بقايا الهرمونات والأدوية في اللحوم والدواجن. تعد من القصايا الصحية المهمة نظرا لما لها من اثار سلبية على صحة الانسان وهذا مايتطلب تضافر الجهود وتعاون كثير من الجهات المختصة والمنظمات للكشف عن هذه البقايا وضبط استخدامها وفق الشروط المحددة .
ويقول الدكتور وجيه الشيخ المختص في هذا المجال : هناك نوعان من الهرمونات: هرمونات موجودة بشكل طبيعي في الجسم، وهرمونات مصنعة تستخدم كبديل للهرمونات الطبيعية لجعل الطائر ينمو بسرعة وهو ما يقلل من استهلاك العلف ويحقق لأصحاب المزارع أرباحًا أكبر. لكن استخدام الهرمونات ممنوع في المملكة حاليًا بأي صورة خصوصًا في مشاريع الدواجن حيث لا تكفي فترة التربية لانسحاب البقايا الهرمونية من لحوم الدواجن.
فقد تصل فترة الانسحاب لبعض الهرمونات لشهرين أو ثلاثة، في حين أن دجاج التسمين يباع في الأسواق بعد 40 أو50 يوم كحد أقصى. أما الأدوية البيطرية، فتستخدم على نطاق واسع في مزارع الدواجن سواء في الوقاية أو علاج الأمراض التي قد يتعرض لها القطيع.
وهذا الاستخدام إذا تم بالطرق العلمية السليمة لا يؤدي إلى أضرار أو أية تأثيرات على صحة المستهلك.
لكن مع الاستخدام الخاطئ من بعض المربين لهذه الأدوية سواء بجرعات زائدة أو مدة علاجية أطول أو عدم التقيد بفترة الانسحاب الدوائي من جسم الطائر قبل التسويق يؤدي إلى وجود بقايا لهذه الأدوية.
و كان مسموحًا باستخدام بعض الإضافات الدوائية للعلف كمحفزات للنمو إلا أن استخدامها منع حاليًا وتم التوقف عن استيرادها بعدما أثبتت بعض الأبحاث أن لها أضرارًا على الإنسان.
و عن مخاطر متبقيات الهرمونات والأدوية في الأغذية؟
يقول د. وجيه الشيخ: أضرار الهرمونات والمضادات الحيوية هي نفس الأضرار الخاصة بالمبيدات ومن أهمها: عسر ولادة عند بعض السيدات، تشوهات جنينية، تقليل عدد الحيوانات المنوية ونشاطها، إحداث خلل في وظائف الهرمونـات الطبيعيـة فــي جســـم الإنسان مثل هرمون الإستروجين، ظهور حالات الحساسية بأنواعها المختلفة، التسمم الدوائي، أعراض قلة التركيز وضعف الذاكرة، تثبيط الجهاز المناعي.
هل يضمن الالتزام بفترة الانسحاب الدوائي خلو جسم الطائر من البقايا الدوائية وبالتالي يكون استهلاك لحمه آمنًا؟
يقول د. وجيه الشيخ: نعم تنتهي المشكلة تمامًا، ونضمن خلو جسم الطائر من بقايا هذه الأودية. وبالطبع كما ذكرت فإن استخدام الهرمونات ممنوع تمامًا في المملكة، أما الأدوية فلكل دواء حدود مسموح بها في لحوم الطيور. وتصدر المنظمات العالمية نشرات دورية بالحدود المسموح بها من البقايا الدوائية في مختلف الأغذية سواء اللحوم الحمراء أو البيضاء أو الفواكه والخضراوات ونحن نتابع ذلك باستمرار. وتقدر هذه الحدود على أساس أن الشخص السليم العادي لو دخل جسمه هذه الكمية بصفة يومية وطول فترة حياته لا تؤثر عليه تمامًا. لكن زيادة في الأمان والاحتياط وللمحافظة على صحة المواطن نعمل على ألا تكون هناك منتجات تحتوى على بقايا دوائية وحتى لو كانت في الحدود المسوح بها فمثلاً لو ظهرت بقايا في الحدود المسموح بها في منتجات بعض المشاريع ننبه على أصحاب المشروع أن يلتزموا بالتعليمات وبفترة الانسحاب الدوائي ونقوم بتوعيتهم.
ما النصائح التي يمكن أن نقدمها للمستهلكين للحد من أضرار متبقيات الهرمونات أو الأدوية بصفة عامة؟
يقول د. وجيه الشيخ: أهم نصيحة هي الشراء من مصادر وأسواق موثوقة. وينصح كذلك بتجنب تناول الكبد والكلى والدهون والجلد؛ حيث تتركز فيها أكثر من 90% من المركبات الكيميائية التي تدخل الجسم. ويفيد غسل اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن بالخل حيث يساهم ذلك في تفكيك الدهون والتخلص منها فضلاً عن قتل أي ميكروبات قد تكون موجودة. ومن الوسائل الجيدة لتقليل تركيزات بقايا المركبات الكيمائية في اللحوم والدواجن هو سلقهما في ماء ثم التخلص من الماء وسلقهما في ماء آخر.
ما النصائح التي تقدم للمربي حتى تقل نسبة متبقيات الأدوية في منتجاته سواء من اللحوم أو الدواجن إلى ما دون الحدود المسموح بها؟
يقول د. وجيه الشيخ: أقدم النصائح التالية للمربين:
– أؤكد أولًا أن الوقاية خير من العلاج في مشاريع الدواجن، فلو حرص المربي عند بداية المشروع على اختيار كتكوت معروف مصدره ومعروف أنه من بيضة وأم سليمة ووفر الجو المناسب للتربية (درجة الحرارة، التهوية، الرطوبة) واتخذ الاحتياطات الوقائية المختلفة مثل عدم نقل الطيور من عنبر لعنبر آخر أو من مزرعة لمزرعة أخرى، فلن تمرض الطيور ولن يكون في حاجة لاستخدام الأدوية.
– يجب أن يلتزم المربي بفترة الانسحاب الدوائي وألا يقوم بتسويق المنتج قبل مرور هذه الفترة.
– يجب أن يلتزم المربي بمدة العلاج والجرعات المحددة؛ لأن زيادة الجرعة أو مدة العلاج تعني إطالة فترة الانسحاب الدوائي من جسم الطائر بالتبعية.
– يجب عدم حقن كمية كبيرة من الدواء في مكان واحد؛ لأن ذلك يطيل فترة الانسحاب الدوائي له.
– هناك بعض الفطريات والميكروبات النافعة التي تُستخدم كمحفزات للنمو؛ حيث تزيد من استفادة الطائر من الغذاء فبدلاً من أن يكون معدل التحويل الغذائي (التمثيل الغذائي) 50 % يصبح 65% أو 70% أو أكثر. ومثل هذه المحفزات الطبيعية ليس لها أي أضرار وليس لها كذلك فترة انسحاب لذلك أنصح مربي الدواجن بالاعتماد عليها.