الصحة والغذاء

ماسبب الغثيان والتقيؤ لبعض ركاب الطائرات؟

 يعرف الكثير ممن جرب السفر بالطائرة أهمية ذلك الكيس الورقي الذي تضعه العديد من شركات الطيران في جيب المقعد الأمامي للراكب جنبًا إلى جنب مع كتيب السلامة والمجلة الخاصة بالشركة التي يسافر على متنها. حيث يستخدم المسافر هذا الكيس لإفراغ ما في جوفه عند شعوره بالحاجة إلى التقيؤ. ولكن قل الاعتماد على هذه الوسيلة مع كثرة السفر وتعود المسافرين على أجواء الطائرة.

 ولكن ما هو سبب الغثيان الذي يشعر به البعض عند ارتفاع الطائرة في الجو أو عند تعرضها لما يعرف بالمطبات الجوية؟

 الحقيقة إن ما يحدث لدى هؤلاء عند ركوبهم الطائرة مشابه لما يحدث للبعض عند ركوبهم لألعاب الإثارة في مدن الملاهي حيث يفرغون ما في بطونهم بمجرد نزولهم من اللعبة أو أثنائها، وهذا الغثيان الذي يشعر به المسافر يعرف بدوار السفر.

وتؤدي  الحركة التي يتعرض لها المسافر بوسائل النقل المختلفة إلى تنبيه جهاز التوازن الموجود بالأذن الداخلية ومنها تنتقل التنبيهات لمركز القيء في الدماغ المتوسط . ويحدث القيء كما يقول الدكتور غازي حمادة في مجلة الطيران المدني العدد (16) ويواصل فيوضح:

 إن اختلاف درجة التعرض لدوار السفر بين مسافر وآخر وحدوثها عند مسافر دون غيره ناجم عن اختلاف تحمل المسافرين للحالة وتعودهم وتكيفهم المسبق.

ومن المعروف أن هناك مركزين في منطقتين مختلفتين من الدماغ يتحكمان في القيء، حيث يتلقى مركز القيء بالدماغ التنبيهات العصبية إما من الجهاز الهضمي أو مناطق التيه بالأذن الوسطى وهذا ما يفسر القيء بالدوار الحركي وهو المعروف بدوار السفر.

 وقد وجد أن المحرضات التي تسبب هذه الحالة كثيرة، فتحرك الأفق أمام نظر المسافر والتهوية السيئة الناجمة عن الأبخرة والدخان وحتى العوامل النفسية كالخوف والتوتر والقلق لها دور أيضًا بحدوث مثل هذا الدوار.

ويحدث الدوار والغثيان والرغبة في التقيؤ نتيجة لاضطراب في جهاز التوازن في الجسم  وهذا الجهاز يتكون من الدهليز والقنوات الهلالية في الأذن الداخلية حيث يخرج العصب الدهليزي لينقل الإحساس المتعلقة بالتوازن من الأذن الداخلية لمناطق خاصة في الدماغ.

ومما يجدر ذكره أن تلك المراكز تتصل باتصالات عصبية مع المخيخ والنخاع الشوكي وهذا يجعل الدوار يحدث أيضًا بسبب اضطرابات وأمراض أخرى غير السفر.

ويلاحظ أيضًا أن هذا الدوار يكثر لدى المسافرين بالطائرات الصغيرة مقارنة بالطائرات الأخرى ذات الحجم الأكبر. وكذلك يزداد هذا الدوار عندما تحلق الطائرات على ارتفاعات منخفضة، وبعض المسافرين يشعرون بالرغبة في القيء منذ أن تطأ أقدامهم سلم الطائرة بسبب الخوف من ركوبها.

وبعضهم يشعر بالرغبة في التقيؤ عندما يشتمون رائحة دخان السجائر أو يشاهدون مسافرًا آخر بدأ بالقيء.

والنصيحة المثلى التي تقدم لمن يشعرون بمثل هذا الغثيان عند ركوبهم الطائرة هو عدم تناول أية طعام أو شراب قبل موعد إقلاع الرحلة بساعتين على الأقل لأن عملية إقلاع الطائرة واهتزازها في الجو مع وجود طعام أو شراب في المعدة يجعل المسافر يشعر بالغثيان وبالرغبة في التقيؤ خصوصًا لمن يهابون ركوب الطائرة ولا يقدرون على تحمل اهتزازها وعدم ثباتها في الجو.

يفضل كذلك تناول الأطعمة الخفيفة غير الدسمة والتي يمكن طلبها في أثناء الرحلة بموعد كاف إذا كانت الرحلة طويلة أو الامتناع عن تناول أي طعام إذا كانت الرحلة تستغرق زمنًا قصيرًا.

أما إذا حدث وأصيب الشخص بالغثيان في أثناء تحليق الطائرة فإن أفضل وسيلة هي شرب عدة رشفات من الماء البارد إذا لم تكن هناك رغبة في التقيؤ والاسترخاء في المقعد وعدم النظر من خلال النافذة إلى السحب المتراكمة مع المحافظة على عدم إجهاز العين بالقراءة أو التركيز على الأجسام المتحركة مثل متابعة ما يعرض على شاشة الطائرة من برامج ترفيهية.

وتوجد بعض الأدوية التي تخفف من حدة هذه الأعراض من الممكن تناولها قبل موعد الرحلة بساعة بعد استشارة الطبيب.

كذلك يلعب اختيار المقعد دورًا في تخفيف حدة الدوار الناتج عن الاهتزازات ، وأكثر المناطق ثباتًا في أثناء الاضطرابات التي تمر بها الطائرة هي المقاعد المجاورة للممر الذي يقع فوق جناح الطائرة ، فهذه المناطق هي الأقل اهتزازًا ، كما يجب الابتعاد عن منطقة المدخنين حيث يلعب الدخان وقلة الأكسجين دورًا في زيادة الشعور بالغثيان.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم