الصحة والغذاء

كيف تتحكم العوامل النفسية بغذاء الأطفال ؟

أعلن علماء أمريكيون، يدرسون تأثير الأغذية على حالة المناعة، أن التمثيل الغذائي له إمكانيات كبيرة، كأداة، للإسراع بالشفاء أو منع الأمراض، ويمكن أن يصبح في المستقبل سلاحًا فعالاً لمواجهة أكثر من مرض في وقت واحد.

فقد أكد الدكتور روبرت جود، أستاذ طب الأطفال والمناعة بمستشفى فلوريدا، أن بعض المواد المغذية يمكن أن تستخدم ليس كغذاء فقط ولكن كمحفزات، ومتحكمات، ومعدلات لجهاز المناعة بالجسم.

فقد اختبرت مؤخرًا التأثيرات المناعية لبعض المواد المغذية كدهنيات الغذاء، والفيتامينات، والمعادن، ووجد – على سبيل المثال – أن الحامض الأميني «آرجمين» يمكن أن يساعد في منع العدوى التي تحدث بعد إجراء العمليات الجراحية. ويتوقع العلماء أن تساعد هذه النتائج في تصميم نظم غذائية لمنع أمراض القلب وتعزيز قدرات جهاز المناعة ضد أمراض أخرى مثل السرطان.

للحالة النفسية للطفل دور هام في مدى تقبله لتناول الغذاء بعناصره المفيدة دون عناء ومشقة، لذا يجب الاهتمام بدور التربية والغذاء، أثناء وبعد الولادة، وطوال المراحل الدراسية الأولى للطفل. ويجب الإشارة هنا إلى المقاصف المدرسية وعلاقتها بصحة التلاميذ، وهؤلاء قد يكونون ضحية للنظام غير الصحي المتبع، خاصة تلك الأساليب المتبعة في حفظ الأغذية وتخزينها. كما يجب أن تتضافر الجهود لإيقاف تلك السموم المسماة بالوجبات السريعة التي تروج أكل الزبالة Junk Food التي تسبب فقر الدم وأمراضًا أخرى، وقد يكون الدافع الأكبر وراء تلك الوجبات وعدم الالتزام بالوجبات الصحية المنزلية، عوامل نفسية وجسمية كثيرة من أهمها:

– الإنهاك الجسمي والنفسي للطفل، كقلة النوم، وقلة ممارسة الرياضة والترويح عن النفس، والاستذكار لساعات طويلة، ما قد يؤدي إلى ضعف الشهية للأكل.والملاحظ أن الأطفال يأكلون صيفًا أكثر مما يأكلون شتاء، في حين أنهم يحتاجون في الشتاء إلى طاقة حرارية أكبر، لأنهم في الشتاء يعانون ضغط الدراسة وعناءها والعمل المستمر في الدراسة والاستذكار ليلاً ما يؤدي بهم إلى الشعور والإجهاد أحيانًا.

– الانفعالات النفسية كالغضب والحزن والغيرة والشعور بالنقص، ما يزيد من توتر الطفل نفسيًا وجسميًا، فيلجأ إلى إنقاص التوتر بالأكل أكثر مما يحتاج إليه جسمه، أو يعزف بعض الشيء عن الطعام فيصاب بفقدان الشهية.

– المرض النفسي: فمن أعراض الأمراض النفسية الشعور بالذنب، أو بالامتناع عن الأكل في بعض الأكلات، وقد يلجأ الطفل الذي يعاني  الشعور بالاضطهاد إلى الامتناع عن الأكل كوسيلة لعقاب الأم.

– التقليد: إذا يلجأ كثير من الأطفال إلى تقليد الأم التي تنقطع إلى حد كبير عن تناول الطعام (عند عمل رجيم) لتخسيس نفسها وإنقاص وزنها، أو تقليد الأب الذي لا يتناول طعام العشاء، أو لا يتناول طعام الإفطار بصفة دائمة مكتفيًا بكوب من الشاي وسيجارة.

ويمكننا القول إن الأطفال الذين يعانون مشاكل سلوكية في التغذية هم الأطفال سيئو التكيف الانفعالي بسبب أمومة أو بيئة منزلية غير سليمة، وليس هناك ما يفسد جهود الآباء في تكوين عادات الأكل الطيبة في أطفالهم، أكثر من أن يدرك الطفل مدى الاهتمام الذي يظهره الأب أو تظهره الأم نحو تغذيته، لأن التغذية عملية يجب ألا تقترن بالقلق، والانفعالات النفسية.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم