سؤال قد يتردد عند البعض ألا وهو: ما هي احتياجات الصائم من الطعام؟ وهل تختلف احتياجات الصائم العادي عن غيره من الناس العاديين، أو عن احتياجاته هو في أيام الشهور الأخرى؟
الواقع أن احتياجاتك وأنت صائم لا تقل عنها وأنت مفطر، ما دمت تؤدي نفس العمل، أو تقدم نفس الجهد، فإذا كان الإنسان يحتاج في المتوسط إلى ما يقرب 2500 سعر حراري، يتناولها على ثلاث وجبات مثلاً، فإنه في الإمكان أن يحصل على نفس الكمية من السعرات الحرارية من خلال وجبتي السحور والإفطار. وبطبيعة الحال، فإن الذين يقومون بعمل شاق قد ترتفع احتياجاتهم من السعرات الحرارية أو الطاقة المبذولة بما
يزيد عن ثلاثة آلاف سعر سواء أكان صائمًا أم مفطرًا.
وقد يتساءل البعض، إذا كان الأمر كذلك، فما حالة الخمول التي قد تنتاب الصائم أثناء الصيام؟ الواقع أن ذلك الخمول أو الكسل – حسبما قرر بعض العلماء الدارسين – سببها اضطراب النوم وقلته أثناء الشهر الكريم، فمثلاً هناك من يضطرب نظام نومهم بسبب السهر حتى يحين موعد السحور، والبعض الآخر يستيقظ إذا ما تسحر، ونام كي يؤدي صلاة الفجر، ولذا نرى أن فئة من الصائمين لا يأخذون القدر الكافي من النوم، بسبب عدم الانتظام في النوم، بل إن البعض قد لا يستطيع النوم العميق أثناء النهار بسبب الجوع أحيانًا أو بسبب انقطاع بعض العادات التي تعودوا عليها كشرب الشاي أو القهوة أو التدخين.. هؤلاء وهؤلاء هم الذين يبدو عليهم شيء من الكسل أو التراخي.. والسبب كما هو واضح راجع لأسباب أخرى ترتبط بنظام حياتهم أثناء الشهر الكريم، وليس بسبب الصوم مباشرة..
وكميات السعرات الحرارية اللازمة لجسم الإنسان ممكن ترجمتها إلى كميات من الطعام، فالمعروف أن جرام البروتينات كاللحوم يعطي 4 سعرات، وجرام النشويات والسكريات يعطي 4 سعرات حرارية أيضًا، أما جرام الدهنيات أو الشحوم فيعطي 9 سعرات حرارية.. وهكذا نستطيع أن نحدد ما يحتاجه الشخص العادي من ألوان الطعام المختلفة تقريبًا مضاف إليها الماء والمعادن والفيتامينات.. وهذه ممكن تنظيمها في وجبتين أو ثلاث أو أكثر.
وكلما قل الجهد المبذول قلت احتياجات الجسم من الغذاء أو السعرات.. وكذلك فإن احتياج الإنسان السعرات الحرارية في الصيف أقل من احتياجاته في الشتاء.. وهناك حالات مرضية – كمرض السكر مثلاً – لها نظام خاص في العلاج..
من هنا نرى أن الصوم لا يشكل عبئًا على جسم الإنسان بل يحميه ويجدد نشاطه.
“الصوم.. والصحة” نجيب الكيلاني
