الصحة والغذاء

على مين يا ميلامين*

الآن اتضحت الرؤية لكثير من علماء النفس والاجتماع وحتى فسيولوجيا الجسم البشري، فبعد أن عرفنا أن الأصدقاء من بني الأصفر في الصين يخلطون الميلامين بالحليب، اتضحت أسباب كثير من الأشياء التي كانت مجهولة، ورفع الظلم عن البقرات اللاتي أضحين أمهات بالرضاعة للكثير من الأطفال الذين تخشى أمهاتهم على شكل صدرها، أكثر مما تخشى على ما يجب أن ينبت في صدر وليدها من الحب والحنان والشعور بالانتماء الجسدي.

عرفنا أن الصينيين يخلطون بودرة الحليب بالميلامين، ولم نعرف منذ متى، ومن غيرهم متورط في هذه الخلطة السحرية، وهل سبق أن خلطوا أشياء أخرى هم أو غيرهم مع أغذية أخرى؟

بافتراض حسن النية أوحيادها، ربما رأى المصنعون والمعبئون هناك أن هناك تراخيًا في صلابة عود شعوب العالم الثالث فقرروا أن بعض الميلامين عديم الطعم والرائحة في الحليب بصلابته التي عرفناها في أواني الطبخ خصوصًا الأزواج الشجعان ممن يتلقفون من حين الى آخر طبقًا أوغرافة في الرأس، أنه بعضه قد يفيد في شد عود هذه الشعوب فلا تعود مرتخية في المطالبة بحقوقها.

أيضًا هناك فائدة أخرى ربما يجنونها من ذلك وهي أنهم بإتلافهم أعضاء بشرية سيزيد الطلب على زراعة الأعضاء في بلدهم خاصة أنها وجهة الكثيرين في العالم العربي لزراعة الأعضاء ليس لكثرة قوائم الانتظار وضعف ثقافة التبرع، أو لقلة المراكز الطبية المتخصصة، لكن فشخرة عربان بعيد عنكم.

وعودة على الرؤية التي اتضحت، فيمكن الآن فهم بعض المواقف المتشددة والمتصلبة، سياسيًا واجتماعيًا، وحتى اقتصاديًا يمكن فهم جمود كثير من مؤشرات أسواق المال كون أدمغة الهوامير والمضاربين «تنحت» بعدما تفاعل الميلامين الموجود في الحليب الذي صنع منه كوب «الموكا» الخاص بهم وبدأ في التشكل على هيئة صحن أو ملعقة أوحتى «تبسي» في داخل المخ.

ولمن لا يعرفون «التبسي» هو الصحن الكبير الدائري أو شبه الدائري المستخدم غالبًا في تقديم الكبسة أوالذبائح ومنه المثل جاء المثل على لسان أحد المعدمين متحدثًا عن «غير المعدومين» قائلًا «اللي أعطاهم بالتبسي يعطينا بغطاء البيبسي»، سبحانه وتعالى.

عمومًا الآن يجب أن تحذر عندما تغني لأطفالك «يا أطفال يا حلوين اشربوا الحليب، للصحة للقوة اسألوا الطبيب» لأن أحدهم ربما كان متابعًا بشكل أفضل من وزراء الصحة وحماية المستهلك ليرد عليك “على مين ياميلامين».

محمد اليامي *المقال منشور في مجلة عالم الغذاء عام 2008م

تابعنا

تابع الصحة والغذاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي

الصحة والغذاء إحدى بوابات دار   دار اليوم