رغم أن المستحضرات غير الصيدلانية تفيد – بإذن الله – في تسكين آلام الجسم بمختلف أنواعها، إلا أنه لا بد قبل استعمالها من استشارة طبيب مختص لوصف المناسب منها ومعرفة آثارها الجانبية.
فهذه الوسائل لا تنفع كل حالة صحية ولا تناسب المريض في جميع الأوقات، وأحيانًا يوصي الطبيب بالجمع بين وسائل مختلفة منها للوصول إلى التأثير المرغوب.
كما يمكن معرفة المزيد عن الوسائل العلاجية البديلة عن طريق مراجعة أحد مواقع الإنترنت المعتمدة أو موقع متخصص في علاج الآلام مثل موقع منظمة الألم الأمريكية (www.painfoundation.org).
فيما يلي نسلط الضوء على أبرز هذه الوسائل والآلام التي تساعد في تسكينها:
العلاج الطبيعي
ليس هناك حل واحد للآلام، إلا أن العلاج الطبيعي علاج فعال للكثير منها، حيث يقوم خبير العلاج الطبيعي بتعليم المريض كيف يعالج آلامه ويديرها بنفسه.
فمريض (تصلب المفاصل الروماتويدي) الذي يعاني آلامًا مزمنة باستمرار، قد لا يتمكن من الذهاب إلى المعالج الطبيعي كل يوم.
من هنا، فإن خبير العلاج الطبيعي يعلمه كيف يبني قوة مفاصله ويحسن من حركتها عن طريق بعض الحركات والتدليك والتدريبات العلاجية أو الوقائية اليومية، كما يعلمه كيفية تحاشي بعض التصرفات التي تزيد من آلامه.
تقول الدكتورة Hayes Wilson، استشارية أمراض الروماتيزم، إن العلاج الطبيعي يعمل على الحد من الالتهابات التي تزيد من تفاقم الألم.
الإبر الصينية
وسيلة علاجية قديمة جدًا، ويؤكد خبراء من مركز مايو الطبي، أنها وسيلة فعالة لعلاج تصلب المفاصل الروماتويدي وآلام الظهر وآلام الرقبة وآلام الدورة الشهرية وآلام جراحات الفم.
ويمكن لأي شخص أن يستفيد من هذه الوسيلة العلاجية بشرط الإيمان بمفعولها، وهو ما ينطبق أيضًا على بعض الأدوية الكيماوية التي لا تفيد إلا إذا كان لدى المريض رغبة ذاتية في التحسن.
لكن لا ينصح باللجوء إلى العلاج بالإبر الصينية لمن يعاني من النزيف المزمن. وبشكل عام، فإن هذا العلاج مأمون إلى درجة كبيرة.
إدارة الألم
الإرهاق النفسي من الأسباب الرئيسة التي تزيد من الإحساس بالألم، فالإرهاق يؤدي إلى شد العضلات، وعلى المستوى النفسي فإن الشعور بالألم قد يتضخم.
الدكتور Dennis Turk، أستاذ التخدير وأبحاث الألم في كلية طب جامعة واشنطن، يقول إنه للتخفيف من هذا الضغط، يجب تحديد مصدر الإرهاق النفسي المسبب للشعور بالألم والتعامل معه.
فإذا كان السبب هو خلاف مع الزوجة أو الزوجة مثلاً، فقد يفيد فتح الحوار (بدلاً من الانغلاق والمعاناة السرية) في حل المشكلة.
وإذا تعذر الانفتاح مع مصدر الإرهاق، يجب شغل النفس بنشاطات مسلية، مثل قضاء بعض الوقت مع صديق أو مشاهدة برنامج ممتع أو الاستماع إلى شيء محبب، فذلك من شأنه تحويل تركيز المخ من الشعور بالألم إلى ذلك الشيء.
ومن الوسائل الأخرى لإدارة الإرهاق، الاسترخاء عن طريق التنفس العميق والتأمل وتمرينات اليوغا.
وقد ثبت مفعول معظم أساليب إدارة الإرهاق هذه، لكن ليس كل شخص يستفيد بالقدر الذي يستفيد منه الشخص التالي، فهذه الوسائل متعددة ولكل شخص أسلوب يناسبه.
تمارين لزيادة المرونة
الأشخاص الذين يعانون آلامًا يتجنبون غالبًا ممارسة أي تمرين، لأن الحركة تؤلمهم كثيرًا، إلا أن عدم الحركة من شأنه أن يزيد الحالة سوءًا.
يقول الدكتور Sal Fichera، أخصائي فسيولوجية التمارين، إن الجسد البشري جبل على الحركة الدائمة، فإذا ظل في حالة من السكون وعدم حركة فإنه يضمحل، ومن ثم فإن النشاط يساعد على إطلاق مركبات في الجسم تغير من الحالة النفسية، وهو ما قد يساعد بدوره على الحد من الشعور بالألم.
وهناك ثلاثة أنواع من التمارين التي تفيد مرضى تصلب المفاصل الروماتويدي:
– تمارين زيادة المرونة: وتشمل تمارين “سويدية” خاصة تعمل على زيادة قدرة الجسم على أداء حركات معينة.
– تمارين القلب والدورة الدموية: تشمل المشي والتمارين المائية وركوب الدراجات.
– تمارين زيادة قوة تحمل المفاصل: تشمل تمارين ساكنة يتم فيها تحميل ما ضغط على المفصل دون تحريکه، وأخرى يقوم فيها الشخص بالضغط وتحريك المفصل حركة كاملة.
وينصح الخبراء بمراجعة مختص قبل ممارسة أي برنامج للتمارين الرياضية.
الحمية
فقدان الوزن الزائد قد يخفف من الآلام التي يشعر بها الإنسان. فعندما يكون الشخص زائد الوزن فإن مفاصله تتحمل تبعات هذا الإرهاق الإضافي.
الدكتورة Lisa Dortman، خبيرة تغذية أمريكية، تذكر أن هناك عوامل رئيسة تؤدي إلى فقدان الوزن الزائد وهي الرياضة المنتظمة وتناول غذاء متوازن صحي، مع عدم المبالغة في التخسيس، فعندما ينخفض الوزن عن الطبيعي تتضاعف الآلام، خصوصًا في حالة تناول غذاء غير صحي وعدم ممارسة نشاط.
وهناك أنواع من الحميات النباتية وحميات قليلة البروتين النباتي، تفيد في الحد من الآلام لغناها بفيتامين ب6 وب۱۲ وحمض الفوليك والحديد وأحماض أوميغا3، وكلها تفيد في التخفيف من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي أو تولید مرکبات مضادة للالتهاب.
ولكن الخبراء ينصحون بعدم التحول النباتي الكامل في الحمية، حيث إن الحد من البروتين والدهون المشبعة والإكثار من الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية والفيتامينات والمعادن، كفيلة بأداء المطلوب.