إن أول ما يتوجب العناية به من أجل سلامة وصحة القلوب هو تزويد الأبدان بفيتامينات المجموعة «ب» ولا سيما النوع «ب1» أو الثيامين. إن العلماء الذين درسوا التأثير العظيم لهذا الفيتامين في القلب قرروا أن نقصه الشائع هو سبب الإصابة بأزمات القلب المقلقة. ولتفسير ذلك أجرى الباحثون تجاربهم على الفئران، وأسفرت هذه الأبحاث عن أن نقص الثيامين يحفز على زيادة نسبة حامض البيروفيك، وعلى خفض معدل إنتاج وحدات الطاقة (ATP)، الضرورية لعمل عضلة القلب.
وفي مستشفى مايو الطبية بنيويورك أثبت العالمان «راسل وايلدر» و«نورمان جوليف» أن حذف الثيامين من طعام الإنسان لمدة ثلاثة أيام يفضي إلى اضطرابات وظيفية في القلب كأن يتدنى نبضه حينًا، ثم تسرع دقاته شديدًا بمجرد أداء أي عمل مهما كان يسيرًا. وينذر استمرار المنع لأيام أخرى بدخول القلب مرحلة الخطر، حيث يتناوب نبضه بين البطيء للغاية والسريع للغاية وإن لم يبذل المرء أي مجهود يذكر. فإذا تواصل الحرمان أكثر دخل القلب مرحلة أخطر، فيزيد نبضه زيادة هائلة باستمرار حتى مع ركون الإنسان للراحة ثم يأخذ القلب في التضخم. على أن المدهش، أن العوارض كلها لا تلبث أن تختفي بمجرد تزويد الجسم بقدر وافر من الثيامين ضمن أغذية طبيعية جيدة.
فإذا كنت صادق النية في احتفاظ قلبك بحيويته فعليك أن تحرص منذ اليوم على تزويد جسمك بمصدر طبيعي للثيامين، مثل الخميرة ولو بكميات أكثر مما يلزم للجسم فإن هذا الفيتامين يذوب بالماء ولهذا فالزائد منه يخرج مع البول. وينبغي أن تأخذ من الخميرة مع كل أكلة لأن حاجة الجسم للثيامين تتجدد كل يوم.