليون وهو الحد الأقصى الذي تسمح به هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في الأسماك المعدة للاستهلاك الآدمي. وغالبًا ما يوجد ذلك المعدل في الأسماك المفترسة كبيرة الحجم مثل القرش وسياف البحر والتايلفيش. وفي بعض الأحيان تصل معدلات ميثيل الزئبق في أسماك المياه العذبة إلى جزء في المليون وذلك حال وجودها في مياه ملوثة بمعدلات عالية من الزئبق.

أعراض التسمم

لكن ما هي الآثار الصحية المصاحبة لتناول ميثيل الزئبق؟

يمكن أن يتسبب التعرض المفرط لميثيل الزئبق في تأثيرات صحية سلبية. وعند تعرض الإنسان لجرعة عالية من الزئبق أو أحد مركباته فإن أول الأعراض المرضية تكون على شكل التهابات في الجهاز الهضمي والتنفسي مع إسهال شديد وانحطاط عام في الجسم يلي ذلك حدوث فشل كلوي بسبب تعطل وظائف الكلى. أما عند التعرض لجرعات قليلة من الزئبق أو أحد مركباته فإن الشخص المصاب يفقد شهيته ويصاب بالأرق والقلق والإجهاد والتعرق ويحدث خلل في سلوكياته كما يفقد ثقته بنفسه ويصاب بالصداع والاكتئاب.

وإذا استمر تعرض الشخص المصاب لجرعات إضافية من الزئبق أو أحد مركباته الخطيرة فإن الوضع الصحي للمصاب يزداد سوءًا؛ حيث قد يحدث تلف للجهاز العصبي مع تلف للنخاع الشوكي وتدمير لخلايا الدماغ.

العلاج الدوائي

تم تطوير عدة أدوية لعلاج الأشخاص المصابين بالتسمم بالزئبق من أهمها عقار البال BAL حيث يعطى المصاب جرعة تتراوح بين 2.5و5 ملجم/كجم من وزن الإنسان، ويعمل هذا العقار على إعادة توزيع الزئبق في الجسم. ويعقب ذلك عمل غسيل دموي للشخص المصاب، ثم يعطى المريض دواء البنسيلامين الذي يساعد على إفراغ الزئبق في البول.

ويستخدم أيضًا دواء الدي بنسلامين PCN في حالات التسمم بالزئبق وهو متوافر على شكل كبسولات عيار 125 و250 والنظام العلاجي المنصوح به هو 25ملجم/كجم كل ست ساعات لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين.

م. أمجد قاسم

أخصائي في الكيمياء الصناعية

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم