هل تريد أن تخسر كمية من وزنك دون أن تبذل جهدًا يذكر؟
الأمر يبدو من أول وهلة غير واقعي، ولكن نتائج بحث جديد أظهرت إمكانية تحقيق ذلك عن طريق أن تستبدل بعضًا- وليس كلاً- من طعامك العالي السعرات وتتناول فواكه وخضراوات وأطعمة أخرى مكتظة بالماء تشعرك بالشبع.
وفي الدراسة التي قمنا بالإشراف عليها، تم إلزام المشتركات بتناول كمية أقل من السعرات يوميًا لا تقل عن 800 سعرة دون أن تشعر أي منها بالجوع أو رغبة في تعويض ذلك الجزء المفقود من السعرات.
لقد كان المبدأ الذي انطلقنا منه في هذه الدراسة هو: ألا تقول للناس أن عليهم أن يتناولوا كمية أقل من الطعام وكفى، لأنهم سيجوعون حتمًا إذا فعلت ذلك. ولكن ما تحاول أن تحققه هو أن تعطي الناس نوعيات من الطعام ترضي جوعهم، ولكنها أقل في السعرات.
السر في تناول طعام عالي الحجم لا عالي السعرات
من عادة الناس أن تأكل نفس الحجم من الطعام كل يوم بصرف النظر عن كمية السعرات فيها. من هنا فإن إضافة الخضراوات إلى البيتزا مثلاً أو إلى طبق المكرونة، من شأنه أن يزيد حجم هذه الأطعمة وبالتالي تقل كميات السعرات التي يتناولها الشخص، بشرط أن يظل الحجم الكلي للطعام ثابتًا.
الدراسة شملت 24 امرأة بين سن التاسعة عشرة والخامسة والثلاثين. تم خلالها تقييد حصص الطعام التي تتناولها المتطوعات بشكل صارم في يومين متتاليين كل أسبوع، مدة 4 أسابيع هي فترة الدراسة.
وكانت بعض النساء يلتزمن برنامجًا غذائيًا يبلغ عدد سعراته 2400، بينما تناولت أخريات حوالي 1600 سعرة في اليوم. هؤلاء الأخيرات كن يتناولن نفس أطعمة الأوليات ولكن تم فيها إبدال قسم من الطعام بالخضراوات والفواكه، مع الحد من السكر والدهون أيضًا. بعدها تم تقييد حجم الحصة بحيث كانت أصغر من حصص قريناتهن بمقدار 25%.
وقد أدى تقييد كميات الطعام ذات التركيز العالي من السعرات (مع الحفاظ على الحجم عن طريق الخضراوات والفواكه)، أدى إلى نقص في كميات السعرات التي تناولتها (صاحبات الحمية المقيدة) بلغ 23% في اليوم الواحد. كذلك فإن الحد من حجم الحصة أدى إلى نقص إضافي في كميات السعرات المتناولة مقدارها 12%.
بالمناسبة فإن النقص المذكور في كميات السعرات المتناولة لوحظ في اليومين المتتاليين، ويعني أن النساء لم يكن يعوضن عن نقص السعرات في اليوم الأول بتناول المزيد في اليوم التالي.
خلاصة القول، هو: أن إجراء تغييرات صغيرة في البرنامج الغذائي، مثل تقييد كمية السعرات الموجودة في الطعام عن طريق تناول طعام منخفض السعرات عالي الحجم أو تغيير حجم
الحصة، من شأنه أن يحدث تحولات كبيرة صحية على المدى الطويل.
*د. باربرا رولز (Barbara Rolls)
باحثة في جامعة بنسلفانيا (P.S.U )
