تبرز أهمية إفطار الصائم على الرطب أو على التمر كون الغالبية من سكريات التمور تعتبر من السكريات الأحادية البسيطة سريعة الامتصاص والتي تذهب مباشرة إلى الدم دون الحاجة إلى عمليات هضمية.
ويعد الرطب من أعظم الفاكهة وأنفعها للبدن، وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم عليه أو على التمر أو على الماء تدبير لطيف جدًا، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء والحلو أسرع شيء وصولاً للكبد وأحبه ولا سيما إذا كان رطبًا، أو التمر لحلاوته فإن لم يكن فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم.
وفى الصحيحين عن عبدالله بن جعفر قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب»، وفى سنن أبي داود عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات فحسوات من ماء».
وقد جاء في الطب النبوي أن التمر مقو للكبد وملين للطبع… ولا سيما مع حب الصنوبر ويبرئ خشونة الحلق وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن فهو فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى.
وللتمر قيمته الغذائية العالية، فكل 100جرام تعطي 304 سعرات حرارية، والتمر يعطي إحساسًا بالدفء ومنقوعة يساعد في إدرار البول وتنشيط الجهاز الهضمي ومقاومة الإمساك وشفاء التهابات اللثة والبواسير وتقوية حاستي السمع والبصر وذلك لاحتوائه على الفوسفور والبوتاسيوم والحديد والكربوهيدرات، ويظهر التحليل الكيميائي له باحتوائه على 23% ماء 2.3% بروتين، 0.5% دهون، 72.5% كربوهيدرات، 1.7% رماد، 2.2% ألياف، 26 وحدة دولية من فيتامين أ، 690 ملجم بوتاسيوم، 62 ملجم كالسيوم، 44 ملجم مغنيسيوم، 2.9 ملجم حديد، 61 ملجم فوسفور، 0.4 ملجم زنك، و3 ملجم نحاس.
وكما هو معروف أن التمر من الفواكه التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، ولهذا اهتم العلماء بالبحث عن خصائصه وفوائده، ومن نتائج هذه البحوث أن التمر منبه لحركة الرحم وزيادة انقباضه مما يعمل على تسهيل الولادة للمرأة.
لذلك فإن التمر غذاء ضروري للحامل وكذلك جاءت البحوث لتؤكد دعوة الخالق العظيم للسيدة مريم بأن تتناول ثمارًا مباركة، فقال تعالى في سورة مريم: }وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبًا جنيًا، فكلي واشربي وقري عينًا{ .( مريم 25)، والتمر قيمة غذائية عالية، فهو الفاكهة الصحراوية التي تمنح سكان الصحراء القوة والرشاقة والصحة لسنوات طويلة من العمر، حيث يحتوي على كمية من عدة أملاح وفيتامينات أهمها فيتامين أ الذي يحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع جفاف الملتحمة والعشى الليلي وجفاف الجلد.
وهو أيضًا ذو فائدة عظيمة في تهدئة الأعصاب والقلق والمزاج العصبي، ويقول عنه داود في تذكرته «يقوي المعدة والكبد ويقطع الإسهال المزمن والقيء الصفراوي وإدرار البول ويطيب العرق ويشد العصب المسترخي».
ومن المعروف أن منقوعه يساعد في إدرار البول وتنشيط الجهاز الهضمي ومقاوم للإمساك لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف التي تقي الجسم من سوء الهضم والإسهال وعلاج التهابات اللثة والنزيف الدموي وتقوية حاستي السمع والبصر وذلك لاحتوائه على الفوسفور والحديد والكالسيوم.
والتمر غذاء ضروري للأطفال لاحتوائه على الحديد المكون الرئيسي لهيموجلوبين الدم ونقص الحديد يؤدي إلى الأنيميا (فقر الدم). وهو غني بالفسفور الذي يدخل في تركيب العظام والأسنان وهذا العنصر هام لخلايا الدماغ والخلايا التناسلية لذلك فهو هام وضروري لكل من يعمل بأعمال الفكر والذهن وتأتي أهمية تناول التمر لاستعادة النشاط كما أنه يقطع البلغم خصوصًا إذا أكل على الريق، كما أنه مفيد لأوجاع الظهر ويقوي الكلى الضعيفة.
كما أن وجود الأملاح المعدنية القلوية في التمر تعمل على معادلة حموضة الدم الناتجة عن تناول النشويات بكثرة، والمعروف أن حموضة الدم تسبب عددًا غير قليل من الأمراض، أما احتواؤه على الماغنسيوم بنسبة كبيرة فيضعه في مقدمة الأغذية والفواكه المميزة، كونه يقي من السرطان.