تغيرت عملية غسيل الملابس إلى الأفضل مع ظهور مساحيق الغسيل، وخاصة مع ما يلاحظ من تأثير قوي وفعال للمساحيق السحرية عند غسل الملابس المتسخة.
ومع ذلك، كم واحد منا يدرك أن مساحيق الغسيل التي نستخدمها بشكل يومي تسبب لنا ضررًا يفوق بمرات ما تقدمه لنا من خدمة؟ وكم منا يعي الأضرار المختلفة للبيئة والصحة التي تسببها مساحيق الغسيل؟
إننا نشعر أنه لا يوجد هناك وعي كافٍ بما سبق. فقد أثبتت الدراسات أن معظم مساحيق الغسيل تحتوي على مواد سطحية قد تؤدي إلى تكوينات كيماوية تتسلل إلى داخل أجسامنا عن طريق الجلد. وقد لا يكون أثر تلك المواد واضحًا في المدى القصير. أما على المدى البعيد، فإن تراكم تلك المواد الكيماوية قد يزداد في الجسم إلى درجة خطيرة.
وما يخيفنا أكثر من ذلك هو أن الوعي بما يمكن أن تسببه مساحيق الغسيل من إتلاف للكبد قليل جدًا. فبحسب الموقع www.liversupport.com، أشارت الدراسات إلى أن مساحيق الغسيل الشائعة الاستخدام يمكن أن تقود إلى تلف الكبد. فالكلور الموجود في الكثير من هذه المساحيق يمكن أن يتراكم في أجسامنا، مما يؤدي إلى بطء في وظائف الكبد وتغير لون الجلد والعينين إلى اللون الأصفر. وقد يبدأ النمش في الظهور على الجلد، ويبدأ الجسم في امتصاص المعادن التي تدخل مع الطعام مثل الكادميوم بسهولة أكثر، ويسبب الكادميوم تسممًا في الدم لو وجد في الجسم بتركيز عال.
ويعتبر ذلك مدعاة للخوف أكثر إن علمنا أن مرض تليف الكبد هو السبب الثامن للوفاة عالميًا، أما من ناحية المعاناة الإنسانية، وتكاليف العلاج في المستشفيات، وضياع الإنتاجية تكون مرتفعة وذلك لأن وظائف الكبد تؤثر على الجسم بطرق مختلفة.
«يمكن لمساحيق الغسيل وبكميات صغيرة أن تتسبب في تسمم الجسم ببطء مع مرور الوقت، وبشكل لا تلحظه في البداية. ويستغرق الأمر عددًا من السنين يتم فيها ابتلاع تلك المساحيق بشكل مستمر مما يؤدي لظهور تلك الآثار الخطيرة، ولكن أي كمية من التسمم ليست أمرًا صحيًا. فمساحيق الغسيل هي منتجات صناعية تختلف مكوناتها حسب الاسم التجاري مما ينتج عنه مستويات مختلفة من المخاطر الصحية».
إن المخاطر الصحية التي تسببها مساحيق الغسيل تبدو واضحة جلية لربات المنازل التي تتعامل مباشرة مع منتجات الغسيل. وإلى جانب تسببها في تلف الكبد، يمكن لهذه المنتجات أن تعرض الشخص للإصابة بسرطان الثدي، أو تليف الرحم، أو العقم. كما يمكن لها أن تسبب أمراض الجهاز الدوري مثل ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب، وتصلب الشرايين.
وأشار الأخصائيون إلى المضافات المستخدمة في مساحيق تنظيف الغسيل مثل المواد السطحية، والمبيضات وعوامل الغسل المساعدة يمكن أن تؤدي لتهيج الجلد، وتعريض صحتنا للخطر. وكما أوردنا سابقًا، فإن عوامل الغسيل المساعد الشائعة الاستخدام يمكن أن تضر بالكبد، فيما تؤدي المواد السطحية إلى تلف الطبقة القرنية للجلد أو تجعدها. ومن جانب آخر، فإن الرائحة القوية للمواد العطرية يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات حساسية لدى البعض، أما المبيض الفلوريسنتي فهو مادة سامة ويؤدي تراكمها في الجسم إلى أمراض عديدة.