تشير البحوث الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A وB قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بجلطات دموية خطيرة بالمقارنة مع الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O. كما أظهرت الدراسات أيضًا زيادة طفيفة في خطر الإصابة بأمراض القلب بين الأشخاص ذوي فصيلتي الدم A وB.
الأبحاث السابقة أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بينA وB وأمراض القلب وجين ABO المرتبط بهما، بينما لم يتم ربط فصيلة الدم O بهذه الأمراض. في دراسة أولية أجريت في عام 2017، تم اكتشاف أن الأشخاص الذين يحملون جين ABO يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية خلال فترات التلوث الجوي الشديد.
أجريت دراسة جديدة على أكثر من 400 ألف شخص وتم نشرها في مجلة جمعية القلب الأمريكية لتصلب الشرايين والتخثر وعلم الأحياء الوعائي. وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A أو B يتعرضون لخطر أعلى بنسبة 8٪ للإصابة بنوبات قلبية وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 10٪ مقارنة بالأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O.
وما يميز الفروق الكبيرة هو الاختلاف في خطر الإصابة بجلطات الدم في الأوردة. فقد وجد أن الأفراد ذوي فصيلتي الدم A وB يكونون أكثر عرضة بنسبة 51٪ للإصابة بتجلط الأوردة العميقة وبنسبة 47٪ للإصابة بالانسداد الرئوي مقارنة بأولئك الذين يحملون فصيلة الدم O.
تعتبر جلطات الدم في الأوردة والانسداد الرئوي من الأمراض الأكثر شيوعًا في الأوعية الدموية، حيث تؤثر على ما يصل إلى 900 ألف أمريكي سنويًا وتسبب وفاة حوالي 100 ألف شخص.
على الرغم من ذلك، يقلل حملة فصيلة الدم A أو B من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 3٪ مقارنة بأولئك الذين يحملون فصيلة الدم O.
تشير هيلدا جروت، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى احتمالية وجود ارتباط بين فصيلة الدم وبعض الأمراض القلبية وجلطات الدم، ولكن لا يجب أن تعتبر هذه النتائج قاطعة. تعد هذه الدراسات مجرد ملاحظات مبدئية، ولا توجد حتى الآن معرفة دقيقة حول العلاقة الدقيقة بين فصيلة الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك، لا ينبغي الاعتماد على فصيلة الدم وحدها لتحديد خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية.
من الأهمية بمكان اتباع نمط حياة صحي، بغض النظر عن فصيلة الدم. يجب على الجميع التركيز على العوامل المعروفة لتعزيز صحة القلب، مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول نظام غذائي متوازن وصحي، والامتناع عن التدخين، وإدارة التوتر والضغوط النفسية.
إذا كنت قلقًا بشأن صحة قلبك أو لديك عوامل خطر أخرى، فإن الخطوة الأفضل هي استشارة الطبيب. يمكن للطبيب تقييم عوامل الخطر الشخصية وتوجيهك نحو الفحوصات والاختبارات المناسبة لتشخيص أو استبعاد أي مشاكل صحية.
أخيرًا، يجب أن نذكر أن البحوث العلمية مستمرة ومتطورة باستمرار، وقد تظهر دراسات جديدة في المستقبل توضح علاقة محددة بين فصيلة الدم وأمراض القلب.