الصحة والغذاء

الإسعافات الأوَّلية هدفها المحافظة على الحياة

الإسعافات الأولية هي الرعاية والعناية الطبية الأولية والفورية والمؤقتة التي يتلقاها الإنسان نتيجة التعرض المفاجئ لحالة صحية طارئة أدت إلى النزيف أو الجروح أو الكسور أو الإغماء أو غيرها بغرض محاولة الوصول به إلى أفضل وضع صحي ممكن وإنقاذ حياته وذلك بأدوات أو مهارات علاجية بسيطة إلى وقت تقديم الرعاية الطبية المتخصصة له ووصول المساعدة الطبية الكاملة بنقله إلى أقرب مستشفى متخصص أو عيادة طبية متكاملة.

أهداف الإسعافات الأولية

تتلخص الأهداف الأساسية للإسعاف الأولي بثلاثة نقاط هي: المحافظة على الحياة، وقف حدوث الأذى أو الضرر، كإبعاد المريض عن مصدر الأذى أو مكان الحادث والضغط على الجروح لإيقاف النزف وكذلك تعزيز الشفاء من خلال توفير العلاج الأولي للإصابة.

لوازم الإسعافات الأولية

الاحتفاظ بصيدلية صغيرة للإسعافات الأولية في المنزل أو في السيارة أو مكان العمل أمر هام وضروري، لذلك يرى الخبراء أن بعض الأدوات الأساسية يجب أن تكون في حقيبة الإسعاف سواء في البيت أو السيارة ومنها: ضمادات معقمة بأحجام مختلفة، أشرطة طبية مسامية، عصابات مثلثة الشكل لتثبيت الضمادات أو لتدلى من العنق لحمل الذراع، قطن طبي، دهون الكالامين، لعلاج مشاكل الجلد وحروق الشمس واللسعات، حبوب مسكنة (كالأسبرين أو باراسيتامول) وملقط ومقص ودبابيس التثبيت.

كما يجب تشتمل على ميزان حراري (تيرمومتر) يفضل ان يكون نوعين الأول ميزان حرارة عادي للبالغين والآخر ميزان حرارة شرجي لقياس الحرارة للأطفال، محلول مطهر، لاصقات جروح، كمادات يمكن تبريدها، دواء خافض للحرارة، مرهم جروح ومصباح وورقة وقلم لتدوين الملاحظات الهامة.

خطوات الفحص العام للمصابين

تتطلب خطوات المساعدة الرعاية الطبية التي يقدمها الشخص المسعف الى الشخص المصاب في الحوادث والحالات الطارئة خلال الدقائق الأولى من الإصابة وقبل وصوله إلى المستشفى الوقوف على بعض الاجراءات منها:

  • درجة الوعي: فحص الوعي ودرجة استجابته للمسعف له دلالات مهمة في تشخيص الإصابة وتتناسب حالة المصاب بصورة طردية مع درجة وعيه.
  • النبض: هو الدفع الذي تسببه كمية الدم المارة في الشرايين الحد الطبيعي (60 – 100) نبضة في الدقيقة.
  • ضغط الدم: ضغط الدم على جدران الأوعية الدموية ويقاس بجهاز الضغط، الحد الطبيعي ويتراوح (الواطي 60 – 90) (العالي 100 – 140)
  •  درجة الحرارة: لها أهمية كبيرة لمعرفة كثير من الحالات المرضية.
  •  لون الجلد: احمرار الجلد ويدل على ارتفاع درجة الحرارة، الحساسية، الحروق، التسمم، ابيضاض الجلد (الشحوب) يدل على فقدان الدم والخوف والصدمة وازرقاق الجلد يدل على نقص الأوكسجين (الاختناق) واصفرار الجلد يدل على أمراض وإصابات الكبد والغدة الصفراء والتسمم.
  • بؤبؤ العين: يتم فحص العينين معاً والمقارنة بينهما من حيث توسع البؤبؤ واستجابته للضوء ويكون توسع البؤبؤ يدل على وجود نزف داخل الجمجمة وعند توسع بؤبؤ واحد مما يدل على وجود النزف في تلك الجهة وعند عدم تفاعل البؤبؤ مع الضوء يدل على الإصابة في الدماغ وفي حالة تضيق بؤبؤ العينين دل على التسمم بواسطة المنومات والمهدئات والكحول.
  •  الصدر: مهم جدا في التشخيص بواسطة مراقبة حركة التنفس فالحركة غير الطبيعية تحدث في حالات الاختناق وكسور الأضلع وحساسية القصبات.
  • العرق والتعرق: يكون التعرق بارد ورطب في حالات الصدمة ويكون حار وجاف في حالات ضربة الشمس والتعرض لدرجات حرارة عالية او ارتفاع نسبة السكر في الدم.
  • الألم: وهو مهم جداً للتشخيص في حالات الإصابات المختلفة وعند عدم حدوثه قد يدل على عجز في الجهاز العصبي.
  • حركة أجزاء الجسم: تحدد الإصابة في معظم الأحيان بوجود خلل في حركة الأطراف او العمود الفقري.

بين الحياة والموت

يؤكد الخبراء والاختصاصيين، أهمية وجود أدوات الإسعافات الأولية في المركبات وأماكن العمل وكذلك الأشخاص الملمين بأساسيات المعلومات والمهارات الخاصة بالإسعاف مبينين أن هناك دقائق معدودة تفصل بين الحياة والموت عند وقوع الحوادث سواء كانت مرورية أو في العمل، مؤكدين على ضرورة الالمام ببعض التعليمات والإرشادات المهمة التي يجب اتخاذها عند تقديم الإسعافات الأولية للمصابين في العمل والحوادث المرورية، لكون الإسعافات الأولية ضرورة هامة وحيوية للمصاب، وذلك للحد من المضاعفات التي قد يتعرض لها.

ويرون أن الإسعافات السريعة مع العناية بالمصاب في مكن الحادث ثم نقله بالطريقة السليمة، قد تمنع حدوث إصابات أو مضاعفات أخرى قد تؤدي لا قدر الله إلى الإعاقة أو فقدان الحياة، مؤكدين أن الإسعافات الأولية اليوم أصبحت عاملا مهما يدفع الأشخاص إلى اكتساب ما نحن بأمس الحاجة إليه، ألا وهو المهارات التي من شأنها تمكينهم من التأهب للكوارث والتصدي للحوادث والحالات الطارئة بل والمساهمة في علاجها والتعافي منها بصورة فعالة.

وعليه، فإن المعرفة والإجراءات التي يتخذها الشخص العادي بسرعة في أوقات الأزمات يؤديان دورا حيوياً، لذلك يتعين على الحكومات أن تدعم التدريب على الإسعافات الأولية والتوعية بأهميتها في جميع الأماكن بحيث يمكن للناس من جميع الأعمار اكتساب مهارات نافعة، سواء أكان ذلك في المدارس أو أماكن العمل أو برامج تعليم قيادة السيارات، بحيث يمكن أن نعوّل على هؤلاء الناس في المساعدة على إنقاذ الأرواح والتعامل مع الحوادث الكبيرة لا قدّر الله.

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم