سواء كنت تتناولين كميات قليلة من الأكل أو حتى خاضعة لأحد برامج التخسيس بشكل أو آخر، إلا أن عليك الحذر مع ذلك.
فبعد عقد من الزمن قد تعانين من زيادة الوزن بصرف النظر عن وزنك الآن. وذلك حسب ما كشفت عنه دراسة حديثة تعد بمثابة استشراف لزيادة الوزن في المستقبل.
الدراسة حللت على مدى 12 سنة أنماط تناول الطعام عند 787 امرأة، مع ملاحظة أن معدل عمر المشاركات وقت بدء الدراسة كان 45 سنة. وعند بداية الدراسة لم تكن أي من النسوة تعاني من زيادة وزن، ولكن بعد 12 سنة تغير الحال، حيث تم تقسيم العينة إلى المجموعات التالية:
– نساء أكثرن من الحلويات والدهون: وهؤلاء كانت نسب زيادة أوزانهن هي الأكبر، فقد أصبح 41% منهن زائدات وزن بعد مرور هذه الفترة.
– نساء أكلن بمعدلات منخفضة: ورغم أنهن أقل تناولاً للسعرات، فلم يكن بأفضل حالاً، حيث تأرجحت أوزانهن كثيرًا بين الزيادة والنقص. ويبدو أن السبب يعود إلى أنهن كن يصبن بالنهم الفجائي للطعام. وقد تعرض 30% منهن لزيادة وزن.
– نساء توسطن في تناول الطعام: وهذا النمط يعد صحيا، حسب المعدلات المتعارف عليها.
– مجموعة تناولت الطعام المفيد للقلب: فكن أكثر تنويعًا للطعام، وتناولن طعامًا قليل الدسم، مع استبدال البقول بالدهون وتناول لحوم قليلة الدهون، وذلك حسب ما ينادي به خبراء التغذية. ولكن حتى بين هؤلاء حدث زيادة في الوزن، إلا أنها لم تتعد 24%.
وقياسًا على نتائج المجموعات السابقة، فإن زيادة الوزن تحدث مهما كانت عادات الطعام، بصرف النظر عن التفاوت في نسبة الزيادة. فلماذا هذه الزيادة؟
تكشف الدراسة عن أنه رغم اتباع النساء أسلوبًا غذائيًا صحيًا، إلا أنهن مع ذلك قد لا يتبعن نموذجًا مثاليًا. فاللواتي يتناولن طعامًا بشكل قليل مثلاً يقوضن من مجهوداتهن بأنفسهن.
فإذا أكلن طعامًا أقل إلا أنه ربما لا يكون أقل دسمًا. وبعضهن قد لا يتناولن الوجبات بانتظام، ولكنهن في ذات الوقت لا يعوضن ذلك بما يحتجنه من عناصر غذائية ضرورية. وإن هذا النوع من التقييد الغذائي يصعب الاستمرار فيه لمدة طويلة، وهو ما يؤدي إلى إصابتهن بالنهم بعد حين. أما المجموعة التي تناولت الطعام المفيد للقلب، فقد ركزت على الدهون.
وفي الحقيقة، وحسب الدراسة، فإنه لا داعي لذلك. فبعض الناس قد يجعل جل اهتمامه أن يأكل دهنًا قليلاً، علما بأن جسم الإنسان يحتاج أيضًا إلى العناصر الغذائية وإلى الألياف وإلى الفيتامينات.
ويبدو أن هؤلاء، عاجلاً أو آجلاً، سوف يصبن بالنهم أيضًا في فترة من الفترات، فيكثرن فجأة من الطعام، وإن كان ذلك بالطبع بنسبة أقل من الفئات الأخرى.