تصنع الأشربة الغازية عادة من مكونين كبيرين، أحدهما هو الشراب الأساسي، والآخر هو ماء الصودا. وهذا الأخير هو بغيتنا الآن، وهو ببساطة المحلول الذى ينتج عن إذابة غاز ثانى أكسيد الكربون النقى فى الماء تحت ظروف محددة من حيث درجة الحرارة والضغط.
لكن تعبير «ماء الصودا» لا يعنى وجود الصوديوم أو أحد أملاحه ضمن تركيب المحلول بل إنه يعبر عن الطريقة التي كانت سائدة للحصول على غاز ثاني أكسيد الكربون. فقد كان ينتج بطريقة تعتمد على تحميض كربونات الصوديوم أو بيكربونات الصوديوم. وبسبب الاعتماد على هذه الأملاح الصوديومية أطلق على هذا المحلول الناتج «ماء الصودا».
وعلى العموم فإن الغاز يكون ذائبًا في الأشربة الغازية بواقع لتر من الغاز في كل لتر من الشراب وتجرى إذابته تحت ضغط مرتفع. ولكن ما إن ينزع غطاء الزجاجة لاسيما عند ارتفاع درجة حرارة الشراب فإن الغاز ينطلق مسرعًا من العبوة في صورة فقاعات وفوران شديد.
ويدعونا هذا الحديث للتساؤل عن دور غاز ثاني أكسيد الكربون في المساعدة على هضم الطعام وهل بوسعه حقًا إزالة الشعور بالتخمة وحالة التلبك الهضمي؟ الواقع أن هذا سؤال مثير للجدل إلى حد كبير ولكن العلماء اهتدوا مؤخرًا إلى حل بارع له: إذ فكروا في منح بعض المتطوعين شراب الكولا بعد أن تناولوا طعامًا أضيف إليه نظير مشع، بغية متابعة حركة الطعام في قناة الهضم ثم حساب الزمن الذي يمكثه في المعدة قبل الإفراغ والنتيجة؟ لن يصدق الكثيرون فقد استبان للباحثين أن أخذ شراب الكولا لا يزيد من قدرة عضلات المعدة على تحريك الطعام باتجاه المخرج، وبتعبير آخر فإن الشراب لا يزيد من انقباضات المعدة المتجهة من المدخل باتجاه المخرج، وهى المعروفة بالتقلصات الدودية.
ومن ثم فإنه لا يزيد من قدرة المعدة على إفراغ ما تحويه من طعام. وتبين أيضًا أن دور الشراب لا يتجاوز مجرد إعادة توزيع الطعام داخل فراغ المعدة، فالغاز يتجمع فى الجزء العلوى من المعدة دافعًا الطعام والسوائل بالجزء السفلى، بقي أن نزيد أن هذه الغازات المتجمعة في المعدة قد تضغط في أعلى البطن مفجرة موجة من الآلام لا تخف بغير إخراج عاجل عن طريق الجشاء.
على أنها قد تهرب إلى المعي الدقيق والغليظ فيعم عندئذ شعور بالانتفاخ يستوجب إخراج الرياح ومعاودة الجشاء.