الزبادي عبارة عن حليب معقم يتم تلقيحه بمزرعة من الميكروبات المرغوبة (بكتريا حامض اللاكتيك) ثم تحضينه على حرارة ملائمة يتحول بعدها إلى كتله طرية تحفظ في درجة حرارة منخفضة لحين استهلاكها. وننصح بتناوله يوميًا باعتباره ذي قيمة غذائية عالية.
فما سر هذه القيمة.. وتلك النصيحة؟
يمكن أن يكون الزبادي أفضل طعام للأمعاء، لأنه أسهل هضمًا وألذ طعمًا وأطيب رائحة، إلى جانب ما يحتويه من عناصر غذائية كالبروتين والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات، وكذا كائنات مجهرية هامة لا غنى للجسم السليم عنها لكونها مادة حافظة للجهاز الهضمي وتحمي الإنسان من الأمراض المختلفة.
ويوصي الباحثون بتناول اللبن الزبادي للتغلب على حالة الضغط النفسي والقلق والإجهاد اليومي، وهناك عشرة أسباب جعلت من الزبادي غذاء صحيًا ذي قيمة عاليةً، منها أنه يوصف في حالات طبية مثل انتفاخ البطن والتقلصات التي تحدث للبعض عند شربهم للحليب لعدم قدرتهم على هضم سكر الحليب بسبب نقص أنزيم اللاكتيز لديهم الذي يقوم بتحليل سكر الحليب.
لذا فإن هؤلاء الناس يمكن أن يحصلوا على احتياجاتهم من الحليب باستهلاك الزبادي الذي يتميز باحتوائه على أنزيم اللاكتيز اللازم لتحليل سكر الحليب إلى سكريات بسيطة سهلة الهضم.
وتعمل بكتيريا الزبادي كذلك على تحليل بروتين الحليب وتجعله أسهل هضمًا وامتصاصًا، وهذا مفيد للأطفال الرضع والمسنين.
صحة القولون
وهناك نصيحة طبية مفادها (أنك صحيح بحسب قولونك) فإذا أكلت اللبن الزبادي فسوف تفيد القولون في حالتين، فبكتيريا الزبادي تقلل من خطر سرطان القولون حيث تعوق من تحويل الصفراء إلى أحماض الصفراء المسرطنة، وكذلك تمنع نشاط المركبات الضاره مثل nitrates و Nitrites قبل تحولها إلى Nitroseamine وهو مركب مسرطن.
كما أن كالسيوم الزبادي يقلل من خطر سرطان القولون بمنعه للنمو الزائد للخلايا المبطنة للقولون المسببة للسرطان، ويقوم الكالسيوم أيضًا بربط أحماض الصفراء المسببة للسرطان، وقد بينت إحدى الدراسات أن استهلاك الكالسيوم بمعدل 1.2 غم يوميًا حوالي 600 غرام زبادي يؤدي إلى خفض الإصابة بالسرطان بنسبة 75%.
أن بكتيريا الزبادي تستخدم كعلاج لتلوث الأمعاء بفعلها المضاد على الكثير من البكتيريا المرضية المنتجة سمومًا داخلية ينتج عنها الإسهال، ولذا يعد الزبادي غذاء شافيًا للأمعاء وللأطفال الذين يعانون من مشاكل هضمية أو إسهالات.
كما ينصح باستعمال الزبادي يوميًا للأشخاص الذين يستخدمون أدوية المضادات الحيوية لأن الزبادي يحد من التأثيرات السلبية لها على البكتيريا النافعة في الأمعاء ويعوض ما تلف منها.
مصدر للكالسيوم والبروتين
الزبادي أفضل مصدر للكالسيوم مقارنة بأي أغذية أخرى حيث إن نسبته في الزبادي يساوي عشر مرات لما في اللحوم. وبالتالي فقد يحدث نقص للكاليسوم في غذاء الأشخاص الذين لا يستهلكون منتجات الألبان.
وترجع أهمية الكالسيوم في تكوين العظام والأسنان، حيث إن انخفاض نسبته في الغذاء يؤدي إلى الإصابة بلين العظام وأمراض القلب بسبب التجلط.
إن استهلاك 230 غم زبادي يوميًا يغطي نصف احتياجات الأطفال، و40% من احتياجات البالغين من الكالسيوم. وربما لهذا السبب فإن بروتين الزبادي يسمى (High quality) أي عالي الجودة لأنه يتميز باحتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية وبناء الجسم.
كما أنه ذو قيمة حيوية عالية تصل إلى 87%، أي أن الاستفادة منه وامتصاصه داخل الجسم تصل إلى 87%، وهي تفوق الكثير من الأغذية.
ويعد بروتين الزبادي Predigested، أي بروتين مهضوم مسبقًا، وهو بذلك مناسب للأطفال الرضع ومرضى المعدة لسهولة هضمه.
يخفض الكولسترول ويحسن المناعة
إن قدرة الزبادي على تخفيض نسبة الكولسترول، ترجع لقيام بكتيريا الزبادي بإنتاج مادة Hydroxy methyl glutarate التي تثبط من تخليق الكولسترول المسبب لأمراض تصلب الشرايين.
وقد ذكر بعض الباحثين أن بكتيريا الزبادي تمثل أو تمتص الكولسترول وتخفض من نسبته في الجسم، وأن الذين يستهلكون زبادي يوميًا اكتسبوا مستويات عالية من المناعة حيث إن هذه البكتيريا تحفز عمل خلايا الدم البيضاء في مجرى الدم.
ويعتبر الزبادي علاجًا لظاهرة الإمساك التي تتفشى عند المسنين- فهو مادة غذائية مهضومة مسبقًا تناسب أمعاء المسنين الذين يعانون من انخفاض كفاءة الهضم والامتصاص نتيجة لتقدم العمر.
ويعمل على تثبيط إفراز السموم بواسطة المسببات المرضية وتطردها خارجًا، وهو مصدر ممتاز للكالسيوم المفيد للعظام الهشة Osteaporsis عند المسنين.
أن كثرة استخدام الأدوية لدى المسنين تضعف العمليات المناعية، وفي مقابل ذلك فإن تناول الزبادي يوميًا يقوي المناعة، ويقلل من تراكم الدهون عندهم ويحميهم من أمراض تصلب الشرايين.
د. مطهر شرف شيبان – أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان – صنعاء
