ثبت علميًا أن المصابين بالاكتئاب ينسحبون ويختبئون من المجتمع ويفقدون الاهتمام بالأشياء المحيطة ويصبحون غير قادرين على الشعور بالسعادة، ويشكون الإجهاد المزمن واضطرابًا في النوم وتغيرات في شهية الطعام بالزيادة أو النقص وصداعا وقلة التركيز وميلا للغضب، وقد يصل بهم الأمر إلى الشعور بعدم القيمة والرغبة في الموت.
غير أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذه الأعراض يمكن التغلب عليها من خلال تناول الأغذية التالية:
– منتجات الألبان: يعتبر الحليب ومنتجات الألبان مصادر رائعة من الكالسيوم والفسفور والأحماض الأمينية «يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية»، والكثير من فيتامينات B، فالحليب هو مصدر وفير جدًا للتيروسين الذي يتحول في المخ إلى «النورادرنالين» وهو ذو أثر كبير في زيادة الانتباه العقلي وتحفيز العقل على التفكير بشكل أكثر سرعة ووضوح، كما يزيد من مستوى الدافعية.
ولكي يمتص الجسم الكالسيوم الموجود في اللبن بكفاءة لابد أن تكون نسبة الدهون المطلوبة لهذا الامتصاص السليم قليلة للغاية، لذا فالحليب منزوع الدسم يعتبر أفضل الاختيارات في هذه الحالة، ويكفي تناول كوب متوسط من الزبادي ليمد الجسم بمقدار 20% من الكمية الموصى منها في اليوم من الحمض الأميني التيروسين، حيث إن الزبادي يحتوي على فيتامينات B المركب بالإضافة إلى فيتامينات A. B.
كما تذكر الدراسات العلمية أن معظم أنواع الجبن يحتوي على ضعف أو ثلاثة أضعاف من التيروسين أو التربتوفان أكثر من الحليب، لذا توصي بتناول كميات من الجبن لغرض رفع الحالة المزاجية. وتفضل أنواع الجبن القليلة الدسم حيث إنها تزيد من طاقة العقل دون إحداث أضرار في الشرايين التي تغذى العقل.
– جنين القمح: «جنين القمح» هو ذلك الجزء المغذي من قلب حبة القمح الذي ينبت عند زراعته، وللأسف يزال هذا الجزء عند طحن القمح بالإضافة إلى القشرة وجنين القمح يحتوي على الأحماض الأمينية «التيروسين والتربتوفات» بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية لصنع الناقلات العصبية النورادرانالين والسيروتين. في هذا المجال تذكر الدراسات أن 100جم من جنين القمح تمدنا بـ90% من الحد الموصى به يوميًا من المغنيسيوم و165% من فيتامين B6 وحمض الفوليك. كما يحتوي جنين القمح على 113%من الكمية الموصى بها يوميًا من الزنك المطلوب للتخفيف حالات الإحباط.
– الديك الرومي: تعتبر لحوم الدواجن والديك الرومي من البروتينات عالية الجودة، قلية الدسم، بالمقارنة مع أنواع اللحوم الأخرى. إضافة إلى ذلك يعتبر لحم الديك الرومي من أغنى مصادر الحمض الأميني «التربتوفان»، ما يجعله مصدرًا مهما لإنتاج الناقلات العصبية السيروتينين التي تساعد على التخفيف من الإحباط، كما أن لحم الديك الرومي غني بالكثير من الأملاح المعدنية كالفسفور والحديد والنحاس والزنك والمغنيسيوم، وكلها هامة جدًا لصحة الأعصاب.
أما لحوم الطيور فهي مصادر جيدة قليلة الدسم من البروتين إلا أن جلد هذه الطيور مشبعة الدهون بنسبة الثلث، فالدهون المشبعة قد تسد الشرايين وتزيد من صعوبة وصول المغذيات إلى العقل، وهنا يفضل كذلك اختيار منتجات الدواجن العضوية لتجنب تناول الكيماويات التي تتدخل في وظيفة العقل.
– البيض: أكدت الأبحاث العلمية أن البيض يظل مصدرًا رائعًا للبروتين الكامل حيث يحتوي على النسب الصحيحة المضبوطة من كل الأحماض الأمينية التي يستخدمها العقل في بناء الناقلات العصبية. ويعتبر مصدرًا جيدًا للتريبتوفان الضروري لصنع الناقل العصبي السيروتينين – المضاد للإحباط والمحقق للتوازن في الحالة المزاجية المساعد على النوم.
يحتوي البيض على فيتامين A والمضادات للأكسدة التي تحمي خلايا المخ ضد الجزيئات الحرة. الأبحاث الحديثة أثبتت أن تناول الأغذية الغنية بالدهون المشبعة مثل اللحوم والجبن عالي الدسم له تأثير أكبر في رفع نسبة الكولسترول في الدم أكثر من تناول البيض.
وعلى الرغم من احتواء البيض على بعض الدهون المشبعة، إلا أنها أقل في نسبتها بالنسبة للحوم، وقد ثبت علميًا أن البيض الذي تنتجه الدواجن الحرة الطليقة التي تربى وتتحرك بنشاط في ضوء النهار يحتوي على نسبة أقل من الكولسترول أكثر من البيض الذي تنتجه دواجن المزارع.
ولأقصى استفادة من البيض يفضل تناوله مسلوقًا لا مقليًا، لأن عملية القلي باستخدام الزيت أو السمن تؤدي إلى تكون الجزيئات الحرة التي تدمر الكثير من العناصر الغذائية المتوفرة به.
– الشوفان: يحتوي الشوفان على نسب عالية جدًا من التريبتوفان والكربوهيدرات اللذين يرفعان الحالة المزاجية، مما يشجع امتصاص التريبتوفان في المخ، كما يحتوي على فيتامينات B والكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم، وكلها عناصر ضرورية وحيوية لصحة الأعصاب، ولأن الشوفان يهضمه الجهاز الهضمي ببطء، فإنه يساعد على المحافظة على إمداد متوازن للجسم من الطاقة بالمحافظة على توازن سكر الدم، ويحتوي كذلك على مضادات الأكسدة التي تحارب الجزيئات الحرة، وللمحافظة على قيمته الغذائية يفضل الاحتفاظ به في أوان محكمة الغلق.
كتاب «الدليل الكامل لتناول الطعام الصحي والوصول إلى أفضل حالة مزاجية» إليزابيث سوميرس