ظهرت مجموعة من الأبحاث أو الأخبار الطبية التي قلبت الموازين لدى البعض وجعلت كلاً منهم يفكر في الثوابت الموجودة لديه مرة أخرى.. أو هكذا هيئ إليه. فمثلاً عندما نقرأ خبرًا يقول: “إن تناول الكالسيوم لن يفيد في تقوية العظام”، أو “إن زيادة الوزن ليست خطرًا على الصحة”، فإن الشك في الخبر يسلمك إلى حيرة دائمة، لكن كي تتضح الصورة يجب أن تكون لديك بعض الأسس المعرفية لتعرف ما الذي يريده الخبر نفسه.
تقول د. صفاء الباتلي، اختصاصية الغذاء، إن هذه البيانات أو غيرها عادة لا تكون متناقضة تمامًا لما نؤمن به، ولكن كل ما علينا فعله هو ألا نقرأ هذه الدراسات منفردة، كما يجب علينا قراءتها بتمعن، ومقارنتها بما جاء قبلها من دراسات. وهنا سنلقي الضوء على أهم هذه الأخبار وحقيقة تناولها..
الخبر الأول: الوجبات قليلة الدهن لن تقلل من إصابتك بأمراض القلب. أوضحت الدراسات أن تقليل الدهون والوجبات الغذائية لا يقلل من الإصابة بالسرطان وأمراض القلب لدى المرأة.
وما الذي نعرفه بهذا الخصوص؟
– وكثير من الدهون ضار جدًا على صحتك:
لم يحدد البحث اختلافًا كثيرًا بين الذين يحرصون على تناول دهون قليلة في غذائهم، وبين هؤلاء الذين لا يتبعون نظامًا غذائيًا، ففي الدراسة حصل هؤلاء الذين تناولوا دھونًا أقل على 30% من سعراتهم الحرارية من الدهون، وهذا لا يختلف كثيرًا عما يتناوله هؤلاء الذين لا يتبعون نظامًا غذائيًا؛ لذا احرصي على تقليل الدهون في طعامك كما أنت.
– تناولي كثيرًا من الدهون الصحية:
من المعروف أن الدهون الصحية تساعد على تقوية القلب، كما أن نوع الدهن أهم من كميته، فالخبر يقول: إن تناول الدهون لا يؤثر، فربما يعتقد بعض الأشخاص لديهم الرخصة الآن لتناول الدهون، ونحن نقول: تناول أنواع الدهون الصحية فقط مثل: زيت الزيتون والمكسرات والسمك.
– تناولي الطعام الصحي من الآن:
النساء اللاتي شملهن البحث كن فوق الخمسين عامًا، وهذا يعني أن لديهن عادات قديمة في الطعام، أما السيدات الشابات فيأكلن أقل الآن، الأمر الذي يقي أجسامهن من كثير من الأمراض.
الخبر الثاني: إن تناول السيدات للمكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم وفيتامين D لن يؤثر في تقوية العظام، وسيزيد من خطورة التعرض لحصوات الكلى بزيادة قدرها 17%.
وما الذي نعرفه في هذا الموضوع؟
إن الكالسيوم ما زال حيويًا لصحة العظام:
لم تدع الدراسة النساء إلى عدم تناول الكالسيوم، ولم تقارن كذلك بين من تناول الكالسيوم ومن لم يتناول، ولكن ما يمكن أن نتفق عليه هو أن ما يحتاجه جسمك يوميًا من الكالسيوم يعادل كوب حليب، أو فنجانًا من الزبادي، أو فنجانًا من السبانخ، لذا إذا كان في استطاعتك الحصول على الكالسيوم من الغذاء فلا داعي للجوء إلى المكملات الغذائية، وإن كنا نقول إنها لا تضر مطلقًا.
وهناك عوامل أخرى أهملتها الدراسية.
مثل: ما مدى صحة الطعام الذي نتناوله؟
أو ما تأثير التدخين على العظام وكذلك أسلوب الحياة المتبع؟
– لا تنسي فيتامين D:
فالسيدات اللاتي شملتهن الدراسة يمكن يستفدن جيدًا من تناولهن فيتامين (D) الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم.
ومن أيسر الطرق للحصول على فيتامين (D) التعرض للشمس، كما أن السلمون والتونا واللبن وبعض الحبوب تعد مصدرًا جيدًا من مصادره.
وإذا لم تستطيعي الحصول على فيتامين (D) في وجبتك، فليس هناك ضرر من تناول المكملات.