تصاب المرأة بالصدمة والرهبة إذا اكتشفت وجود ورم في ثديها أثناء إجراء فحص طبي روتيني، وغالبًا ما يسيطر الخوف عليها وعلى من حولها، وربما عايش بعضنا قصصًا حزينة لمعاناة زميلة أو قريبة أو جارة مع أورام الثدي.
لكن الأمر لا يجب أن يقابل بكل هذا القلق والتوتر، خاصة إذا تم اكتشاف المرض في وقت مبكر، أو اتضح أنه ورم حميد ناتج عن التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية أو أثناء الحمل.
وفي كل الأحوال، هاكم بعض النصائح التي تفيد في علاج مثل هذه الأورام أو التخفيف من أعراضها:
غيري نظامك الغذائي: يجب تناول غذاء يحتوى القليل من الدهون، وأن يكون غنيًا بالألياف مثل الموجودة في الحبوب الكاملة والبقول والخضراوات؛ فالدهون تعمل وكأنها غدة إضافية تنتج وتخزن الإستروجين. وإذا تناولت الكثير من الدهون، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الإستروجين في الجسم وزيادة الآلام بالتبعية؛ لأن أنسجة الثدي حساسة لهذا الهرمون.
حافظي على رشاقتك: وهو ما يتمثل في الاحتفاظ بوزن ملائم مع طولك؛ حيث إن فقدان الوزن قد يساعدك على الراحة من الألم والأورام.
تناولي هذه الفيتامينات: بعض الفيتامينات والعناصر الغذائية تساعد على تنظيم إنتاج هرمون (بروستجلاندين- ه) الذي يعوق إنتاج المزيد من البرولاكتين، وهو هرمون ينشط أنسجة الثدي وزيادة الإحساس بالألم. لذا احرصي على إمداد جسمك بما يحتاجه من هذه الفيتامينات، وهي:
فيتامين (ج)، من أغني مصادره فواكه الحمضيات، والجوافة، والفراولة، والبروكلي، والشمام، والفلفل الأخضر، والقرنبيط، يليها الملفوف، والطماطم، والبطاطس، والموز، والاناناس.
مجموعة فيتامينات ب المركب، ومن أغنى مصادرها: الكبد، والخميرة، وقشر الرز، وجنين القمح.
الكالسيوم، من أغنى مصادره: الحليب ومشتقاته، والساردين بالعظم، والسالمون المعلب بالعظام، والمحار، والخضراوات الورقية، خاصة السبانخ، والرواند.
المغنيسيوم، من أغنى مصادره: الخضراوات الورقية، والحبوب الكاملة ومنتجاتها، خصوصًا الخبز الأسمر، وكذلك المكسرات، وفول الصويا، والبقوليات (الفاصوليا والبازلاء الجافة)، والكاكاو.
تجنبي الزبد النباتي والزيوت المهدرجة: لأنها تتدخل في قدرة الجسم على تحويل الدهون الأساسية الموجودة في الغذاء إلى حامض جامالينوليك، ويعد هذا الحمض مهمًا وذلك لمشاركته في إنتاج بروستجلاندين هـ.
تجنبي الكافيين: تشمل المشروبات والأغذية المحتوية على الكافيين:
المشروبات الغازية والشوكولاتة والآيس كريم والشاي، والمسكنات.
تجنبي الأطعمة المالحة: وذلك قبل فترة الحيض بمدة تتراوح ما بين 7 و10 أيام، لأنها تتسبب في انتفاخ البطن.
استخدمي الماء البارد: بعض السيدات يجدن راحة في وضع أيديهن في ماء بارد ثم وضعه على الثدي.
استخدمي الماء الساخن: بعض السيدات يجدن راحة بعد استخدام ضمادة ساخنة أو زجاجة مياه ساخنة أو أخذ حمام ساخن، بينما يجد البعض الآخر راحة في تبادل استخدام الماء الساخن والبارد.
التدليك: بعض السيدات يجدن راحة عندما يقمن بتدليك الثدي لمساعدة السوائل الزائدة في العودة إلى أماكنها الطبيعية. وهناك طريقة للتدليك بالصابون بتحريك الأصابع على سطح الثدي في أشكال دائرية، ثم استخدمي يديك بالضغط على الثدي لأسفل ولأعلى.
جربي زيت الخروع: تساعد ضمادة زيت الخروع على تقليل التهابات الثدي، حيث يحتوي هذا الزيت على مادة تزيد من وظائف الخلايا الليمفاوية مما يؤدي إلى التسريع بشفاء أي التهاب. إنك بحاجة إلى زيت الخروع وقطعة قماش من الصوف وقطعة من البلاستيك وضمادة تسخن بالكهرباء وهي متاحة في الصيدليات الكبرى.
جربي العلاجات العشبية: ننصح باللجوء للعلاجات العشبية التالية لعلاج أورام الثدي وآلامه، ومنها:
تؤخذ حلبة مطحونة وتعجن في ماء ساخن وتوضع على الثدي المتورم على شكل لبخة من المساء للصباح.
يطحن بذر الكتان ويعجن في عسل نحل، ويوضع على الثدي المتورم على شكل لبخة من المساء للصباح.
يدق ورق الخروع ويضمد به الثدي المتورم من المساء للصباح.
حافظي على هدوئك: هرمون الأدرينالين الذي تفرزه الغدة الدرقية أثناء التوتر يتدخل أيضًا في عملية تحويل الجامالينوليك.
الأدوية: يمكنك استخدام أدوية دون وصفة طبية مثل إيبوبروفين للحد من آلام الثدي، لكن تجنبي مضادات الالتهاب الإسترويدية الموضعية. وننصح الحوامل بعدم تعاطي أي أدوية دون استشارة الطبيب.
حبوب الثدي والآلام الحميدة
قد يساعد مستوى الإستروجين في حبوب منع الحمل أو يضر بمحاولاتك للتحكم في التغيرات الحميدة في الثدي، ويعتمد ذلك على حالتك بصفة عامة، حيث يساعد المستوى المنخفض للإستروجين في الحبوب في حالة الخلايا الليمفاوية، بينما يزيد من الورم الغدي الليفي وهو ورم صلب إلا انه متحرك.
تجنبي مدرات البول: رغم أن مدرات البول تفيد في التخلص من السوائل في الجسم، وهو ما قد يساعد على الإقلال من تورم الثدي، إلا أنها قد تسبب أضرارًا صحية أخرى؛ منها استنفاد مخزون البوتاسيوم والجلوكوز من الجسم حيث يفرزان مع البول. وأخيرًا ابحثي عما إذا كان هناك سبب نفسي وراء هذه الأعراض الجسمانية، واعملي على علاجه.
د. عبدالباسط سيد أحمد
أستاذ الفيزياء الحيوية والجزئية والطبية