تقوم بعض السيدات باستخدام القهوة العربية لتخفيف الوزن وذلك باعتبارها مذيبة للدهون – ويتم ذلك عن طريق عمل عجينة مكونة من القهوة المطحونة مع الماء وتدليك الجسم بها ثم الاستحمام لتزول طبقة من الدهون ومع المداومة عليها يفقد الجسم جزء من الوزن ، ورغم تجريب الطريقة من قبل بعضهن إلا أنني أخشى من تعرض الجلد للترهل بعض استخدامها ، فما مدى صحة ذلك؟
الجواب :
تتجمع الدهون رئيساً في الجزء السفلي حول الفخذين والورك في أجسام النساء وفي منطقة البطن في الرجال ،واحتار البدناء في ما يستعملونه من طرق للتخلص من أوزانهم الزائدة والكثير منها ليست ذات أسس علمية تحقق هذه الرغبة ، وتدعي بعض السيدات بفائدة عمل عجينة من القهوة العربية المطحونة مع الماء لتدليك أجسامهن بها ثم الاستحمام في إزالة الدهون الموجودة تحت طبقة الجلد ويؤدي المداومة عليها إلى فقد أجسامهن جزء من أوزانهن ،والحقيقة لا يتوفر دليل علمي يؤكد فعالية هذه الطريقة ولا يعقل أن تقوم بعض مكونات عجينة القهوة العربية في إذابة الدهون المخزنة تحت طبقة الجلد ،وهي أحد الطرق الشعبية التي يستعملها البدناء وهم تائهون في سعيهم بين الصيادلة والعطارين للتخلص من أوزانهم الزائدة .
كما اتجهت بعض الشركات التجارية لمستحضرات التجميل نحو إنتاج مركبات يدعون بأن لها مستقبلات في الخلايا الدهنية في الأنسجة الدهنية المتجمعة تحت الجلد تساعد في تحويل الأيض الغذائي للدهون المتجمعة فيها لتكسيرها وحرقها ،وشاع في الصيدليات بيع مراهم بأسماء تجارية عديدة لدهنها على الجلد في مناطق معينة من الجسم كالورك والفخذين بهدف التخلص من الدهن المتجمع فيها.، يدعي مصنعوها بأنها تفيد في إذابة الدهون في مناطق تجمعها تحت طبقة جلد الإنسان ,وصاحب موجة الحماس التي تعتري العالم نحو العودة إلى العلاج بالنباتات الطبيعية عمل أحد هذه المستحضرات الصيدلانية من طحلب بحري يسمى خس البحر أو فوكس Fucus أو فوكس حويصلي اشتق من اسمه العلمي Fucus vesiculensis وهو من الفصيلة الفوكسية Fucaceae ,وتزعم الدعايات التجارية في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية عن هذه المراهم “بأنها مركبات سريعة الفعالية ويستطيع البدين أثناء استخدامها تناول ما يشتهيه من طعام ولا يحتاج إلى أدوية ولا بذل جهد عضلي شديد لإنقاص وزنه ,وهي تفيد في إذابة الشحوم من مناطق تجمعها في الجسم كالردفين والفخذين والثديين لأنها تتغلغل في طبقة الجلد وتسبب تحول الخلايا إلى حرق مخزونها من الدهن وفقد حد أدنى من بروتينات أنسجة العضلات ,وتخاطب نشرة دعائية منها المرأة بقولها :”استعملي مرهم التخفيف دقيقتان فقط كل يوم لفترة شهر واحد لإزالة الدهون من جسمك حتى تصبحي رشيقة وتتمتعي بقوام رشيق وجسم مشدود بعد شهر واحد من استخدامه”,ويقول الإعلان التجاري لمستحضر ثاني منها للمرأة “إذا كنت ترغبين في إنقاص وزنك ورؤية قوامك يزداد رشاقة وحيوية استعملي مرهم الجلد .فهو يحقق لك أربعة فوائد مع كل عملية تدليك به ,وهو يقلل حجم الكتل الدهنية في جلدك ويزيل علامات تكدس الشحوم المتغضنة فيه ويزيد تماسك الخلايا والأنسجة ويجعل بشرتك ملساء فيتحسن المظهر الخارجي لجلدك ,أليس هذا هو التنحيف المثالي ؟وتسمح العناصر التي يحتويها هذا المستحضر بالتخلص سريعاً من مخزون الشحوم المتراكمة في الأنسجة الدهنية بالجلد ويعمل أيضاً على إيقاف عملية تخزين شحوم جديدة إضافية في الجسم ” ويدعي إعلان ثالث عن مرهم جلدي أخر فيقول ” مع استعمال كريم .تعود إليك رشاقتك ,وهو محضر من خلاصة الأعشاب والطحالب البحرية ,لتخفيف وزنك وشد بشرتك وعضلات بطنك وجميع أجزاء جسمك ,وهو سريع المفعول ومضمون النتائج خلال أسبوع “.
كما شاع بيع مستحضر هلامي القوام يقال بأنه يفيد في التخلص من الدهون المتجمعة في طبقة تحت الجلد بالجسم بعد 40دقيقة من استخدامه ،وتقول نشرته الدعائية بأن يحتوي على مركبات طبيعية في مصدرها,ومنها المستخلص من لب جذور نبات بري ينمو في غابات المكسيك دون سواها,ويفيد دهنه على المواضع المختارة من الجلد في دخول مكوناته عبر المسام إلى الطبقة الدهنية الموجودة تحته ،فيقوم بتحرير الدهون منها ثم يحملها الدم بعيداً عنها ,كما يرطب الجلد ويساعده على استرجاع مرونته الطبيعية التي فقدها,ويسبب استخدامه تقليل حجم الدهون في مواضع وضعه بالجسم ،وينصح باستعماله بعد الاستحمام على بشرة نظيفة خالية من أي مراهم أخرى للتأكد من التخلص الدهون المحررة بواسطته ،وينصح الشخص عند استعماله بشربه كأس من الماء (ربع ليتر ) ثم كأس أخر خلاله ثم شرب كأس ثالث بعد ذلك للتأكد من حمل الماء الدهون المحررة- كما يزعم _ من النسيج الدهني تحت الجلد للتخلص منها ,ويختار الشخص المنطقة التي يرغب ازالة الدهون منها في جسمه ،ويضع عليها كمية من هذا المستحضر ثم يدلكها بحركة لولبية مع الضغط إلى أن يمتصه الجلد ويكرر ذلك حتي تنتهي الكمية المحددة لكل منطقة منها ،فينصح مثلاً باستعمال ربع عبوة منه لكلٍ من اليد والفخذ وتزداد هذه الكمية إلى نصف العبوة عند وضعه على الورك والعجز والبطن لإزالة الدهون منها،ويستغرق تأثيره 40دقيقة كما يقال ،كما تنصح نشرته الدعائية بتركه على الجلد فترة 8ساعات قبل إزالته بالغسيل،وينصح المصنعون لهذا المستحضر الأشخاص الذين يعانون من تراكم كميات كبيرة من الدهون في أجسامهم منذ فترة طويلة بالعلاج المركز به باستهلاكهم عبوة كاملة منه كل يوم ،وتسجيل قياس محيط المنطقة قبل وضعه عليها ثم بعد مرور 40دقيقة منها ويستعمل بشكل يومي صباحاً ومساءً لفترة عشرة أيام ،وينصح باستمرار استعمال البدين هذا المستحضر للمحافظة على النتائج التي حققها له ,وهو يفيد في تقليل مقاس (حجم)المنطقة التي وضع عليها ,وتقر نشرته الدعائية بأنه إذا كان الهدف من استعماله هو إنقاص الوزن فتنصح بالإقلال من تناول الأغذية الدسمة في طعامه أي فرض قيود غذائية على طعامه .
وبلاشك يحتاج إدعاء نشرة هذا المستحضر بضرورة شرب الشخص ثلاث كؤوس من الماء أولاً قبل استعماله والثاني أثنائه ثم الثالث بعده لحمله الدهون من الأنسجة الدهنية في مكان وضعه على الجلد لمدة 40دقيقة للتخلص منه وإنقاص قراءة شريط المقياس الحجمي المستخدم إلى دلائل علمية تؤكدها دراسات دقيقة عن فقد الدهون من الجسم دون سواها,فقد يكون النقص في قراءة الشريط لمنطقة البطن مثلاً ناتجاً عن زيادة مرونة الجلد فيها بفعله مما يقلل مستوى قراءته بعد استعماله عنه قبلها،لهذا تطلب النشرة الدعائية باستمرار استخدامه للمحافظة على النتائج التي حققها وشراء المزيد منه ، وتعتمد النتائج الايجابية على استعمال العديد من المراهم الجلدية في إنقاص الوزن على إتباع البدين الحمية الغذائية قليلة السعرات الحرارية باستبعاده الحلويات والدهون والأغذية الدسمة من طعامه ،وغاب عن المشجعين لاستعمال مراهم إذابة الدهون في جسم الإنسان لإنقاص وزنه أن مكوناتها المزعومة إذا كانت تذيب الدهون فعلاً ،فماذا عن تأثيرها عند انتقالها مع تيار الدم من الجلد إلى أنسجة الدماغ التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون ؟.
