البطيخ هو فاكهة غنية بالعديد من العناصر الغذائية والمركبات المفيدة للصحة، ويتناوله الناس بشراهة صيفًا نظرًا لخواصه المرطبة والمنعشة أو المهدئة لدرجة حرارة الجسم. وهو غني بالماء ويوفر كميات معتدلة من الكربوهيدرات والنحاس وحمض البانتوثنيك، وكذلك الفيتامينات A و .C وهو غني أيضًا باللوتين والليكوبين، وهما من مضادات الأكسدة، التي تشير بعض الأبحاث إلى أنها قد تساعد في تقليل خطر الولادة المبكرة ومضاعفات الحمل الأخرى، فضلاً عن حماية الجسم من الالتهابات، ونظرًا لأن البطيخ غني بفيتامين A فإنه يقي من العشى الليلي وينشط عمل الكليتين ويجدد طاقة الجسم. ثم إن ثمار البطيخ وبذوره وقشره مفيدة لحصى الكلى والمثانة، وتزيد من إدرار اللبن عند الأمهات المرضعات وملطفة للأنسجة المخاطية.
ولكن: هل يفيد تناول المرأة للبطيخ في فترة الحمل؟
وجد أن تناول البطيخ بانتظام أثناء الحمل يقلل من خطر الإصابة بمقدمات تسمم الحمل (كارتفاع ضغط الدم مثلاً) أو الإمساك أو البواسير. وقد يساهم محتواه الغني بالمياه أيضًا في تقليل خطر ضعف نمو الجنين والولادة المبكرة والعيوب الخلقية.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن 4 ملغ من الليكوبين يوميًا – أو حوالي 60٪ من الليكوبين الموجود في كوب واحد (152 جرامًا) من البطيخ – قد يساعد في تقليل مخاطر مقدمات تسمم الحمل (الذي يعد من مضاعفات الحمل التي تشتمل على ارتفاع ضغط الدم وزيادة التورم وفقدان البروتين في البول، ما يشكل سببًا رئيسيًا للولادة المبكرة) بنسبة تصل إلى 50٪.
وفي أثناء الحمل تزداد الحاجة اليومية إلى السوائل للمرأة للمساعدة في دعم الدورة الدموية المثلى، ومستويات السوائل التي تحيط بالجنين، وارتفاع حجم الدم بشكل عام، وهو ما قد يساعد في الوقت نفسه على تقليل احتمالية الإصابة بالإمساك أو البواسير أو بعض المضاعفات أثناء الحمل.
وعلى الرغم من الترويج للبطيخ على أنه يقدم قائمة طويلة من الفوائد الإضافية أثناء الحمل، فإن أيًا منها لا يدعمه العلم حاليًا. ومع ذلك، يظل البطيخ فاكهة غنية بالمغذيات ووسيلة رائعة لإضافة مجموعة متنوعة من الفيتامينات إلى النظام الغذائي للمرأة الحامل.
ويعد البطيخ آمنًا بشكل عام للأكل أثناء الحمل. ومع ذلك، يجب على النساء الحوامل تجنب تناول شرائح البطيخ التي ظلت في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة. علاوة على ذلك، يجب على النساء المصابات بسكري الحمل تجنب تناول كميات كبيرة منه.
ونظرًا لاحتواء البطيخ على نسبة عالية من الألياف الكثيفة فقد يسبب لبعض الأفراد متاعب بالجهاز الهضمي وخاصة الذين لديهم اضطراب في القولون أو حساسية بالأمعاء، فيمكنهم تناوله عن طريق مص قطع صغيرة من مكعبات البطيخ مباشرة وعقب وجبة الطعام حتى لا يرهقوا عمل المعدة والأمعاء.
وينصح بعدم تناول البطيخ مباشرة عقب وجبة الطعام حتى لا يكون سببًا في عسر الهضم، ويفضل تناوله بعد الأكل بفترة زمنية.