في السابق كانت شركات إنتاج المشروبات الرياضية تستهدف الرياضيين فقط بمنتجات مثل حلويات الطاقة (Energy Bar) ومشروبات الطاقة (Energy Drinks)، لكن مؤخرًا تحاول هذه الشركات استهداف المستهلك العادي مدعية أنها تقدم منتجات مغذية ومركزة ومثالية للطبيعة السريعة التي تشهدها حياة الناس في هذا العصر.
إلا أن هذه المنتجات مصممة لتلبي حاجات الرياضيين وقد تكون لها نتائج عكسية عندما يستعملها أشخاص عاديون. وهناك منتجات مثل باور بارز (Power Bars) وهي من الحلوى المركزة الطاقة، وجاتوريد (Gatorade) وهي من مشروبات الطاقة، صممت للرياضيين بحيث توفر لهم سعرات سريعة الهضم لتحول بينهم وبين الإرهاق أثناء فترة تمارين طويلة.
اعتقاد خاطئ
يعتقد معظم المستهلكين- خطأ- أنهم إذا أكلوا حلوى الطاقة قبل فترة رياضية في الصالة فإنها ستمدهم مباشرة بالطاقة. ولكن الذي يحدث هو أن ما نأكله الآن يستعمله العضل بعد ذلك بأربع وعشرين ساعة أو ثمان وأربعين.
ولا يستعمل الجسم الطاقة المخزنة في تلك الحلوة مباشرة، إلا في حال ممارسة رياضة شاقة ممتدة. وهذه بالطبع يحدث مع الرياضيين فقط في أغلب الأحيان، حيث إن الجسم يحتاجها لتعويض ما يستهلكه الرياضي بشكل مستمر من مخزونات الطاقة.
أما معظم الناس فإنما يمارسون الرياضة من أجل التخسيس أو الحفاظ على وزن معين، وإن مثل هؤلاء إذا تناولوا قطعة حلوى قبل ممارستهم للرياضة فإن الجسم يخزن ما يريد أن يتخلص منه أصلاً.
طريقة التعبئة
إن أكبر عقبة تقف دون استفادة الشخص العادي من منتجات الطاقة هي الطريقة التي تم بها تعبئة هذه الحلوى. فبالمعدل يخزن في هذه الحلوى 250 سعرة، فتحمل كتلة كبيرة من الطاقة في حجم صغير- وهي مناسبة لشخص يسير مسافات طويلة مثلاً، ولكنها تشكل مشكلة لشخص يذهب ليعمل في مكتبه.
وقد كشفت دراسة حديثة عن أن الناس تأكل كميات أكبر من السعرات عندما تتناول طعامًا مكتظ السعرات، مثل حلوى الطاقة. أي أنهم لا يقيدون أبدًا ولا يتخيرون كميات السعرات التي يلتهمونها.
مشروبات الطاقة
إن المشروبات الرياضية تم تطويرها من أجل الرياضيين، لأن الكربوهيدرات والصوديوم والمذاقات المضافة إليها تجعلهم يشربون مزيدًا من السوائل وتساعدهم على تعويض السوائل المفقودة من أجسامهم في وقت قياسي.
وعلى أعقاب صناعة الماء المعبأ، فإن هناك منتجات جديدة خاصة معبأة بدأت تملأ المساحة الفارغة بين الماء المجرد وبين المشروبات الرياضية.
ولكن الخبراء يجمعون على أن هذه الفيتامينات لن تفيد مستوى طاقة جسمك كثيرًا، إلا إذا كنت تعاني نقصًا، بل إن الكثير منهم يحذرون من أن المبالغة في التعبئة من فيتامينات ومعادن معينة قد يكون سامًا.
أخيرًا، فإن المشروبات الرياضية ومشروبات الماء المقوي تحوي بالفعل سعرات أقل في كل حصة مقارنة بالمشروبات الغازية، ولكنها تأتي في قوارير أكبر. بل إن المشروبات (المسكرة عمومًا) مصدر من مصادر السعرات الزائدة وتساهم في توسيع وباء السمنة بين الأطفال. والمشكلة هي أن الناس لا تقدر كميات السعرات الموجودة في المشروبات المسكرة. خصوصًا أن الجوع والعطش يتحكم بهما ميكانيكيتان مختلفتان في الدماغ.
ديفيد بيرسون (David Pearson)
مدير معمل القوة في جامعة بول في ولاية إنديانا (P.S.U.I)