د. زكريا آل فيصل – استشاري طب وجراحة العيون
لا تخلو ظروفنا الحياتية الحالية من كل عوامل التوتر والقلق والشد العصبي، بداية من الاستيقاظ على صوت المنبه المزعج الذي يسخر من جهازك العصبي ويثيره برنينه العالي المتتالي، مرورًا بالطقوس الصباحية، خصوصًا إذا كان لديك أطفال (حلوين) لديهم خبرة كبيرة – وليس من الضروري أن تكون طويلة – في عزف السمفونيات الباكية اليومية، إلى أن تخرج من بيتك بسلام، خصوصًا أن الزوجات هذه الأيام ألطف.
لماذا؟
لأنهن ينعمن بنوم سعيد وأحلام لذيذة لكن ليس كل الزوجات، فبعضهن ما زلن يمارسن هواية التنكيد – عفوًا أقصد التنكيت بطلبات الصباح، مثلاً.. ماذا تريدون أن تأكلوا اليوم؟
وكأن العالم سينقلب رأسًا على عقب إذا لم تأكل اليوم أو حتى لو تأخر اختيار طبق اليوم، مع أن برامج الطبخ المتعددة في الفضائيات قد حلت الإشكال.
المهم عندما تخرج من بيتك آملاً في شارع هادئ منساب المرور، إلا أنك تدخل في خضم أرتال من السيارات المتلاصقة، كل يود أن يصل إلى عمله في وقت قياسي، مع العلم بأن الأغلبية من الناس يخرجون في التوقيت نفسه. أن يصل إلى عمله في وقت قياسي مع العلم بأن الأغلبية من الناس يخرجون في التوقيت نفسه، ثم تصل بالسلامة إلى مكان عملك، وتبدأ في مواجهة المرضى، (وعلى فكرة) هناك بدل اسمه بدل مواجهة الجمهور، يعطى للموظف أو الطبيب أو أي كائن يضمد جراحه النفسية والعصبية على الأقل بكوب من العصير البارد، (هذا مجرد اقتراح).
كل هذا يصب على جهازك العصبي الكثير من الإثارة والتوتر، ثم ماذا تتوقع كإجابة عن السؤال في أول المقالة، خصوصًا لو كنت من أصحاب الشخصيات فئة (أ).
لكن،هل هناك شخصيات ذات توزيع طبقي؟ نعم، النوع (أ) من لشخصيات التي تتمتع بالاتي: “هم أناس متحفزون، طموحاتهم أكبر من إمكاناتهم مؤقتًا، مستعجلون للوصول إلى أعلى درجات السلم الوظيفي والحياة الاجتماعية”.
إذن، ما علاقة ذلك بضعف النظر؟
كثير من الدراسات أثبتت أن الذين يعانون ضعف إبصار مفاجئ نتيجة تجمع مائي مرکزي على ماقولة الشبكية (أهم مكان للإبصار الحاد). وكأنك تنظر من خلال حاجز مائي، وهذا يحدث نتيجة ضعف أو خلخلة في الأغشية الطلائية الصبغية التي تغلف الشبكية داخليًا.
ولكن لماذا يحدث هذا؟
إلى الآن لم يعرف السبب، لكن لحسن الحظ أن 95% من الأشخاص الذين يصابون بهذه المشكلة يتحسن نظرهم ويعود كليًا، أما الباقون فعليهم أن يتعظوا ويبتعدوا عن أسباب التوتر، لو استطاعوا أن يعيشوا في المدينة الفاضلة لأفلاطون، وكل أحلام وأنتم بخير.