يشكل حب الشباب للوجه مشكلة نفسية وصحية وجمالية للفتيات.. فبسبب هذه المشكلة تفقد بشرتها النضارة والنعومة والجمال.. فما هي الأسباب، وكيف يمكن الوقاية منها، وعلاجها..
نشير بداية إلى وجود عاملين هامين وراء ظهور حب الشباب هما:
الأول: زيادة إفراز الغدد الدهنية من الزيوت الطبيعية بالبشرة، مع احتجاز هذه الدهون داخل قنوات الغدد الدهنية دون تصريف. وهذه الزيادة في الغالب تكون نتيجة لزيادة هرمونات الذكورة «الأندروجين»، في سن البلوغ…، وهذا ما يفسر انتشار الحبوب في هذه المرحلة.
الثاني: وجود عدوى ميكروبية تنمو وتنشط في وجود الإفرازات الدهنية الزائدة.
وهناك عوامل تزيد من ظهور هذه الحبوب مثل الاضطرابات النفسية والأرق والتوتر، وتناول حبوب منع الحمل، وازدياد رطوبة الجو، والتغيرات الهرمونية في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية.
وبشكل عام، يزداد ظهور حب الشباب في الأجواء الحارة والرطبة. وهناك نوع ينتشر في الأماكن الحارة والرطبة، يتميز بشدة حدته ويحتوي على بثرات كثيرة، وحبوب كبيرة صديدية.
كما يزداد ظهور حب الشباب في عمر السابعة عشرة في الفتيات، وعمر العشرين بين الفتيان في المتوسط.. وقد يستمر ظهوره إلى ما بعد الثلاثين، وسن البلوغ حتى الثلاثين.
وقد أثبتت بعض الإحصائيات أن أعلى نسبة إصابة بين الشباب تكون في عمر 21 سنة في الذكور، و23 سنة في الإناث.
أضف لما سبق، فقد لوحظ أن الشخص الذي أصيب أحد والديه في شبابه بحب الشباب يكون أكثر عرضة لهذا المرض عن الأشخاص الذين لم يصيب آباؤهم به. ولوحظ أيضًا أن حب الشباب يظهر بدرجة متساوية في التوائم المتماثلة، مما يبين أن للوراثة دورًا في انتقال حب الشباب بين الأجيال المختلفة عن طريق الوراثة..
أماكن وأشكال
أكثر الأماكن إصابة بحب الشباب هي الوجه والظهر والصدر وأعلى الذراعين، حيث يحتوي الجلد في هذه المناطق على غدد دهنية ضخمة نوعًا ما مقارنة بالغدد الدهنية في باقي مناطق الجسم.
أما الأشكال التي يأخذها حب الشباب فهي نقط سوداء تسمى بـ الرأس السوداء ، وحبيبات حمراء صغيرة، وبثرات صديدية صفراء، وأخرجة مؤلمة ، وأكياس عميقة.. وقد يأخذ حب الشباب نوعًا أو أكثر من هذه الأشكال.
وحب الشباب عامة نوعان:
– بسيط، ويتميز بظهور الرؤوس السوداء أو حبيبات أو بثرات سطحية، ولا يترك هذا النوع أي آثار مستديمة عند زواله.
– شديد، ويتميز بوجود بثرات عميقة، وأخرجة وأكياس.. وعادة يترك خلفه آثارًا محفورة في الجلد، مما يشوه شكل الجلد.
التخلص من حب الشباب
الهدف الهام من علاج حب الشباب هو التخلص منه دون أن يترك وراءه أثارًا مستديمة وتشوهات، وخاصة في منطقة الوجه.
خطوات العلاج..
– غسل الوجه بالماء والصابون على فترات منتظمة، حتى يتم إزالة الإفرازات الدهنية أولًا بأول ويمنع تراكمها.
– استخدام علاجات موضعية تحتوي على مواد فعالة مثل الكبريت والمضادات الحيوية الريزورسينول وبيرو كسيد البنزويل وحامض الديتوئييد. وهذه المواد توجد على هيئة لوسيونات أو كريمات أو مراهم تفيد في منع النمو الميكروبي في القنوات الدهنية، وتقلل من إفرازات الدهون وبالتالي تحد من انتشار حبوب الشباب.
– استخدام المضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة طويلة قد تصل إلى أربعة أشهر.. و لكن بجرعات صغيرة.
ويفضل مجموعات التتراسيكلين والأرثيروسين.
– في الحالات الشديدة التي تقاوم العلاجات السابقة، يفضل استخدام مشتقات حامض «الدتنوتيك»
وفي الغالب، يحتاج علاج حب الشباب إلى فترة طويلة.. ولذا لا ينبغي استعجال النتائج أو الملل من كثرة العلاج.
ومن النصائح التي تفيد المصابين بحب الشباب ما يلي:
– تجنب التوتر والقلق، فهذه العوامل تزيد من فرصة الإفرازات الدهنية وظهور الحبوب.
– عدم العبث أو عصر الحبوب، لأن هذا يساعد على انتشار العدوى وقد يسبب آثارًا
أو مضاعفات بالبشرة.
– تجنب استخدام المساحيق والمستحضرات التي تحتوي على مركبات دهنية، فهذه المركبات تساعد في انسداد فتحات الغدد الدهنية الموجودة على سطح الجلد، فتهيئ الفرصة لظهور الحبوب.
حكايات الصنفرة والكورتيزون
انتشر مؤخرًا الحديث عن «صنفرة» الوجه لعلاج حب الشباب.. ولكن هذه الصنفرة لا تستخدم في علاج الإصابات الحادة النشطة لحب الشباب.. ولكن تستخدم فقط بعد زوال النشاط الالتهابي للحبوب تمامًا، فهي تساعد على إزالة ما بقي من ندبات وآثار مشوهة للوجه من الحبوب. ويتم أحيانًا اللجوء في الحالات الشديدة، وبعد أن تفشل الوسائل السابقة في علاج حب الشباب، إلى استخدام الهرمونات مثل الكورتيزون، إما موضعيًا عن طريق الحقن الموضعي للكورتيزون بكميات قليلة في هذه البثرات التي استعصى علاجها، أو يعطي الكورتيزون عن طريق الفم.. ويتم هذا بالطبع تحت إشراف طبي.
وفي أحيان أخرى يتم اللجوء إلى استخدام الحبوب المحتوية على الاستروجين لتعادل هرمونات الذكورة (الأندروجين) التي تؤدي دورًا أساسيًا في إحداث حب الشباب.