النوم ليس عملية خمول للجسم والذهن حيث يتباطأ كل شيء، فهذا اعتقاد خاطئ لأن النوم عملية فعالة وله أشكال تتعاقب على النائم، إذ إن الإنسان في أثناء النوم يكون عرضة للتغيرات وللأنشطة المستمرة، حيث تنخفض حرارة الجسم، وكذلك نبضه، وتسترخي عضلاته .
فقد أشارت دراسات إلى أن النائم يتحرك بين حين وآخر، وتزداد الحركة كلما طال وقت النوم.. وأن هذه الحركات تحدث بمعدلٍ من عشرين إلى ثلاثين مرة في الليلة الواحدة، ويكون فيها الشخص شبه يقظ، إلا أنه لا يتذكر عنها شيئًا عادة عند صحوه .
ووُجِد أن هذه الحركة، وفقًا لما جاء في كتاب “ثبت علميًا” لمحمد كامل عبدالصمد، لها فائدتها الصحية؛ إذ إنها تمنع ثقل الجسم من أن يضغط على مكان واحد، فيحرم من دورته الدموية فترة طويلة! كما وُجد أنه في أثناء النوم تهبط سرعة التمثيل الغذائي، ويقل عمل القلب وضغط الدم، وتنخفض سرعة التنفس ودرجة حرارة الجسم.. أما الجهاز الهضمي فيستمر في أداء عمله کاملاً بدون أي إبطاء، نظرًا لأهميته في مد أنسجة الجسم بما تحتاج إليه من مواد لازمة لبناء وتعويض ما فقدته خلال النهار.
وإن أكثر أجهزة الجسم توقفًا عن العمل في أثناء النوم هي المراكز العليا في الدماغ، التي تختص بالإدراك والتميز والتفكير والتفاعل مع المؤثرات الخارجية والتأقلم معها.