يشكو بعض البدناء من عدم فقدان الوزن أو حدوث التخسيس بشكل بطيء رغم اتباعهم حميات قاسية، ولسان حالهم يقول: فعلنا كل ما علينا، لماذا لا نفقد أوزاننا إذن؟
ونتيجة لذلك، يتسرب الإحباط إلى نفوس هؤلاء فيتركون الحمية ويستسلمون لزيادة الوزن، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أسباب ذلك ومحاولة علاجه.
سر التخسيس
إن تجمع أو احتباس السوائل في الجسم من أهم الأسباب الشائعة لحدوث هذه المشكلة، وبالتالي يكمن سر التخلص من الوزن الزائد في علاج هذا العرض المرضي المعروف طبيًا باسم «الأوديما».
ويعود تجمع السوائل في الأنسجة تحت الجلد وداخل تجاويف الجسم إلى خلل في الجسم يحول دون تمثيل الأملاح والماء.
والأوديما ليست مرضًا، بل هي عرض لعدة أمراض تصيب الجسم، وتشمل: الفشل في عضلة القلب، والجلطات الدموية، ودوالي الشرايين، أمراض الكبد والكلى، كسل الغدة الدرقية، انسداد النظام الليمفاوي.
كما تحدث حالة احتباس السوائل نتيجة عدم التوازن الهرموني أو نتيجة تعاطي بعض الأدوية المتداولة بين الناس، مثل مضادات الفطريات، وأدوية علاج ضغط الدم المرتفع والصداع النصفي وتنظيم ضربات القلب والمفاصل والالتهابات والأمراض الجلدية والحساسية والقلق والإحباط، والعقاقير المضادة للبكتيريا، والأنسولين المستخدم في علاج مرضى السكر، وأقراص منع الحمل.
وبالإضافة لما سبق، قد يتسبب نقص إمداد الجسم بمغذيات معينة في احتباس السوائل، ومن أمثلة ذلك: البوتاسيوم، وفيتامين ب1، وفيتامين ب6، والأحماض الدهنية الأساسية المتوفرة في الزيوت مثل زيت الذرة وزيت دوار الشمس وكذلك في الأسماك الدهنية.
وقد تؤدي الحساسية المفرطة لبعض أنواع الأطعمة إلى التهاب الشعيرات الدموية؛ ما ينتج عنه ارتشاح في الأمعاء وبالتالي امتلاء الأنسجة بالماء الزائد.
افتقار البروتين
ويعد افتقار الجسم للبروتين أحد أسباب احتباس السوائل في الجسم، ويحدث هذا عندما يفتقر الدم إلى بروتين ينتجه الكبد، ويدعى (ألبومين). ومن خواص هذا البروتين تسهيل مرور سوائل الأنسجة للخلايا الدموية الصغيرة. لكن هذه السوائل تميل للبقاء في الأنسجة عند غياب الألبومين.
وللبروتين مصادر عديدة من ضمنها الأسماك والجبن والزبادي والبيض والفول والعدس والصويا كما يحتوي الأرز والحبوب أيضًا على نسبة من البروتين.
ومن ضمن العوامل التي تؤدي إلى حدوث نقص في البروتين ما يلي:
– اتباع نظام غذائي نباتي، يفتقر للمصادر النباتية للبروتين.
– البقاء فترات طويلة دون تناول الطعام؛ نتيجة مثلًا للانشغال في العمل.
– اتباع الأنظمة الغذائية قليلة البروتين أو حميات النوع الواحد كتناول نوع واحد من الفاكهة أو الخضراوات لمدة طويلة.
– افتقار الشهية للطعام، كما يحدث عند بعض الأطفال.
روشتة عشبية
يعد تناول وجبة غذائية متوازنة ومتكاملة بحيث تحتوي على كميات كافية من جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، حائط صد قويا ضد الإصابة بحالة احتباس السوائل، لأن حالة احتباس السوائل قد تحدث كما ذكرنا نتيجة نقص فيتامينات وبروتينات وأحماض دهنية معينة.
ويعتبر تناول كميات كافية من السوائل أفضل علاج ممكن لحالة احتباس السوائل بالجسم؛ حيث يحرص الجسم على ما به من ماء ولا يفقده بسهولة إذا كان هناك نقص في إمداد الجسم بالماء.
وفضلًا عن ذلك، فإن تناول كميات كافية من الماء يفيد في عملية إنقاص الوزن؛ حيث يحبط الشهية ويساعد على تمثيل الدهون المخزونة، ويفضل تناول لترين من الماء يوميًا في المتوسط.
كما يمكن استعمال عدد من النباتات في علاج الأوديما وتشمل ما يلي:
– عصير الجرجير: تؤخذ حزمة، وتفرم في الخلاط ثم تعصر ويؤخذ من العصير ملعقة كبيرة بمعدل 3 مرات في اليوم ويمكن تناولها مخلوطة بالماء أو بالحليب.
– ثمار الفاصوليا الخضراء: تنزع قشورها ويؤخذ منها مقدار قبضة اليد وتقطع إلى قطع صغيرة ثم تضاف إلى ملء كوب ماء وتوضع في قدر صغير على نار هادئة وتترك تغلي لمدة 10دقائق ثم تبرد وتصفى ويشرب الماء فقط بمعدل كوب في الصباح، وكوب عند النوم.
– بذور البقدونس: يؤخذ ملء ملعقة صغيرة من بذور البقدونس وتوضع على ملء كوب ماء وتوضع على نار هادئة لمدة 10دقائق ثم تصفى ويشرب الماء فقط بمعدل كوب بعد الفطور وكوب آخر عند الخلود إلى النوم.
– البصل: أثبت البصل جدارته في علاج مرض الأوديما وبالأخص أوديما القدمين والساقين حيث يؤخذ حبة بصل كبيرة وتقشر ثم تفرم فرمًا جيدًا في الخلاط ثم تنقع في ملء كوب ماء مغلي لمدة 12ساعة ويشرب كوب قبل الإفطار يوميًا.
– الثوم: يؤخذ الثوم الطازج بمعدل فصين مع كل وجبة أو تستعمل كبسولات الثوم المقننة بمعدل كبسولتين ثلاث مرات في اليوم مع الأكل.
وينصح أخيرًا بعدم تناول أي نوع من العقاقير إلا باستشارة الطبيب حيث يدرس حالة المريض ويضمن محدودية الأعراض الجانبية حسب الجرعة التي يوصى بها للمريض. وفي حالة تناول الدواء باستشارة الطبيب، يجب عدم القيام بأي تعديلات في الجرعة أو إيقاف الدواء بدون استشارة.
إعداد: د.نهاد ربيع البحيري