من أشهر أعراض القرح المعدية الإحساس بحرقة في المعدة مع ألم شديد يظهر ويختفي لأيام قليلة أو يمتد لأسابيع. ويبدأ بعد تناول الوجبات بساعتين أو ثلاث ساعات. ويظهر في منتصف الليل عندما تكون المعدة خالية. ويختفي عادة بعد تناول الطعام. ومن الأعراض الأخرى فقد الوزن وفقد الشهية والغثيان والألم أثناء تناول الطعام والإحساس بتعب في المعدة والقيء والتجشؤ.
أصل المشكلة
يعرف المختصون أن جسم الإنسان ينتج أحماضًا قوية تهضم الطعام، وهناك بطانة فاصلة تحمي الجدر الداخلية للمعدة والاثني عشري من تأثير الأحماض. فإذا حدث وتمزقت البطانة فإن الأحماض تتلف الجدر.حيث تتسبب بكتيريا الهيليكوباكتر وعقاقير دوائية مثل الأسبرين والأيبوبروفين في إضعاف البطانة مما يؤدي إلى وصول الأحماض إلى جدار المعدة أو الاثني عشري.
ورغم أن التوتر العصبي أو الأغذية المتبلة الحريفة لا تسبب الإصابة بالقرح المعدية، لكن كلًا منها يتسبب في زيادة سوء المرض، وكذلك فإن المشروبات الكحولية والتدخين ينجم عنها زيادة الإصابة. كما تزداد احتمالات الإصابة في حالة وجود بعض أقارب مصابين بالقرح المعدية. وبلوغ سن الخمسين وما بعدها. والاضطرابات النفسية، والإجهاد الذهني.
وإذا لم يتم علاج القرح المعدية فإنها تزداد حدة، ولذلك فعند ظهور أعراض مثل ألم حاد في المعدة يستمر ولا يختفي بعد فترة. أو إخراج براز أسود أو دموي. أو قيء دموي أو قيء يشبه راسب القهوة. فإن هذا يعني أن القرحة انتشرت في جدار المعدة أو الاثني عشري. وأنها قد تسببت في تمزق وعاء دموي. وإن القرحة منعت الغذاء من التحرك من المعدة إلى الاثني عشري، مما يتطلب العلاج السريع، وربما يحتاج إجراء عملية جراحية.
الاكتشاف والعلاج
إذا ظهرت الأعراض فعلى المريض المبادرة بالذهاب للطبيب، وقد يقوم بعمل أشعة إكس على المعدة والاثني عشري، أو استخدام أنبوبة رفيعة مضيئة مزودة بكاميرا دقيقة في نهايتها، لترى داخل المعدة والاثني عشري. وسيعطي الطبيب دواء يجعل المريض يشعر بالاسترخاء لتمرير هذه الأنبوبة خلال الفم حتى وصولها إلى المعدة والاثني عشري. وقد يستخرج الطبيب قطعة متناهية الصغر من المعدة لفحصها تحت الميكروسكوب. وفي حالة الإصابة يفحص الطبيب التنفس والدم أو الأنسجة ليتحقق من أن البكتيريا هيليكوباكتر هي التي سببت القرحة.
ويتم علاج القرح المعدية باستخدام أدوية تمنع المعدة من إنتاج الأحماض، مثل:Proton pump inhibitors or Histamine receptor blockers، أو مضادات حيوية لقتل البكتريا. وتبعًا لحالة الإصابة، فقد يحتاج المريض إلى واحد أو أكثر من هذه الأدوية لأسابيع قليلة لوقف الإحساس بالألم، والتئام قرحة المعدة أو الاثني عشري. مع المداومة على تناول الأدوية حتى بعد اختفاء الشعور بالألم. وإذا تسببت الأدوية في الإحساس بالتعب أو الخمول أو الصداع أو الإسهال فيمكن استشارة الطبيب لاستبدالها وتناول أدوية أخرى ليس لها هذه الآثار الجانبية. أما إذا كانت الأدوية غير الاستيرودية المضادة للالتهابات هي التي سببت الإصابة بالقرح المعدية، فيجب التوقف عن تناولها فورًا، والتوقف عن التدخين لأنه يعمل على إبطاء التئام القرح المعدية.
ويساعد استخدام مضادات الأحماض في العلاج، لأنها تقلل من الشعور بالألم وتعجل بالتئام القرح المعدية. وينصح بتناولها عدة مرات في اليوم، ولكن
القرحة المعدية قد تظهر ثانية حتى بعد اختفاء الألم، أو عند التوقف عن تناول المضادات الحيوية فجأة لأنه لا يتم القضاء على كل البكتيريا فضلًا عن عدم شفاء القرح تمامًا. وكذلك في حالة الاستمرار في التدخين أو تناول الأدوية غير الاستيرودية المضادة للالتهابات فإن القرح المعدية تعود للظهور مرة أخرى.
أما في حالة عدم التئام القرح المعدية (في كثير من الحالات يتم التئامها باستخدام الأدوية)، فيجب إجراء العمليات الجراحية خاصة إذا كانت القرح المعدية لا تلتئم،أو تعود مرة أخرى، أو تزداد انتشارًا، وتسبب الإدماء، أو تسبب انسدادًا في المعدة والاثني عشري. وفي هذه الحالة فإن الجراحة ستؤدي إلى إزالة أو استئصال القرحة.
والقرح المعدية قد تكون مؤقتة حادة فتظهر أعراضها وتتحسن بسرعة بالعلاج. وقد تكون مزمنة فتستمر أعراضها لفترات طويلة وتكون أعمق، وبينما تلتئم القرح المؤقتة في وقت قصير ولا تترك آثارًا فإن القرح المزمنة تترك ندبة بعد التئامها.
وبعض المصابين بالقرح المعدية لا تظهر عليهم أعراض، ولكن بعضهم يشكون من آلام غير عادية عادة أسفل عظمة الصدر. وألم حاد في المعدة مباشرة بعد الأكل يخف تمامًا في حالة قرحة الاثني عشري بعد الأكل أو بعد شرب اللبن.
التغذية العلاجية
للتغذية دور هام في علاج مرضى القرح المعدية، وذلك على النحو التالي:
– تجنب منتجات الألبان والسكر، وعدم تتناول القهوة لاحتوائها على زيوت تسبب إثارة القرحة.
– استبعاد الوجبات الغذائية المسببة للحساسية.
– أن تتضمن أغذية محتوية على الكبريت، مثل الثوم، والبصل، والبروكلي، والكرنب، والقرنبيط.
– الموز غذاء ممتاز ومفيد لمرضى القرحة.
– فيتامين (ج) (1000 ملليجرام 3 مرات يوميًا).
– فيتامين (هـ) (400 وحدة دولية يوميًا).
– عدم تناول كميات كبيرة من الطعام لأنها تتسبب في ظهور أعراض مؤلمة.
– تناول الفواكه والخضر لغناها بالألياف ومنع تكوين القرح وتسرع من التئامها.
– التفاح والكرفس والشاي الأخضر والشاي الأسود والبروكلي، غنية بمركبات تمنع نمو البكتيريا.
– تناول (2- 3 كوب لبن يوميًا).
– كميات معتدلة من الخضروات المسلوقة والبيض المسلوق والأرز باللبن والمهلبية وعصير الفاكهة والطماطم.
– التوابل والفلفل عامة يجب استخدامها باعتدال أو تجنبها إذا كانت تسبب استثارة للمعدة.
الحميات الغذائية
– في حالة الالتهاب الحاد لغشاء المعدة: يفضل نقل المريض إلى المستشفى في اليومين الأولين للخضوع لإشراف دقيق على نظامه الغذائي، وتناول الماء الفاتر فقط أو أعشاب مثل البابونج. وبعد انتهاء هذه الفترة يتناول حساء الخضر مع قليل من الأرز أو الشعيرية.
وفي اليوم الثالث يأكل قليلًا من الجبنة البيضاء وخبز غير طازج أو محمص وحساء لحم البقر وتفاح مسلوق. مع مضغ الطعام على مهل، واستراحة المريض في سريره مدة نصف ساعة على الأقل بعد كل وجبة وتغطية معدته بقطعة أقمشة دافئة، وأن يتناول بعد كل وجبة فنجانًا فاترًا من النعناع أو البابونج. ويستمر في اتباع هذا النظام من 8 –10 أيام، يبدأ بعدها في تناول أغذية مسموح بها وهي اللحم والدجاج المشوي أو المسلوق جيدًا، والسمك المشوي غير الدهني، واللبن الزبادي والجبن قليل الدسم والخضر والفواكه المسلوقة.
– الالتهاب المزمن لغشاء المعدة: عدم الإفراط في تناول الطعام، والالتزام بنظام غذائي صارم بحيث يمتنع عن الأطعمة الضارة.
ويوضح الجدول التالي النظام الغذائي لمرضى التهاب غشاء المعدة:
أطعمة مسموح بها | أطعمة ممنوعة |
الأطعمة المنشطة لإفرازات المعدة: – شوربة اللحوم الحمراء. – شوربة الخضراوات والخضراوات المسلوقة (بطاطس– كوسة– جزر). – اللحم البقري أو لحم العجول أو لحم الدجاج أو سمك غير دهني، على أن يكون مسلوقًا أو مشويًا جيدًا. – الألبان والجبن قليلة الدسم. – الخبز البائت أو المحمص والبسكويت. – الفواكه المسلوقة وخشاف الفواكه. – الزبد والزيوت غير المعاملة حراريًا. | – اللحوم الدهنية أو المصنعة أو المعلبة أو المجففة. – الخيار والبصل والفجل والفاصوليا والباميا والبسلة والفلفل الأخضر. – الحمص والعدس والفول والفاصوليا الجافة والبرغل. – الأغذية المقلية والكاتشب والصلصات المتبلة الحريفة والتوابل والثوم والخردل. – الحلوى والشيكولاته. – عصائر الفواكه المكثفة. – القهوة والشاي. – الأغذية المملحة والمخللات. |
قواعد الحمية
عند إعداد حمية غذائية يراعى كتابة التوصيات الغذائية التي على المريض اتباعها بدقة، وتتضمن تحديد مواعيد تناول الطعام ونوعيته بما يتفق مع حالة المريض ووظيفته والعادات الغذائية لديه. ويختلف النظام الغذائي لمرضى القرحة تبعًا لطبيعة القرحة (حادة أو مزمنة)؛ لأن القرحة الحادة حالة طارئة تستوجب علاجًا فوريا وسريعًا لتدارك مضاعفاتها الخطيرة.
وبصفة عامة فإن اتباع نظام غذائي ذي وجبات صغيرة متكررة له فائدة أكثر أهمية من نوعية الطعام، لذلك يفضل تناول وجبة كل 2-3 ساعات حتى لا تترك المعدة فارغة (المعدة تفرغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة خلال 2 أو 3 ساعات بعد الأكل). ويفضل أن يكون حجم الوجبة صغيرًا حتى لا يحدث انتفاخ وتعب للمريض.
ولابد من أخذ هذه الاعتبارات عند إعداد حمية غذائية للمرضى:
– السعرات: توفير الاحتياجات السعرية اليومية للمرضى تبعا لعمرهم وجنسهم ووظائفهم.
– البروتينات: يحصل المريض على ما يعادل 1.2 جرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزن جسمه يوميًا. وينصح بإعطاء اللبن في منتصف النهار بواقع نصف كوب كل مرة. ويؤخذ اللبن كغذاء للوقاية من الإصابة بالقرحة، ويساعد إلى حد ملموس على سرعة التئامها وشفائها. وهناك أغذية تزيد من إفراز العصارات المعدية مثل اللحوم والأسماك والدجاج ومنتجات الألبان ومرق اللحم، يجب الإقلال منها عامة، وتجنب تناول مرق اللحم لأنه مضر بالمريض.
– الدهون: ينصح بتناول القشدة والزبد وزيت الزيتون خاصة في حالة المرضى النحاف، مع تجنب الأطعمة المقلية في الزيوت والدهون لأنها أصعب هضمًا وتؤدي إلى زيادة حدة القرحة.
– الكربوهيدرات: الخضراوات المطهية جيدًا والبطاطس ومنتجات القمح والذرة، وعدم تناول الخضراوات النيئة والقطع الكبيرة من الخضراوات المطهية. ويفضل تناول الأرز الأبيض باستمرار، والذرة المطبوخة جيدًا في صورة وجبات صغيرة.
– الفيتامينات: يساعد إعطاء المرضى 100000 وحدة دولية فيتامين (أ) يوميًا لمدة شهر على التئام القرحة وحماية الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء. كما يوصى بإعطائهم فيتامين مركب ب B-complex 50 ملليجرام 3 مرات يوميًا، وكذلك فيتامين ك 100 ميكروجرام يوميًا لسرعة التئام القرحة ومنع النزيف.
– التوابل: الامتناع عن إضافة التوابل والبهارات والشطة والفلفل والكاتشب والصلصات الحريفة والحارة والمثيرة للغشاء المخاطي للمعدة.
– المشروبات: شرب الشاي والقهوة بكثرة يزيد من حدة أعراض القرحة. وعدم يتناول أكثر من 2 كوب منها يوميًا، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية المكرنبة، وعصائر الموالح (الليمون والبرتقال والأناناس) خاصة في المراحل الحادة من قرحة المعدة.
وفي جميع الأحوال تترك المشروبات الساخنة مثل الشاي والمشروبات الأخرى لتبرد قبل شربها. وشرب العصير الطازج المحضر من الكرنب يوميًا بمجرد الانتهاء من عصره.
– تجنب التدخين: تمامًا لما له من تأثير معاكس على التئام القرحة.
– تجنب الأغذية المولدة للغازات: مثل البصل والكرنب والقرنبيط والخيار والفلفل الأخضر واللفت والبقول؛ لأنها تحدث انتفاخًا وتزيد من الشعور بالآلام لمرضى القرحة.
وصايا للمرضى
أخيرًا نقدم الوصايا التالية لمرضى قرحة المعدة وقرحة الاثني عشري:
– تناول كميات كبيرة من الخضراوات الورقية داكنة الخُضرة لمساعدتها في التئام القرحة.
– تجنب شرب القهوة والمشروبات الكحولية بأنواعها المختلفة.
– تناول العصير الطازج بعد عصر الكرنب مباشرة.
– في حالة شدة حدة أعراض القرحة تناول أغذية طرية مثل الأفوكادو، الموز، البطاطس، القرع العسلي.
– تناول وجبات صغيرة تشتمل على الذرة المطبوخة جيدًا، الأرز الأبيض المطبوخ، ومنتجات الألبان المتخمرة.
– تناول عصير الشعير، عصير القمح، عصير البرسيم لاحتوائها على عوامل مضادة للقرحة.
– تناول كوب كبير من الماء لسرعة تخفيف الألم.
– تجنب الأغذية المقلية، والشاي، والكافيين، والملح، والشيكولاته، والتوابل، والدهون الحيوانية.
– عدم شرب اللبن البقري، ويمكن تناول لبن اللوز كبديل جيد.
– عدم شرب المشروبات الساخنة إلا بعد تركها تبرد قبل الشرب.
– الحرص على أن يكون القولون نظيفًا، وتناول حقن مطهرة بانتظام.
– الامتناع عن التدخين لأنه يؤخر أو يمنع التئام القرحة.
– اجتناب تناول مسكنات الألم مثل الأسبرين والأيبوبروفين.
– تجنب الانفعالات والضغوط النفسية والعصبية.
أغذية وحميات.. لعلاج قرحة المعدة
من أشهر أعراض القرح المعدية الإحساس بحرقة في المعدة مع ألم شديد يظهر ويختفي لأيام قليلة أو يمتد لأسابيع. ويبدأ بعد تناول الوجبات بساعتين أو ثلاث ساعات. ويظهر في منتصف الليل عندما تكون المعدة خالية. ويختفي عادة بعد تناول الطعام. ومن الأعراض الأخرى فقد الوزن وفقد الشهية والغثيان والألم أثناء تناول الطعام والإحساس بتعب في المعدة والقيء والتجشؤ.
أصل المشكلة
يعرف المختصون أن جسم الإنسان ينتج أحماضًا قوية تهضم الطعام، وهناك بطانة فاصلة تحمي الجدر الداخلية للمعدة والاثنا عشر من تأثير الأحماض. فإذا حدث وتمزقت البطانة فإن الأحماض تتلف الجدر.حيث تتسبب بكتيريا الهيليكوباكتر وعقاقير دوائية مثل الأسبرين والأيبوبروفين في إضعاف البطانة مما يؤدي إلى وصول الأحماض إلى جدر المعدة أو الاثنا عشر.
ورغم أن التوتر العصبي أو الأغذية المتبلة الحريفة لا تسبب الإصابة بالقرح المعدية، لكن كلًا منها يتسبب في زيادة سوء المرض، وكذلك فإن المشروبات الكحولية والتدخين ينجم عنها زيادة الإصابة. كما تزداد احتمالات الإصابة في حالة وجود بعض أقارب مصابين بالقرح المعدية. وبلوغ سن الخمسين وما بعدها. والاضطرابات النفسية، والإجهاد الذهني.
وإذا لم يتم علاج القرح المعدية فإنها تزداد حدة، ولذلك فعند ظهور أعراض مثل ألم حاد في المعدة يستمر ولا يختفي بعد فترة. أو إخراج براز أسود أو دموي. أو قيء دموي أو قيء يشبه راسب القهوة. فإن هذا يعني أن القرحة انتشرت في جدار المعدة أو الاثني عشري. وأنها قد تسببت في تمزق وعاء دموي. وإن القرحة منعت الغذاء من التحرك من المعدة إلى الاثني عشري. مما يتطلب العلاج السريع، وربما يحتاج إجراء عملية جراحية.
الاكتشاف والعلاج
إذا ظهرت الأعراض فعلى المريض المبادرة بالذهاب للطبيب، وقد يقوم بعمل أشعة إكس على المعدة والاثني عشري، أو استخدام أنبوبة رفيعة مضيئة مزودة بكاميرا دقيقة في نهايتها، لترى داخل المعدة والاثني عشري. وسيعطي الطبيب دواء يجعل المريض يشعر بالاسترخاء لتمرير هذه الأنبوبة خلال الفم حتى وصولها إلى المعدة والاثني عشري. وقد يستخرج الطبيب قطعة متناهية الصغر من المعدة لفحصها تحت الميكروسكوب. وفي حالة الإصابة يفحص الطبيب التنفس والدم أو الأنسجة ليتحقق من أن البكتيريا هيليكوباكتر هي التي سببت القرحة.
ويتم علاج القرح المعدية باستخدام أدوية تمنع المعدة من إنتاج الأحماض، مثل:Proton pump inhibitors or Histamine receptor blockers، أو مضادات حيوية لقتل البكتريا. وتبعًا لحالة الإصابة، فقد يحتاج المريض إلى واحد أو أكثر من هذه الأدوية لأسابيع قليلة لوقف الإحساس بالألم، والتئام قرحة المعدة أو الاثني عشري. مع المداومة على تناول الأدوية حتى بعد اختفاء الشعور بالألم. وإذا تسببت الأدوية في الإحساس بالتعب أو الخمول أو الصداع أو الإسهال فيمكن استشارة الطبيب لاستبدالها وتناول أدوية أخرى ليس لها هذه الآثار الجانبية. أما إذا كانت الأدوية غير الاستيرودية المضادة للالتهابات هي التي سببت الإصابة بالقرح المعدية، فيجب التوقف عن تناولها فورًا، والتوقف عن التدخين لأنه يعمل على إبطاء التئام القرح المعدية.
ويساعد استخدام مضادات الأحماض في العلاج، لأنها تقلل من الشعور بالألم وتعجل بالتئام القرح المعدية. وينصح بتناولها عدة مرات في اليوم، ولكن
القرحة المعدية قد تظهر ثانية حتى بعد اختفاء الألم، أو عند التوقف عن تناول المضادات الحيوية فجأة لأنه لا يتم القضاء على كل البكتيريا فضلًا عن عدم شفاء القرح تمامًا. وكذلك في حالة الاستمرار في التدخين أو تناول الأدوية غير الاستيرودية المضادة للالتهابات فإن القرح المعدية تعود للظهور مرة أخرى.
أما في حالة عدم التئام القرح المعدية (في كثير من الحالات يتم التئامها باستخدام الأدوية)، فيجب إجراء العمليات الجراحية خاصة إذا كانت القرح المعدية لا تلتئم،أو تعود مرة أخرى، أو تزداد انتشارًا، وتسبب الإدماء، أو تسبب انسدادًا في المعدة والاثني عشري. وفي هذه الحالة فإن الجراحة ستؤدي إلى إزالة أو استئصال القرحة.
والقرح المعدية قد تكون مؤقتة حادة فتظهر أعراضها وتتحسن بسرعة بالعلاج. وقد تكون مزمنة فتستمر أعراضها لفترات طويلة وتكون أعمق، وبينما تلتئم القرح المؤقتة في وقت قصير ولا تترك آثارًا فإن القرح المزمنة تترك ندبة بعد التئامها.
وبعض المصابين بالقرح المعدية لا تظهر عليهم أعراض، ولكن بعضهم يشكون من آلام غير عادية عادة أسفل عظمة الصدر. وألم حاد في المعدة مباشرة بعد الأكل يخف تمامًا في حالة قرحة الاثني عشري بعد الأكل أو بعد شرب اللبن.
التغذية العلاجية
للتغذية دور هام في علاج مرضى القرح المعدية، وذلك على النحو التالي:
– تجنب منتجات الألبان والسكر، وعدم تتناول القهوة لاحتوائها على زيوت تسبب إثارة القرحة.
– استبعاد الوجبات الغذائية المسببة للحساسية.
– أن تتضمن أغذية محتوية على الكبريت، مثل الثوم، والبصل، والبروكلي، والكرنب، والقرنبيط.
– الموز غذاء ممتاز ومفيد لمرضى القرحة.
– فيتامين (ج) (1000 ملليجرام 3 مرات يوميًا).
– فيتامين (هـ) (400 وحدة دولية يوميًا).
– عدم تناول كميات كبيرة من الطعام لأنها تتسبب في ظهور أعراض مؤلمة.
– تناول الفواكه والخضر لغناها بالألياف ومنع تكوين القرح وتسرع من التئامها.
– التفاح والكرفس والشاي الأخضر والشاي الأسود والبروكلي، غنية بمركبات تمنع نمو البكتيريا.
– تناول (2- 3 كوب لبن يوميًا).
– كميات معتدلة من الخضروات المسلوقة والبيض المسلوق والأرز باللبن والمهلبية وعصير الفاكهة والطماطم.
– التوابل والفلفل عامة يجب استخدامها باعتدال أو تجنبها إذا كانت تسبب استثارة للمعدة.
الحميات الغذائية
– في حالة الالتهاب الحاد لغشاء المعدة: يفضل نقل المريض إلى المستشفى في اليومين الأولين للخضوع لإشراف دقيق على نظامه الغذائي، وتناول الماء الفاتر فقط أو أعشاب مثل البابونج. وبعد انتهاء هذه الفترة يتناول حساء الخضر مع قليل من الأرز أو الشعيرية.
وفي اليوم الثالث يأكل قليلًا من الجبنة البيضاء وخبز غير طازج أو محمص وحساء لحم البقر وتفاح مسلوق. مع مضغ الطعام على مهل، واستراحة المريض في سريره مدة نصف ساعة على الأقل بعد كل وجبة وتغطية معدته بقطعة أقمشة دافئة، وأن يتناول بعد كل وجبة فنجانًا فاترًا من النعناع أو البابونج. ويستمر في اتباع هذا النظام من 8 –10 أيام، يبدأ بعدها في تناول أغذية مسموح بها وهي اللحم والدجاج المشوي أو المسلوق جيدًا، والسمك المشوي غير الدهني، واللبن الزبادي والجبن قليل الدسم والخضر والفواكه المسلوقة.
– الالتهاب المزمن لغشاء المعدة: عدم الإفراط في تناول الطعام، والالتزام بنظام غذائي صارم بحيث يمتنع عن الأطعمة الضارة.
ويوضح الجدول التالي النظام الغذائي لمرضى التهاب غشاء المعدة:
أطعمة مسموح بها | أطعمة ممنوعة |
– الأطعمة المنشطة لإفرازات المعدة: – شوربة اللحوم الحمراء. – شوربة الخضراوات والخضراوات المسلوقة (بطاطس– كوسة– جزر). – اللحم البقري أو لحم العجول أو لحم الدجاج أو سمك غير دهني، على أن يكون مسلوقًا أو مشويًا جيدًا. – الألبان والجبن قليلة الدسم. – الخبز البائت أو المحمص والبسكويت. – الفواكه المسلوقة وخشاف الفواكه. – الزبد والزيوت غير المعاملة حراريًا. | – اللحوم الدهنية أو المصنعة أو المعلبة أو المجففة. – الخيار والبصل والفجل والفاصوليا والباميا والبسلة والفلفل الأخضر. – الحمص والعدس والفول والفاصوليا الجافة والبرغل. – الأغذية المقلية والكاتشب والصلصات المتبلة الحريفة والتوابل والثوم والخردل. – الحلوى والشيكولاته. – عصائر الفواكه المكثفة. – القهوة والشاي. – الأغذية المملحة والمخللات. |
قواعد الحمية
عند إعداد حمية غذائية يراعى كتابة التوصيات الغذائية التي على المريض اتباعها بدقة، وتتضمن تحديد مواعيد تناول الطعام ونوعيته بما يتفق مع حالة المريض ووظيفته والعادات الغذائية لديه. ويختلف النظام الغذائي لمرضى القرحة تبعًا لطبيعة القرحة (حادة أو مزمنة)؛ لأن القرحة الحادة حالة طارئة تستوجب علاجًا فوريا وسريعًا لتدارك مضاعفاتها الخطيرة.
وبصفة عامة فإن اتباع نظام غذائي ذي وجبات صغيرة متكررة له فائدة أكثر أهمية من نوعية الطعام، لذلك يفضل تناول وجبة كل 2-3 ساعات حتى لا تترك المعدة فارغة (المعدة تفرغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة خلال 2 أو 3 ساعات بعد الأكل). ويفضل أن يكون حجم الوجبة صغيرًا حتى لا يحدث انتفاخ وتعب للمريض.
ولابد من أخذ هذه الاعتبارات عند إعداد حمية غذائية للمرضى:
– السعرات: توفير الاحتياجات السعرية اليومية للمرضى تبعا لعمرهم وجنسهم ووظائفهم.
– البروتينات: يحصل المريض على ما يعادل 1.2 جرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزن جسمه يوميًا. وينصح بإعطاء اللبن في منتصف النهار بواقع نصف كوب كل مرة. ويؤخذ اللبن كغذاء للوقاية من الإصابة بالقرحة، ويساعد إلى حد ملموس على سرعة التئامها وشفائها. وهناك أغذية تزيد من إفراز العصارات المعدية مثل اللحوم والأسماك والدجاج ومنتجات الألبان ومرق اللحم، يجب الإقلال منها عامة، وتجنب تناول مرق اللحم لأنه مضر بالمريض.
– الدهون: ينصح بتناول القشدة والزبد وزيت الزيتون خاصة في حالة المرضى النحاف، مع تجنب الأطعمة المقلية في الزيوت والدهون لأنها أصعب هضمًا وتؤدي إلى زيادة حدة القرحة.
– الكربوهيدرات: الخضراوات المطهية جيدًا والبطاطس ومنتجات القمح والذرة، وعدم تناول الخضراوات النيئة والقطع الكبيرة من الخضراوات المطهية. ويفضل تناول الأرز الأبيض باستمرار، والذرة المطبوخة جيدًا في صورة وجبات صغيرة.
– الفيتامينات: يساعد إعطاء المرضى 100000 وحدة دولية فيتامين (أ) يوميًا لمدة شهر على التئام القرحة وحماية الغشاء المخاطي للمعدة والأمعاء. كما يوصى بإعطائهم فيتامين مركب ب B-complex 50 ملليجرام 3 مرات يوميًا، وكذلك فيتامين ك 100 ميكروجرام يوميًا لسرعة التئام القرحة ومنع النزيف.
– التوابل: الامتناع عن إضافة التوابل والبهارات والشطة والفلفل والكاتشب والصلصات الحريفة والحارة والمثيرة للغشاء المخاطي للمعدة.
– المشروبات: شرب الشاي والقهوة بكثرة يزيد من حدة أعراض القرحة. وعدم يتناول أكثر من 2 كوب منها يوميًا، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية المكرنبة، وعصائر الموالح (الليمون والبرتقال والأناناس) خاصة في المراحل الحادة من قرحة المعدة.
وفي جميع الأحوال تترك المشروبات الساخنة مثل الشاي والمشروبات الأخرى لتبرد قبل شربها. وشرب العصير الطازج المحضر من الكرنب يوميًا بمجرد الانتهاء من عصره.
– تجنب التدخين:تمامًا لما له من تأثير معاكس على التئام القرحة.
– تجنب الأغذية المولدة للغازات: مثل البصل والكرنب والقرنبيط والخيار والفلفل الأخضر واللفت والبقول؛ لأنها تحدث انتفاخًا وتزيد من الشعور بالآلام لمرضى القرحة.
وصايا للمرضى
أخيرًا نقدم الوصايا التالية لمرضى قرحة المعدة وقرحة الاثني عشري:
– تناول كميات كبيرة من الخضراوات الورقية داكنة الخُضرة لمساعدتها في التئام القرحة.
– تجنب شرب القهوة والمشروبات الكحولية بأنواعها المختلفة.
– تناول العصير الطازج بعد عصر الكرنب مباشرة.
– في حالة شدة حدة أعراض القرحة تناول أغذية طرية مثل الأفوكادو، الموز، البطاطس، القرع العسلي.
– تناول وجبات صغيرة تشتمل على الذرة المطبوخة جيدًا، الأرز الأبيض المطبوخ، ومنتجات الألبان المتخمرة.
– تناول عصير الشعير، عصير القمح، عصير البرسيم لاحتوائها على عوامل مضادة للقرحة.
– تناول كوب كبير من الماء لسرعة تخفيف الألم.
– تجنب الأغذية المقلية، والشاي، والكافيين، والملح، والشيكولاته، والتوابل، والدهون الحيوانية.
– عدم شرب اللبن البقري، ويمكن تناول لبن اللوز كبديل جيد.
– عدم شرب المشروبات الساخنة إلا بعد تركها تبرد قبل الشرب.
– الحرص على أن يكون القولون نظيفًا، وتناول حقن مطهرة بانتظام.
– الامتناع عن التدخين لأنه يؤخر أو يمنع التئام القرحة.
– اجتناب تناول مسكنات الألم مثل الأسبرين والأيبوبروفين.
– تجنب الانفعالات والضغوط النفسية والعصبية.
أ.د.محمد كمال السيد – أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية