عرفت النقود طريقها متأخرا الى كثير من العرب وأنا واحد منهم .. وغيرت النقود كثيرا من عاداتنا ونحمد الله أنها لم تغير تقاليدنا، في السابق كان يجتمع كل أفراد الأسرة لتناول الطعام في توقيتات محددة على الطبلية، ولأقرب صورة الطبلية الى أذهانكم: هي طاوله صغيرة مستديرة الشكل لا ترتفع كثيرا عن الأرض نضع عليها الطعام وتتسابق الأيدي اليها لنأكل .. لا بل لنلتهم طعاما لامثيل لمذاقه لأنه من يد امي .. كان هذا الأمر يتكرر ثلاث مرات يوميا وفى أوقات محددة، الآن نضع السفرة أكثر من مرة في أكثر من توقيت لكل وجبة وقليلا ما نجتمع الى افراد أسرنا على طعام واحد ويرجع ذلك لأن أبنائنا يأكلوا وجبات سريعة.
على مستوى أسرتي حاولت كثيرا وجاهدا أن أغير تلك العادة ( عادة اعتماد أولادي على الوجبات السريعة ) لكني فشلت الى ان نصحني أحد أصدقائي بأن أتوقف عن النصيحة وأن أطلب منهم أن يشاهدوا أحد الأفلام التي توضح أثر الوجبات السريعة على الصحة.
استجبت لنصيحة صديقي، واود بهذه المناسبة ان ارشح لكل الاسر التي لديها اطفال وتعاني بشده من “ادمانهم ” للوجبات السريعة بما يهدد صحتهم، هذا الفيلم الوثائقي” Super Size Me ” انتاج سنه ٢٠٠٤ بطولة صاحب الفكرة والمتبرع ” Morgan Spurlock ” الذي كان بطلا رياضيا، ولاثبات الخطورة البالغة للوجبات السريعة ظل يأكل ويشرب لمده شهر وجبات سريعة فقط من أحد اكبر وأشهر محلات الوجبات السريعة على مستوى العالم .. أعتقد بأنكم تعرفوا أسم هذا المحل .. ، و كان “Morgan Spurlock ” يسجل تحت اشراف طبي في فيلم شيق ومثير التغييرات التي تحدث له صحيا ونفسيا واجتماعيا والتي كادت تقضي عليه، الفيلم كان له تاثير حاسم على ابنائي للتوقف عن الوجبات السريعة، بعد ان فشلت جهودي في اقناعهم بذلك، وللعلم بذلت كل شركات الوجبات السريعة جهود كبيرة لمنع الفيلم لكنه خرج للعرض ليقنع الملايين بالادلة الطبية والعلمية الدامغة، في اطار درامي شيق، بالخطورة الجسيمة لهذا الادمان . انصحكم بمشاهدته مع الابناء، واتركوهم ليتخذوا القرار بأنفسهم ولن تندموا، لكن اعتقد أنه من المناسب عدم طلب وجبات سريعة ” ديليفري ” اثناء المشاهدة .
د. حسني الخولي
