لطالما ارتبط الشاي بفوائد صحية متعددة، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن شاي الماتشا الياباني قد يكون له دور بارز في الحفاظ على صحة الدماغ، خاصة لدى كبار السن. ويعزى ذلك إلى تركيز عالٍ من مادة الثيانين والكافيين في أوراق الشاي، التي تساهم في تحسين المزاج ووظائف الإدراك.
تسعى الأبحاث الحالية إلى استكشاف تأثير شرب الماتشا بشكل يومي على جودة النوم وصحة الدماغ، حيث يعتقد الباحثون أن تحسين نوعية النوم والتغذية يمكن أن يساعد في الوقاية من الخرف في مراحله المبكرة. فهل يكون كوب من شاي الماتشا هو المفتاح للحفاظ على عقل صافٍ وجسم نشيط؟
أجرى الباحثون دراسة لـ99 من البالغين اليابانيين، تتراوح أعمارهم بين 60 و85 عامًا، منهم 64 يعانون من التدهور الإدراكي، و35 آخرون يعانون من ضعف إدراكي خفيف. وقُسم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى تلقت حبوبًا تحتوي على شاي أخضر، والثانية تلقت حبوبًا وهمية.
ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا الماتشا يوميًا أظهروا قدرات إدراكية اجتماعية متزايدة مثل التعرف على وجوه الناس ومعاني الكلمات، مقارنة بأولئك الذين لم يستهلكوا الماتشا.
وكتب مؤلفو الدراسة: “تشير الدراسة الحالية إلى أن الاستهلاك المنتظم للماتشا يمكن أن يحسن الإدراك العاطفي وجودة النوم لدى كبار السن الذين يعانون من التدهور الإدراكي الخفيف”.
ونظرًا لانتشار شاي ماتشا الواسع وتقبله الثقافي، يمكن أن يكون دمجه في الروتين اليومي استراتيجية بسيطة وفعالة لتعزيز الإدراك والوقاية من الخرف. أظهرت نتائج تقييم باستخدام بطارية الإدراك العصبي المحوسبة (وهي مجموعة من الاختبارات المتخصصة) تحسنًا ملحوظًا في قدرة المشاركين على التعرف على المشاعر من خلال الوجه. وذلك يعود إلى أن الاختبارات النفسية التقليدية قد لا تكشف التدهور المعرفي في مراحله المبكرة. وبالتالي، فإن إجراء اختبارات أكثر حساسية، إلى جانب توفير استراتيجيات سهلة التطبيق لكبار السن، أمر ضروري لتقييم فعالية هذه التدخلات في الوقاية من الخرف.