ربما يكون أخطر السموم تلك التي لا «يكتب عليها» أنها سامة، ونقصد بها المواد التي تستخدم على نطاق عريض دون دراية بخطورتها مثل العطور الرخيصة، وبعض مساحيق غسيل الملابس والأطباق.
ورغم ذلك، ينتشر استخدام الناس لمثل هذه المنتجات وهم غافلون حقيقتها، بينما ينكر مصنعوها خطورتها على صحة الإنسان.
في السطور التالية، نلقي نظرة على بعض هذه المنتجات حسب مكان استخدامها في منازلنا.
الحمام
يعتبر الحمام من أكثر الأماكن سمية في منازلنا؛ حيث يستخدم الكثير من الناس مزيل العرق المحتوي على الألمونيوم وهو أحد أسباب حدوث مرض الزهايمر. كما تحتوي الشامبوهات على مذيبات قوية قد تتسبب في تسمم الكبد. ويحتوي معجون الأسنان على الفلورايد وهو مادة غير عضوية مضرة للعظام وتساهم في إصابتها بالهشاشة. ويحتوي غسول الفم على مادة الإسبارتيم الذي يؤدي المبالغة في استخدامها إلى أورام المخ أو قد يحتوي على السكارين المسبب للسرطان. وأقصى ما في الحمام من سمية قد يكون في زجاجة العطر؛ حيث نحيط أنفاسنا بمواد كيماوية عالية السمية وتلعب دورًا كبيرًا في حدوث مرض السرطان وذلك عند المبالغة في استخدامها.
وبينت التحاليل المعملية احتواء العطور الرخيصة على 40 نوعًا من الكيماويات صنفت بأنها خطرة جدًا على الكبد. لذا يجب على مصنعي هذه المواد ذكر مكوناتها للمستهلك ومدى خطورتها والحدود المسموح بها في الاستخدام. وتحتوي مساحيق الغسيل كذلك على روائح كيميائية عالية السمية، والمشكلة تكمن في عدم الشطف الجيد؛ ما يسمح بتلامس هذه المواد للجلد وتسربها للدم.
المطبخ
يحتوي المطبخ على مواد سامة كثيرة؛ حيث تعمد ربة المنزل إلى اقتناء منتجات صابون مضادة للبكتيريا مصنوعة من مواد كيماوية قوية مثل العامل البرتقالي الذي يعتبر مبيدًا قويًا للأعشاب. وتستخدم آخريات منظفات صحون تحتوي على نسب زائدة من الكيماويات والمركبات العطرية السامة. وتغلف هذه الكيماويات والمركبات الأطباق والأكواب والفضيات (الملاعق والشوك والسكاكين) بطبقة رقيقة في حال عدم الشطف الجيد لها. وبعد هذا يتناول أفراد الأسرة الطعام في هذه الأطباق ومعها شيء من هذه الكيماويات ومع الاستمرار تزداد فرص الإصابة بالسرطان.
فناء المنزل
يبالغ بعضهم في استخدام المواد المكافحة للآفات والأعشاب الضارة بالنبات، دون الاكتراث بمخاطر هذه المواد على الصحة.
ويغطي المساحة كلها بالمبيدات؛ للقضاء على الديدان التي قد توجد بالزرع ويظن بذلك أنه نجح في حل المشكلة وقضى تمامًا على الديدان. لكنه في الحقيقة كان غافلًا عن حقيقة هامة جدًا وهي أن النبات في حاجة لبعض أنواع هذه الديدان التي قتلها لكي يبقى في صحة جيدة، وهذه حكمة الله في خلقه فالعلاقة هي منفعة متبادلة ولكن مع تدخل الإنسان فإنه يضر نفسه ومن حوله ويضر النبات من حوله.
أنتم
ورغم كل ما ذكرنا من مخاطر الكيماويات الموجودة في بعض المنظفات والعطور، نجد أن مصنعي هذه المواد ينكرون النتائج الصحية غير المرغوبة لمنتجاتهم. ويعلم هؤلاء المصنعون أن الكيماويات موجودة بالفعل، لكنهم يزعمون أنها لا تمتص من خلال الجلد. وهذا غير صحيح، حيث بينت الأبحاث العلمية أن الجلد يمتص كل الكيماويات، وهذا هو السبب في استخدام بعض الكريمات والمراهم كدهان للجلد، ومعنى هذا أن مركبات الدواء تمتص من خلال الجلد وأن هذه هي حقيقة صيدلانية مسلم بها وإلا ما اخترعوا أدوية الجلد الموضعية. الخلاصة أنك إذا غسلت ملابسك بمنظفات غسيل خالية من الروائح العطرية السامة وإذا تجنبت استخدام العطور ذات الكيماويات السامة (وليس الأنواع الأصلية) فإنك ستصبح أكثر ذكاء، وهذه ليست مزحة بل حقيقة، حيث ثبت علميًا أن المبالغة في استخدام المواد العطرية الكيماوية قد تؤدي إلى تبلد وكسل العقل.
بدائل طبيعية
هناك بدائل مقترحة للحفاظ على الصحة نذكر منها ما يلي:
– استخدام مركب طبيعي مكون من 50% من بكربونات الصوديوم أو مسحوق الخبز مخلوطًا به 50% من نشا الذرة، بدلًا من مزيل العرق الضار بالصحة والبيئة.
– اختيار مساحيق وسوائل غسيل الملابس والأطباق خالية تمامًا من الروائح العطرية؛ حيث تعتبر هذه الروائح مصدر كثير من الكيماويات السامة التي تقتل الإنسان على المدى الطويل.
– اقتناء عطور مصنوعة من خلاصات زيوت أصلية وليس كيماويات صناعية؛ حيث لا تضر هذه الأنواع مهما كانت مكوناتها، لكنها باهظة الثمن. وإذا لم تسمح قدراتك المادية بشراء هذه الأنواع من العطور؛ فيفضل البقاء بدون تعطير.
إعداد: د.نهاد البحيرى