يتكون الكندر من خليط متجانس من الراتنج والصمغ وزيت طيار، وتنمو أشجاره في الجبال وله رائحة وطعم مر، ويتم الحصول عليه من سيقان الأشجار بخدشها بفأس حاد فيخرج سائل لزج مصفر إلى بني يتجمد ثم تجمع المواد الصلبة. ومن أفضل أنواعه «البخور الفضي».
كنز الفوائد
ترجع أهمية شجرة الكندر للمادة التي تنتجها والتي تستخدم في مجالات طبية ومنزلية وفي المناسبات الدينية والعائلية كالأعراس بجانب استخداماتها اليومية في المنازل على شكل بخور ذات رائحة طيبة. والزيوت الطيارة المستخرجة من اللبان تدخل في صناعة العطور وكريمات الوجه وعلاج التهاب الشعب الهوائية. وتنمو شجرة اللبان طبيعيًا على الحواف المتأثرة بالأمطار الموسمية في محافظة ظفار بسلطنة عمان.
ونظرًا لما تمثله هذه الشجرة من أهمية تاريخية وطبيعية واقتصادية وصحية، فقد أجريت حولها العديد من الدراسات العلمية. منها دراسة للدكتور محسن العامري أجراها في أكاديمية موسكو للعلوم الزراعية، شملت بحوثًا ميدانية في «محافظة ظفار» مثلت بيئة انتشار شجرة اللبان وخصائصها العلمية والطبية والبيئية.
يوضح الباحث أن الأهالي يستخدمونه في علاج مختلف الأمراض، وللتبخر، كما تستخدم أوراقها كعلف للحيوانات وأزهارها مصدر لجمع العسل. كما تستخدم في الطب الشعبي على نطاق واسع، حيث يستخدمه الأهالي كمسكن لآلام البطن والصدر والتهاب العيون ، ومضاد للسموم والتئام الكسور.
وأظهرت الدراسات أن المادة الفعالة المسئولة عن الفعالية العلاجية تسمى حامض الأبسوليك، وهو مسكن للألم ويقوي الجهاز المناعي للجسم والكبد وسرطان الدم وضد الالتهابات، وللبان تأثير على التخفيف من الربو وتقرح المصران الغليظ.
مقصد السياح
وتعد المناطق التي تزرع فيها شجرة اللبان في ظفار من المعالم السياحية التي يرتادها الزوار، حيث يحرص السياح – خاصة الخليجيين – على التقاط الصور التذكارية بجانبها، وشراء اللبان الظفاري لاستخدامها في الأغراض المختلفة.
وعادة ما يتم تعبئة هذه المواد في علب بلاستيكية وتصدر إلى مختلف دول العالم. كما تعرض في معارض تنظمها شركات محلية ودولية حيث تعرض مختلف أنواع اللبان ضمن العطور التي تنتجها الشركات العمانية من تلك المواد.
أنواع الكندر
هناك أنواع عدة من الكندر تختلف باختلاف المناطق ومدى ارتفاعها وابتعادها عن الساحل يذكر الباحث منها:
– «حوجري» أجود أنواع الكندر، وتنمو أشجاره في الأجزاء الشرقية من منطقة ظفار.
– «نجدي» تنمو أشجاره في منطقة «نجد» إلى الشمال من مرتفعات ظفار الوسطى.
– «شعبي» تنمو أشجاره قرب ساحل ظفار، وهو أقل الأنواع جودة.
ويجود الكندر إذا نمت أشجاره فوق مناطق مرتفعة شحيحة المطر وبيئة ملبدة بالسحب، وهذه الظروف تتوافر في ظفار لأن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية المحملة بالرطوبة تتسبب في تكوين ضباب وطبقات من السحب المتراكمة على منحدرات جيل القراء فتتوفر بذلك الظروف الثلاثة الملائمة لنمو أشجار الكندر الجيد، وهي الارتفاع والجفاف النسبي والجو الملبد بالسحب والضباب.
أقوال الأقدمين في الكندر
* داود الأنطاكي في تذكرته: يستعمل مع الصمغ العربي لقطع الرائحة الكريهة وعسر النفس والسعال والربو ومع العسل والسكر لضعف المعدة والرياح والنسيان، ومع الماء لسائر أمراض البلغم، ومع البيض غير كامل النضج لضعف الباءة، ويستعمل مطهرًا. وتوجد وصفه مجربة من الكندر مع البقدونس حيث يؤخذ قدر ملعقة كبيرة من الكندر ويقلى مع حوالي ملعقتين من البقدونس مع كوبين من الماء ويغلى حتى يتركز الماء إلى كوب واحد ويكون شكله غليظ القوام يشرب نصفه في المساء والنصف الآخر في الصباح فإنه مفيد جدًا لعلاج السعال الشديد والنزلات الصدرية.
كما يستعمل لعلاج السعال عند الأطفال حيث ينقع منه ملء ملعقة صغيرة ليلا مع كوب حليب، ثم يعطى للطفل منه نصفه صباحًا. ويستخدم منقوعه في الماء الدافئ ويشرب منه قدح قهوة صباحًا على الريق، وآخر في المساء عند النوم لعلاج حالات كثيرة مثل السعال وضعف المعدة وإزالة البلغم وآلام الروماتزم. كما يخلط مع زيت الزيتون أو السمسم لإزالة آلام الأذن. ويخلط مع زبيب الجبل والزعتر لعلاج ثقل اللسان. وهو يفيد ضد الكحة ويفضل نقعه في الماء وشربه في الصباح والكمية المأخوذة منه هو ملء ملعقة أكل تنقع في ملء كوب ماء بارد وتترك 12ساعة ثم يصفى ويشرب. كما أنه مفيد لمن يعانون من آلام اللثة كمضمضة.
* ابن البيطار: «يقطع نزف الدم من أي موضع. يمنع قروح المعدة وفي سائر الأعضاء، إذا خلط بالعسل أبرأ الحروق، يحرق البلغم وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة. وقد استخدمه القدماء المصريون دهانًا خارجيًا مسكنًا للصداع والروماتزم وتعفن الحروق ولآلام المفاصل ولإزالة تجاعيد الوجه».