فقدان السمع هو عامل خطر معروف للخرف، لكن الآلية التي تربط بينهما لا تزال غير واضحة. الآن، دراسة جديدة قد تكشف عن السبب. عندما تتدهور هذه القدرة الحسية الهامة، يجب على دماغك العمل بشكل أكثر صعوبة لالتقاط الأصوات. اكتشف العلماء في كاليفورنيا أن هذه التغييرات الدقيقة في الدماغ قد تساهم في حدوث الخرف.
باستخدام مجموعة من اختبارات السمع والصور الشعاعية للدماغ، وجد الباحثون في كاليفورنيا عدة مناطق في الدماغ تتأثر بفقدان السمع. ومن بين التغييرات الاختلافات في الهيكل الدقيق للمناطق السمعية في الفص الصدغي والمناطق الجبهية المسؤولة عن معالجة الكلام واللغة.
بالإضافة إلى ذلك، رصد الفريق تغيرات في المناطق الجبهية المرتبطة بالوظائف التنفيذية، أي القدرة على أداء المهام المعرفية المعقدة مثل التخطيط، والانتباه، وتعدد المهام.
“تشير هذه النتائج إلى أن فقدان السمع قد يؤدي إلى تغيرات في مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة الأصوات، وكذلك في مناطق الدماغ المرتبطة بالانتباه. تقول الباحثة الرئيسية ليندا ماكفوي، الأستاذة في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو: “إن الجهد الإضافي الذي ينطوي عليه محاولة فهم الأصوات قد يؤدي إلى تغييرات في الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالخرف”.
إن فهم العلاقة بين فقدان السمع والدماغ سيساعد في توفير التدخلات المبكرة لحماية الدماغ من الخرف في المستقبل. وبشكل أكثر تحديدًا، قد تتضمن التدخلات تقليل الجهد المعرفي اللازم لفهم الكلام. يمكن أن يشمل ذلك تشجيع استخدام الترجمات المصاحبة للتلفزيون والأفلام، وتطبيق التسميات التوضيحية المباشرة أو تطبيقات تحويل الكلام إلى نص، وأجهزة السمع، وزيارة الأشخاص في الأماكن الهادئة.
للحصول على صورة كاملة للتغيرات الدماغية الناجمة عن فقدان السمع، أجرت ماكيفوي وزملاؤها اختبارات السمع على 130 شخصًا يعانون من مشاكل في السمع. تم إجراء الاختبارات بين عامي 2003 و2005، مع خضوع المجموعة لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي بين عامي 2014 و2016. وكانت النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي التغيرات في الدماغ المرتبطة بالحرمان الحسي والجهد الإضافي اللازم للسمع.
تضيف إميلي رياس، المؤلفة المشاركة في الدراسة، والأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا: “تؤكد النتائج أهمية حماية السمع من خلال تجنب التعرض لفترات طويلة للأصوات العالية، وارتداء أجهزة حماية السمع عند استخدام الأدوات الصاخبة وتقليل استخدام الأدوية التي تؤثر سلبًا في الأذن”.
