الصحة والغذاء

طعامك والعقم.. الآيس كريم يساعدك

هل تصدق أن الآيس كريم قد يساعد المرأة المتزوجة على حدوث الحمل، ولكن ليس بالطريقة الاعتيادية، حيث إن وجبة غنية بالآيس كريم مع طعام آخر غني بالدهون قد يؤدي إلى تقليل خطر أحد أنواع العقم.

فقد أظهرت دراسة حديثة أجريناها أن وجبة غنية بالآيس كريم وطعامًا آخر غنيًا بالدهون يقلل خطر أحد أنواع العقم. وتوصلنا إلى أن النساء اللواتي يأكلن منتجات ألبان قليلة الدسم مرتين أو أكثر في اليوم أكثر عرضة لمشكلات تتعلق بالحمل مرتين مقارنة بالنساء اللواتي يتناولن مثل هذه المأكولات مرة في الأسبوع، وذلك بسبب انعدام خروج البويضات من المبايض لديهن. كما أن النساء اللواتي يتناولن وجبة منتجات ألبان دسمة مرة في اليوم أقل عرضة لمواجهة مثل هذه المشاكل بنسبة 27% تقريبًا.

مع ذلك فإننا نحذر النساء من الاعتماد فقط على هذه الدراسة ونتائجها باعتبار أنها تعتمد على ما قالته لنا مجموعة من النساء على مدى سنوات وليس بناءً على تجربة علمية شاملة.

البدينات والعقم

وأظهرت الدراسة أن النساء البدينات يكن أكثر عرضة لمشاكل عدم الإنجاب حتى عندما يتم التلقيح صناعيًا في المخبر، ويتم بعدها زرعه في الرحم، حيث إن زيادة منسوب هرمون موجود بشكل طبيعي في المعدة ربما يمثل طريقة جديدة لمعالجة السمنة.

فقد تبين أن زيادة هرمون الأكسينتومودولين في المعدة يحد من الشهية للطعام ويرفع مستوى نشاط الجسم في الوقت ذاته، مما يؤدي إلى فقدان سريع لكنه صحي للوزن.

هذا الهرمون يعطي أيضًا شعورًا بالإشباع بعد تناول الوجبة، إلا أن الأشخاص البدينين يقل عندهم الهرمون عادةً مقارنة بغيرهم.

وهذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها أن الهرمون يؤدي إلى زيادة مستوى النشاط الجسدي، ويوجد هرمون الأكسينتومودولين في الجسم بشكل طبيعي، وهذا يعتبر بحد ذاته ميزة إيجابية كونه من غير المحتمل أن يكون له آثار جانبية غير جيدة.

كما أن هذا الهرمون يختلف عن العقاقير غير المحببة التي يتناولها الإنسان عادةً عندما يجب عليه تناول الأدوية الكيماوية لسنوات عدة. ولأن الهرمون يوجد في الجسم بشكل طبيعي، فنحن نستخدم ذات الطريقة التي يتبعها الجسد للحد من الشهية.

وهناك بعض الحالات والظروف التي يكون فيها الهرمون موجودًا بنسب كبيرة عند بعض الناس خصوصًا إثر تعرضهم لأنواع من إصابات الأمعاء على سبيل المثال. وهؤلاء الناس يكون لديهم ميل لفقدان الكثير من وزنهم ويكونون نحيفين جدًا.

ولا يبدوا أن هناك أية آثار ضارة لوجود نسب عالية من هرمون الأكسينتومودولين في الجسم. والأثر الجانبي الوحيد للهرمون على ما يبدو هو الفقدان المستمر للوزن، وإن علاج الأشخاص البدينين والمفرطين في زيادة الوزن يقوم على إعادة نسب الهرمون في الجسم إلى معدلاتها الصحيحة.

 وقد يقوم الناس في المستقبل بحقن أنفسهم بشكل يومي بهذا الهرمون تمامًا كما يفعل مرضى السكر بحقن أنفسهم بالأنسولين.

دراسة بروفيسور بلوم

 الدراسة شملت 15 متطوعًا ومتطوعة من البدينين تتراوح أعمارهم بين 23 و 49 عامًا. تم تقسيمهم إلى مجموعتين. أعطيت المجموعة الأولى جرعات من هرمون الأكسينتومودولين 3 مرات في اليوم لمدة 4 أيام متتالية، بينما أعطي أفراد المجموعة الثانية محلولاً مالحًا.

وخضع المتطوعون في اليوم الرابع لفحص استهلاك الطاقة وامتصاص الطعام لدى كل منهم. وبعد الوجبة الأولى تناقص معدل تناول المتطوعين للطعام بنسبة 17.4%، بينما زاد مصروف الطاقة لديهم بمعدل أكثر من الربع. وفقدوا نصفًا بالمئة من أوزانهم في الأيام الأربعة، أي نقصان في الوزن يقدر بحوالي نصف ك.ج في الأسبوع.

إن هذا الاكتشاف سيمكن الأطباء من التعرف على طريقة جديدة لعلاج السمنة. فعلينا الابتعاد عن مجرد التركيز فقط على الطعام، ونركز بدلاً عن ذلك على كيفية زيادة التمارين.

بروفيسور ستيف بلوم – رئيس قسم العلوم الاستقصائية، الكلية الملكية، لندن (دورية السمنة الدولية)

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم