ما فائدة السحور؟ وما النصائح التي ينبغي اتباعها فيه؟
السحور ضرورة بالنسبة للصائم، وخاصة أولئك الذين يبذلون جهودًا مضاعفة في العمل أثناء النهار، ولذا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في أحاديثه:
“تسحروا، فإن في السحور بركة”، ويقول في حديث آخر “استعينوا بطعام السحور على صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل”.. ويقول صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، وأخروا السحور”، وفي هذا لا شك توازن زمني بين الوجبتين التي يتناولها الصائم، فاذا اقترب السحور من الفطر، طالت فترة الصوم، واضطرب التوازن المطلوب، ومن ثم حتى لا يحدث شبع زائد في فترة، وجوع شديد في فترة أخرى، يجب أن نلتزم بهذه الآداب.
كما أوصى الرسول بالنوم في القيلولة، وهذه مسألة حيوية تمنع عن الصائم التراخي والكسل الذي سبق وقلنا عنها أنهما ليسا بسبب الصوم، ولكن لما يحدث من قلة النوم واضطرابه؛ ثم إن صلاة القيام (التراويح) بعد العشاء لها فائدة بدنية وروحية عظيمة، فهي نوع من الرياضة البدنية التي تنشط حركة الجسم وأعضائه وخاصة الدورة الدموية، وذلك بعد تلك الفترة الكافية التي تعقب الإفطار.
وهناك نصائح عامة بالنسبة للسحور، نستطيع أن نوجزها في النقاط التالية:
أولاً: يجب أن تكون وجبة السحور خفيفة ما أمكن، فتتكون مثلاً من الزبادي والجبن وشرائح اللحم المسلوق والفاكهة أو الفول المضاف إليه الزيت النباتي والليمون.. وهذه النوعية من الغذاء، تكفي لمد الجسد بما يحتاجه من طاقة أو سعرات حرارية أثناء فترة الصيام.
ثانیًا: عدم النوم بعد تناول السحور مباشرة، لأن الجهاز الهضمي يكسل أثناء النوم، ولذلك يجب إعطاؤه فرصة للعمل قبل أن نذهب إلى النوم.
ثالثًا: الإكثار من الدهون، ثم النوم مباشرة، يزيد من نسبة هذه الدهون في الدم، فتزيد كثافته، ولذا قد تحدث مضاعفات وخيمة بالنسبة لمرضى الشرايين والقلب، أي أنها تعتبر عوامل مساعدة على تكوين الجلطات.
رابعًا: المشويات أفضل بكثير من المقليات لأن الأخيرة تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون.
خامسًا: الغذاء الكامل يتكون من البروتينات والدهنيات والنشويات والمعادن والفيتامينات، لذلك يجب الحرص على أن تشمل وجبة السحور تلك الصورة الغذائية المتكاملة أو المتوازنة.
سادسًا: إذا كنت ممن يتعاطون بعض الأدوية، وقادر على الصوم، فلا تنسَ أن تأخذ دواءك.
سابعًا: استعمال الفرشاة أو السواك لتنظيف الأسنان هام وحيوي قبل النوم، فبالإضافة إلى أن ذلك سنة محببة، فهو له فوائد صحية كثيرة.
هذا بالنسبة للشخص العادي، وهناك أفراد قد تقل احتياجاتهم من الطعام عن ذلك ولا يشعرون بأدنى مشقة، فلا بأس أن يتخذوا الأسلوب المناسب.