الصحة والغذاء

ليس كل ما نتناوله مفيدًا.. ولكن!

إذا كانت المعدة هي بيت الداء.. فإن الطعام هو الداء.

هذه هي النظرية (القديمة) أثبتها العلم الحديث أيضًا، ولذلك ينادي العلماء أن نبحث فيما نتناوله من طعام وشراب.

 أثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن الإنسان بمقدوره أن يقي نفسه – بإذن الله – من الأمراض، بل ويعالج ما أصابه من علل بالطعام الذي يأكله والتغذية السليمة بعيدًا عن الأدوية وأضرارها الجانبية.

صحيح ليس كل ما نتناوله مفيدًا، ولكن توجد بالفعل قائمة كبيرة من أصناف الغذاء والشراب تقوي الجسم وتقيه من الأمراض دون حاجة إلى تناول الدواء أو الذهاب إلى الطبيب.

وهناك العديد من أنواع الغذاء المفيدة التي يمكن أن تمد الجسم بالصحة والحيوية. والقائمة كثيرة ومتنوعة، ولكن يبقى السؤال: كيف ننتقي غذاءنا ونعرف المفيد الذي يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، وكيف يمكن العلاج بلا دواء، وأهميته للصحة واكتساب الحيوية والشباب.

وفي السنوات الأخيرة حدث تقدم مذهل في المجالات التي تناولت أثر العناصر الغذائية في علاج الأمراض وفي الوقاية منها، وأوضحت أن المرض ينشأ بسبب نقص في العناصر الغذائية وأنه يختفي عند تعويض الجسم بالعناصر التي افتقدها.

وبالنسبة لأثر العناصر الغذائية في علاج الأمراض والوقاية منها، والخصائص الوقائية والعلاجية لمضادات الأكسدة، فإن هذه العناصر تتوفر في كثير من الأغذية وتساعد على مقاومة المواد الكيميائية والميكروبات التي تسبب الأمراض.

وقد أسفرت بحوث عدة عن الوصول إلى العوامل المساعدة في تنشيط أجهزة المناعة، مثل المداومة على تناول أنواع من الأغذية تساعد على مقاومة الجسم للأمراض، والممارسة المستمرة للرياضة البدنية، والتغلب على الإجهاد ومتاعب العمل وهموم الحياة، والحرص على المداومة على العيادات وتوثيق أواصر المحبة والمودة والتراحم ونبذ الأحقاد والغضب والقلق والانفعالات الشديدة وتجنب تعاطي المسكرات والمخدرات والتدخين.

ويمكن لبدائل الدواء أن تفيد في مقاومة المرض وعلاجه، وقد تقلل حاجتنا إلى الدواء التقليدي، أو تجعلنا نستغني عن بعض الأدوية وربما كل الأدوية!

وتشمل قائمة الأمراض التي يؤدي الغذاء دورًا مهمًا في علاجها وفي الوقاية منها مرض السكر، وأمراض القلب، والشرايين، والجهاز الهضمي والكبد والكلية والعظام والجلد والدم، فضلاً عن دور العناصر الغذائية في الوقاية من الأمراض السرطانية.

ومما يؤكد أهمية العناصر الغذائية في تنشيط المناعة، هو وجود علاقة بين سوء التغذية وضعف مقاومة الجسم للأمراض.

وعلى سبيل المثال نجد أن سوء التغذية يؤدي إلى افتقار الجسم إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن، وهي عناصر تؤدي دورًا كبيرًا في بناء أسلحة المناعة وتنشيطها وتقويتها.

ويسبب سوء التغذية ضعف إنتاج الأسلحة الدفاعية، مثل أجسام المناعة ومركب الأنترفيرون والإنزيمات المضادة للبكتيريا الموجودة في سوائل الجسم مثل العرق والدموع، والإنزيمات التي تساعده على تحويل السموم إلى مواد غير سامة أو أقل سمية.

وتشير نتائج الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة التي تتوافر في أنواع من الأغذية تعتبر من أهم المواد الغذائية التي تنشط المناعة وتقاوم السرطان، كما أنها تقي من أمراض الحساسية والتهابات المفاصل والبرد والأنفلونزا وتكدر عدسة العين وأمراض القلب والشرايين، وتساعد أيضًا على تأخير الشيخوخة.

وتشمل مضادات الأكسدة فيتامينات «أ، ج، هـ» وبعض العناصر المعدنية.

ولا يفوتنا في الختام أن نشير إلى فائدة الرياضة البدنية للصحة وتجديد الشباب وتأخير الشيخوخة وتنشيط مناعة الجسم ضد الميكروبات والفيروسات والخلايا السرطانية.

أ.د. عزالدين الدنشاري

أستاذ الأدوية بكلية الصيدلة، جامعة القاهرة

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم