على عكس الرأي السائد بأن المرء يحتاج إلى بذل مجهود إضافي للحفاظ على صحة قلبه، هناك أشياء بسيطة ومنتظمة يمكن للمرء أن يدرجها في حياته اليومية. إذ لا يعرف الكثير أن التنفس العميق هو طريقة بسيطة لكنها فعالة لإزالة التوتر وتحسين المزاج وصحة القلب. فعندما نأخذ أنفاسًا عميقة، يمكن أن يتحول الجسم على الفور من حالة الإجهاد إلى حالة الراحة والهدوء. وعلى ذلك، يمكن أن تكون ممارسة التنفس العميق بانتظام عادة صحية للقلب، لما لذلك فوائد عديدة في إطالة العمر وتحسين الصحة العقلية وتقليل مخاطر الإصابة بالخرف.
فوائد التنفس العميق
على الرغم من أنه قد يكون من غير الطبيعي أن تتنفس بعمق، فإن هذه الممارسة تأتي بفوائد مختلفة. إذ تعتبر الأنفاس العميقة أكثر كفاءة: فهي تسمح لجسمك بتبادل الأكسجين الوارد بالكامل مع ثاني أكسيد الكربون الخارج. وكذلك ثبت أنها تعمل على إبطاء ضربات القلب، وخفض ضغط الدم أو استقراره، وتقليل التوتر.
ويساعد التنفس العميق عضلاتك على الاسترخاء، إذ تبدأ الأوعية الدموية في التمدد، مما يحفز الدورة الدموية التي تعد أمرًا حيويًا لخفض ضغط الدم، مما يتيح لك الشعور بالهدوء والتركيز.
وبغض النظر عن طريقة أدائك لهذه العملية، فإن التنفس العميق لا يحافظ فقط على نظام القلب والأوعية الدموية قويًا وصحيًا، ولكنه يتمتع أيضًا بالقدرة على مساعدتك على الشعور بالاسترخاء والراحة.
وفيما يلي بعض النصائح الإضافية للحفاظ على صحة قلبك:
الاهتمام بالصحة العاطفية:
يمكن أن يكون الحفاظ على نظرة إيجابية وإدارة التوتر أمرًا بالغ الأهمية لصحة القلب. وقد تعمل المشاعر السلبية والتوتر على تحفيز إنتاج مستويات مرتفعة من الكورتيزون التي قد تؤدي إلى زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والالتهابات. ولتحسين الرفاهية العاطفية، فكر في دمج ممارسات مثل اليوجا والبراناياما (تمارين التنفس) والتأمل والتخيل والضحك والمشاعر الإيجابية في روتينك اليومي.
تناول الأطعمة المضادة للالتهابات والغنية بمضادات الأكسدة:
يمكن أن يؤثر الالتهاب والأضرار التأكسدية في القلب والأوعية الدموية والشرايين، ومن ثم الإصابة بالنوبات القلبية. ويمكن أن تحدث هذه الحالات بسبب الجذور الحرة الناتجة من الطعام الذي نتناوله، والهواء الذي نتنفسه، وتغييرات معينة في نمط الحياة. ولتقليل الالتهاب والأضرار التأكسدية، ضع في اعتبارك دمج الأطعمة الغنية بمركبات مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، مثل: الكركم والزنجبيل والثوم والفلفل الأسود، في نظامك الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات الملونة، خاصة عندما تكون في موسمها، يمكن أن يوفر مجموعة من مضادات الأكسدة المفيدة.
الحصول على نوم صحي:
يرتبط الأرق وقلة النوم بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي قلة النوم أيضًا إلى عادات غير صحية يمكن أن تؤذي قلبك، من ذلك ارتفاع مستويات التوتر، وقلة الدافع لممارسة النشاط البدني، وخيارات الطعام غير الصحية. وكذلك قلة النوم يمكن أن تزيد من مقاومة الأنسولين وتسبب الالتهابات، وكلها يمكن أن تضر بصحة القلب. تأكد من إعطاء الأولوية للحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة.
التمرين البدني المنتظم:
تعد ممارسة النشاط البدني خطوة كبيرة نحو صحة القلب الجيدة. إنه إحدى أكثر الأدوات فعالية لتقوية عضلة القلب والحفاظ على وزنك تحت السيطرة، ودرء تلف الشرايين الناتج عن ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
كذلك يحسن التمرين الرياضي قدرة العضلات على سحب الأكسجين من الدم، مما يقلل من حاجة القلب إلى ضخ المزيد من الدم إلى العضلات، ويقلل من هرمونات التوتر التي يمكن أن تضع عبئًا إضافيًا على القلب.
الابتعاد عن التدخين النشط والسلبي: يمكن أن يكون كل من التدخين النشط والسلبي مضرًا للقلب. يزيد التدخين واستنشاق الدخان السلبي من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية من خلال المساهمة في الأضرار التأكسدية والالتهابات في الجسم، فضلاً عن التسبب في تراكم الترسبات في الشرايين واستنزاف الفيتامينات والمعادن المهمة. لحماية صحة قلبك، من المهم تجنب التدخين والتعرض للتدخين السلبي.
